من روحيّة "خطاب القسم".. هل ستشارك "القوّات" في حكومة العهد الاولى؟

بعد مرور عامين وشهرين، إنتهت معركة رئاسة الجمهورية، وبعدما ذاق الشعب اللبناني الأمرين، توافق المعنيون على رئيس جامع، فجاء انتخاب جوزاف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية في أعقاب أجواء سياسية مشحونة وصراعات حادة بين القوى السياسية والطائفية فصوتوا لـ" فخامة القائد" في الدورة الثانية بـ99 صوتاً، بعدما أثبت بقيادته للجيش دوره ووطنيته، وثبّت السلم الأهلي وواجه المخاطر التي أحاطت بالبلاد، وقطع رأس الفتنة عدة مرات.

وبذلك يكون جوزاف عون الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية والرئيس الثالث منذ ما بعد الطائف الذي ينتقل من منصب قائد الجيش مباشرة إلى موقع الرئاسة الاولى، بالتالي لينطلق بمرحلة جديدة أولى تحدياتها تأليف حكومة يتعاون فيها الجميع، تمثل انتصاراً لمفهوم الدولة على نفوذ الدويلة، خصوصاً وأن الرئيس عون في خطاب القسم أمام مجلس النواب أكد أنه سيعمل على أن يكون حق حمل السلاح مقتصراً على الدولة، ولم يذكر في خطابه كلمة "المقاومة" في إشارة واضحة إلى رغبته في عودة القرار السياسي والعسكري إلى الدولة اللبنانية.

إنطلاقاً من هذه الأجواء، تقول مصادر "القوّات اللبنانية"، لوكالة "أخبار اليوم"، بإنّهُ من بعد الاستشارات النيابية لتكليف رئيس حكومة، وبعد دعوة النواب لاستشارات تأليفها، سوف يلتئم تكتل "الجمهورية القوية" برئاسة الدكتور سمير جعجع، لتقديم رؤية أو تصوّر القوات حول شكل المجلس الوزاري المقبل.

وهذا ما أكده عضو "الجمهورية القوية" النائب رازي الحاج أيضاً، حيث قال، عبر "اخبار اليوم"، أنّ القوّات كانت رأس حربة في الصراع بين "الخير والشر" طيلة الفترة الماضية للإتيان برئيس يمثل تطلعات اللبنانيين السياديين، وهذا ما تمثل بشخصية العماد جوزاف عون، الذي يحظى بقبول إقليمي ودولي، خصوصاً في ظل التوترات الاقليمية المتصاعدة. واشار الحاج في الوقت عينه، إلى أنه إنطلاقا من روحية خطاب القسم، الذي أراح اللبنانيين والمعنيين كافة، من خلال تشديده على تطبيق الدستور والطائف، ووثيقة الوفاق الوطني، والاحتكام الى الدولة ومؤسساتها، سيكون للقوّات دورٌ في هذه المشاركة الوطنية عبر الحكومة العتيدة، لتحقيق النهوض في مؤسسات الدولة، بما تحمله القوّات من الخبرات اللازمة بحكم عملها، ما سيعيد ثقة العالم بلبنان حتماً.

شادي هيلانة - "أخبار اليوم"