الحدود الشمالية مع سوريا: فلتان وتعديات
باتت الحدود "اللبنانية - السورية" من الجهة الشمالية مشرّعة بالكامل أمام الحركة عبر المعابر غير الشرعية، من دون حسيب ولا رقيب. ويختصر أبناء القرى اللبنانية الحدودية مع سوريا الأحوال هناك بهذا التوصيف. وأدّى ما يجري من فلتانٍ حدودي هذه الأيام، إلى نشوء أزمات ومشاكل أهمّها أزمة السير الخانقة التي يشهدها حاجز الجيش اللبناني في شدرا يوميّاً. وبحسب الأهالي، فإنه ولدى مرور عشرات الشاحنات على هذا الحاجز، وهي آتية من الداخل السوري، وتتجه نحو طرابلس، محمّلة بالحديد والخرضوات، يقوم الجيش اللبناني بتوقيفها من أجل تفتيشها، الأمر الذي يؤدي إلى نشوء طابور من السيارات والشاحنات بطول أكثر من 2 كيلومتر كل يوم. ومنعت هذه الزحمة أمس المعلّمين والتلاميذ من الوصول إلى مدارسهم، كما منعت الموظّفين من الوصول إلى أماكن عملهم.
ويؤكد الأهالي لـ"نداء الوطن" أنّ الشاحنات "تعبر من سوريا إلى لبنان عبر النهر ووضع الردم في المياه لتتمكّن من السيّر لأنه لا إمكانية للمرور عبر المعبر الرسمي المقفل. ناهيك عن مرور عشرات الفانات المحمّلة بالمواطنين السوريين القادمين من داخل سوريا إلى لبنان وأكثريتها من دون لوحات.
ويشدد الأهالي في شدرا على أن "ما يحصل على حاجز الجيش في بلدتهم أمرٌ غير مقبول. حيث تأتي هذه الشاحنات المحمّلة بالخرضوات والحديد من حمص، وتعبر إلى لبنان من دون تفتيش وبشكل غير رسمي، وأمام أعين القوى الأمنيّة، بعدما تمّ استهداف المعبر الرسمي في البقيعة بغارة إسرائيلية في السابق". ولفتوا إلى أنّ "حركة مرور السوريين إلى الداخل اللبناني بطريقة غير شرعية لم تتوقف منذ إعلان سقوط نظام بشار الأسد. ويستخدم العابرون نهراً يُسمّى "نبع الصفا"، الذي يفصل بين لبنان وسوريا من جهة وادي خالد".
لذلك، يطالب الأهالي قيادة الجيش اللبناني، بالتدخّل لإيجاد حلّ لهذه المعضلة، ومنع مرور الشاحنات بهذا الشكل على الطرقات الضيقة. كما يطالبون المعنيين في الدولة اللبنانية، بإعادة تشغيل المعابر الرسمية ووضع عناصر الأمن العام والمولجين بهذه الأمور، إلى جانب تشغيل آلات "السكانر" على الحدود، من أجل فحص هذه الشاحنات.
في سياقٍ آخر، اشتكى أهالي بلدة منجز الحدودية، من دخول مجموعة من الجانب السوري، تقوم بقطع الأشجار في غابة (حرش الغار)، لأيام متتالية ولم تتحرَّك الأجهزة الأمنية، مع العلم بأن هذه الغابة مصنّفة ضمن معلم مدرج على اللائحة التمهيديّة لمواقع التراث العالمي لمنظمة الأونيسكو. ودعا أهالي منجز قيادة الجيش إلى أخذ الأمر على محمل الجد، والعمل على حماية هذه الغابة قبل فوات الأوان.
ويشدد الأهالي على أنهم لا يريدون الاصطدام مع أحد بهذا الخصوص، بل يحتكمون إلى الدولة التي عليها أن تقوم بواجبها من أجل حماية هذا الإرث الطبيعي المهم.
وتعبر المجموعة السورية التي تأتي عبر الحدود، النهر الكبير حيث توجد الغابة على سفحه، وتعمد إلى قطع عشرات الأشجار يوميّاً، وتحاول إطلاق النار على كل من يحاول الاقتراب منها، وتنقل الحطب المقطوع إلى الداخل السوري من أجل بيعه.
مايز عبيد - "نداء الوطن"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|