هل اختصرت 120 دقيقة صورة الجمهورية للسنوات الـ 6 القادمة؟

انتخب مجلس النواب قائد الجيش جوزف عون رئيساً للجمهورية أمس، بـ 99 صوتاً، وبجولة انتخابية ثانية جرت بعد ساعتَيْن تقريباً من الجولة الانتخابية الأولى.

الحدّ الأقصى

فهل يشكل فارق الـ 120 دقيقة تلك، لبّ الأحداث خلال الولاية الرئاسية الجديدة؟ وهل يمكن تحميل هذا الفارق الكثير من الكلام في المرحلة القادمة، خصوصاً من جانب الأطراف المحليّة التي تصرّ على الإمساك بكل مفاصل السلطة، رغم التراجُع المحلّي والإقليمي الكبير الذي أُصيبَت به، منذ خريف عام 2023؟

وهل تشكل المشاورات والاتصالات الجانبية التي حصلت بين مختلف الأطراف خلال تلك المدّة (120 دقيقة)، حجّة لمحاولة انتزاع الحدّ الأقصى من الولاية الرئاسية الجديدة، لا سيّما أن كل طرف ينتظر ما يريده هو حصراً من العهد الرئاسي الجديد، بشكل أساسي؟

خيوط اللّعبة؟

أكد مصدر سياسي أن "لا شيء يمكنه تعويض انكسار المعسكر الإيراني وخسارته سوريا، لا في لبنان ولا في غيره من دول المنطقة. ولكن فارق الـ 120 دقيقة بين الجلسة الانتخابية والأخرى كانت لعبة داخلية للقول إن الخيوط اللبنانية الأساسية لا تزال كما كانت عليه في الماضي، وإن لا شيء يمكنه أن يحصل إلا إذا كان مرسوماً من جانب "الثنائي الشيعي".

وأشار في حديث لوكالة "اخبار اليوم" الى أن "خطاب القسم للرئيس الجديد كان واضحاً، وذلك بمعزل عن الأسئلة التي تحوم حول ما إذا كان سيتمكّن من تحقيقه بالكامل أو لا. فالمشكلة في لبنان لا تتعلّق بفريق واحد فقط، بل بكل الطبقة السياسية المُعتادة على ممارساتها القديمة. وبالتالي، أعتقد أن مساعي الرئيس الجديد قد لا تتواجه مع جهة واحدة فقط، بل مع زعماء الطوائف كلّهم، عندما سيبدأ بتنفيذ ما تحدث عنه في خطابه".

حكومات إصلاحية

ولفت المصدر الى أن "أبرز ما سيشدّد عليه الرئيس الجديد مستقبلاً هو أن لا يكون أي طرف مهمّشاً في البلد، وذلك بموازاة جعل كل شيء تحت سقف القانون والدستور. فهذا هو الكلام الوحيد الذي قد يستعمله بوجه كل من يريد أن يحافظ على مكاسبه وسلوكياته السابقة، وأن يتمثّل هو وحزبه أو تياره في الحكومة الجديدة أكثر من باقي الأفرقاء، وكل من يحاول استغلال بعض الخلافات السياسية لصالحه حصراً".

وختم:"هناك مسألة مهمة جداً، وهي أن لدى الرئيس الجديد التزامات تجاه المجتمع الدولي، الذي يجعل من تشكيل حكومات لبنانية ذات طابع إصلاحي مسألة شرط أساسي للتعامل مع البلد. فهذه نقطة ستكون كل الأطراف مُلزَمَة بالتحرّك من ضمنها".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"