خلطة رئاسية معقدة… رهن بالأقطاب الموارنة؟
قبل الحرب، بدا أن الاستحقاق الرئاسي لن تُحل عقدته إلا بمعجزة. ثم اندلعت الحرب وانتهت، وبدأ الملف يأخذ زخماً جديداً، تمثل في تحديد جلسة في 9 كانون الثاني المقبل. كانت الأجواء جدية، وافتتح رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” السابق وليد جنبلاط بازار الترشيحات المواكبة للمرحلة الجديدة بعد الحرب، وتبنت كتلته ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون، فيما صدرت إشارات من كتل أخرى تتجه الى دعمه، ما رفع رصيده عالياً ووضعه في المركز الأول على قائمة المرشحين لرئاسة الجمهورية.
وفيما بدا أن الطريق ممهَّد نحو الجلسة المقبلة، بدأت الخلافات والانقسامات تطفو إلى السطح من جديد. إذ لم يسحب رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية ترشيحه، ولم تتبنَّ المعارضة ترشيح قائد الجيش وتلتحق بـ “الاشتراكي”، ما أعاد عقارب الساعة إلى الوراء. وأعلن “حزب الله” على لسان نائب رئيس مكتبه السياسي التمسك بفرنجية طالما أنه لا يزال مرشحاً.
أما “”القوات اللبنانية”، فتبدو مرتاحة للأوضاع، إذ على الرغم من عدم ممانعتها ترشيح قائد الجيش، فهي تدرك أن “حزب الله” ومعه رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل يضعان فيتو على هذا الاسم. وبالتالي، تعي أن هذا قد يعني أن الجلسة المقبلة ربما لا تفضي إلى انتخاب رئيس، ما قد يفتح الباب أمام وصول رئيس سيادي 100% بعد فشل الجلسة. ولا تُخفي “القوات” طموحها بإمكان ترشيح رئيسها سمير جعجع.
في المقابل، تؤكد مصادر وسطية أن من المستحيل إيصال جعجع إلى الرئاسة. وعلى الرغم من أن حظوظ قائد الجيش قد تراجعت قليلاً بعد المعمعة الأخيرة، إلا أنه لا يزال متقدماً على بقية المرشحين. ومع ذلك، تشير هذه المصادر إلى ضرورة الانتباه إلى تحالف ثلاثي “أمل – حزب الله – جبران باسيل”، إذ يمكن لهذا الثلاثي التوافق على اسم قد يحظى بفرصة الوصول إلى الرئاسة، لافتة إلى علاقة قطر الجيدة بالأطراف الثلاثة، ما قد يعزز حظوظ المدير العام للأمن العام بالوكالة اللواء اللواء الياس البيسري.
الى ذلك، تشير مصادر مطلعة إلى أن مرشح التقاطع السابق جهاد أزعور يمتلك حظوظاً عالية أيضاً، بحيث يتمتع بعلاقة جيدة مع الثلاثي ومع أطياف المعارضة. لكن المشكلة الأساسية تبقى في المعارضة نفسها، التي تجد أنها أمام فرصة نادرة لإطاحة النفوذ الشيعي.
في المقابل، يرى آخرون أن من الضروري أن يكون الرئيس المقبل ممثلاً للمرحلة الجديدة في المنطقة التي تقلص فيها النفوذ الايراني، وليس بالضرورة أن يكون رئيساً يصارع “حزب الله”، لكنه بالتأكيد لن يسمح له بتهديد اتفاقات لبنان وعلاقاته مع محيطه والدول الكبرى، لا سيما الولايات المتحدة.
لهذه الأسباب وغيرها، تبدو سيناريوهات الجلسة المقبلة متعددة:
– الفشل: لن يتمكن النواب من انتخاب رئيس بسبب الانقسام الكبير في الأصوات. وهذا يعني أن البلد قد يشهد مرحلة ما بعد الجلسة يكون فيها جعجع مرشحاً، ويقابله فرنجية أو حتى باسيل، وفق أجواء البلد والمنطقة.
– معركة تؤدي إلى انتخاب رئيس بـ65 صوتاً: قد يكون الرئيس المنتخب في هذه الحالة هو قائد الجيش، أو اسماً يزكيه الثنائي الشيعي. كما أن فرنجية ما زال يمتلك فرصة في هذا السيناريو. أو قد يتفق الثلاثي (الثنائي الشيعي مع باسيل) على جمع الأصوات الـ65 لاسم مثل خوري أو البيسري أو حتى أزعور.
– التوافق قبل الجلسة: وهو السيناريو الذي يفضله رئيس مجلس النواب نبيه بري وصديقه وليد جنبلاط. في هذا السيناريو، يتم الاتفاق على الرئيس قبل الجلسة، وينتخب بأكثر من 86 صوتاً. وفي هذه الحالة، لا يبدو أن هناك اسماً يمكن أن يحصل على هذه الأرقام سوى قائد الجيش.
لبنان الكبير - محمد شمس الدين
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|