"نداء 7 كانون الثاني"... دعوةٌ لإنجاز الاستحقاق الرئاسي

بدعوة من رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي شارل عربيد، عقد لقاء جمع رؤساء ونقباء الهيئات الاقتصادية والمهن الحرة والاتحاد العمالي العام والمجتمع المدني في مقر المجلس.

وقد نتج عن هذا اللقاء إطلاق "نداء 7 كانون الثاني" الذي يدعو إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي، باعتباره مدخلًا أساسيًا لبناء دولة مستقرة، فاعلة، وجاذبة.

وجاء في البيان الذي صدر عن اللقاء: "في زمنٍ يقف فيه الوطن في عين العواصف والمحن، يبقى لبنان عصيًا على الموت، شُعلةً تتقد في عتمة الأزمات، وجسرًا معلقًا بين حلم النهوض وكابوس الانهيار. إنه وطنٌ يرفض أن يكون شاهدًا على سقوط نفسه، ويصر على صناعة مصيره بيديه، لا أن يُكتب عليه كقدرٍ لا مفر منه".

وأضاف البيان، "في ظل التحولات التي تجتاح الجوار، وبالرغم من الألم جراء العدوان، لا يزال لبنان واقفًا، لأن جذوره ضاربة في أعماق الأرض، ولأن أبناؤه مؤمنون به ومتمسكون بديمومته. إن الاستقرار ليس هبةً من الخارج، بل هو حصن تتعالى جدرانه كلما اجتمع اللبنانيون تحت راية الوحدة والعزم على صون الوطن".

وتم التأكيد على أن الجمود قاتل، والفراغ حفرة تبتلع كل أمل. فمتى تعطلت المؤسسات الدستورية وسكت صوت الإنتاج وانطفأت شُعلة العمل، حل الخراب وأغلقت أبواب المستقبل. وأشار البيان إلى أن الاقتصاد هو قلب الدولة النابض، وإن توقف، ماتت الأحلام في مهدها، وهربت الطاقات إلى حيث لا عودة.

كما شدد البيان على ضرورة أن تكون السياسة لمصلحة الناس، لا أداة لصراع أهل السياسة، وأن تكون السلطة في خدمة الناس، لا عبئًا عليهم. وأكد أن لبنان ليس حقيبة تُحمل إلى موائد المفاوضات، ولا ورقة في دفاتر الأمم، بل هو وطن وُلد من رحم التضحيات ليبقى حرًا عزيزًا كريمًا.

وجاء في النداء: "إن الدولة هي بيت يجمع أبناءها تحت سقف الحق والعدالة والمساواة. وحدها الدولة تقيم جسور التواصل بين أبنائها. فلا أمن بلا دولة، ولا كرامة بلا مؤسسات، ولا وحدة بلا رئاسة تعكس تطلعات الشعب وتجسد سيادته على أرضه". وأضاف البيان: "فلا دولة بلا رأس، ولا جمهورية بلا رئيس. من هنا يأتي نداءنا: نداء 7 كانون الثاني، رؤساء الهيئات الاقتصادية ونقباء المهن الحرة والاتحاد العمالي العام والمجتمع المدني لانتخاب رئيس للجمهورية. رئيس قدوة، إصلاحي سيادي، يقود البلاد ويدفع باتجاه نهوض المؤسسات، ليعود لبنان إلى طريق الخلاص والتعافي، ولعب دوره في المنطقة والعالم".

وأكد البيان على أهمية استجابة اللبنانيين لهذا النداء قائلاً: "أيها اللبنانيون، لا تتركوا الفراغ يأكل أحلامكم، والشغور يسرق مستقبلكم. كونوا قوة ضغط. قفوا معنا في وجه الانقسام، واجعلوا العمل دستورًا، والتكاتف قانونًا. فإن لبنان لن ينهض إلا بكم، ولن يزدهر إلا بسواعدكم، فصناعة التغيير تبدأ بالتغيير عند الناس".

وختم البيان بالقول: "لبنان ليس محطة انتظار، ولا ممرًا للعابرين. هو بيتكم، وحصن أبنائكم. فاكتبوا تاريخه أنتم، كي لا يُكتب عنكم".