العهد انطلق... المرحلة الاولى تقنية والثانية يتضح شكلها بعد الانتخابات النيابية
"كل خطاب قسم فيه الكثير من الامل والكثير من الرغبة في الانجاز، هناك في الخطاب ما يتحقق وهناك ما لا يتحقق.. هذا الواقع ليس فقط في لبنان بل في كل دول العالم"، الكلام لمرجع سياسي كبير الذي قال، عبر وكالة "اخبار اليوم"، في خطاب القسم الذي ادلى به يوم امس الرئيس جوزاف عون توجد نفحة امل باستعادة الدولة بعد الحرب المدمرة التي قضت على البشر والحجر في لبنان بشكل غير مسبوق، وايضا قضت على مقومات الدولة، ليس فقط لأن حكومة تصريف الاعمال كانت عاجزة عن مواكبة الحدث بل ايضا الحدث فرض نفسه على الدولة ومنطوقها ومفهومها.
واذ شدد على ان هذا الخطاب بحد ذاته جدّي في العمل على استعادة دور الدولة، اضاف المرجع عينه: الاستحقاق الاول هو تأليف الحكومة وستتبين منه الخطوط البيضاء من الخطوط الرمادية، لا سيما من حيث شكلها وفاعليتها، وإجماعها حول مشروعه (اي مشروع استعادة الدولة)، قائلا: بمعنى آخر، الحكومة تعطي الكثير من الدلالات، ومنها سنعرف ما اذا كنا سنبقى في النمط ذاته او نحن منتفضون عليه في سبيل الافضل، علما ان تشكيلة المجلس النيابي الحالي لا تتيح المجال امام الأمل الكبير الذي اتاه الخطاب.
ولكن، على الرغم من تركيبة المجلس التي ساهمت في تعميق الازمة، لفت المرجع الى ان شدّ الحبال لن يظهر في المرحلة الاولى من العهد، لانها ستكون تقنية بامتياز، اي على الحكومة ان تنصرف الى تطبيق القرار 1701، اعادة الاعمار وما تتطلبه من اتفاقيات وهبات الى جانب تفعيل الادارة والقضاء.
ورأى ان الرئيس عون سيعطي المرحلة التقنية هذه نفحا سياديا لان ما نريده هو استرجاع الدولة بمعزل عن الحدث الكبير في المنطقة ولكن دون ان ننسى ان عودة الروح الى الجمهورية كانت بفعل هذا الحدث اي ان الدولة اللبنانية يجب ان تكون موجودة، وعليها ان تواكب كل هذه التطورات والعمل على اعادة لبنان الى الخريطة الدولية.
واعتبر المرجع انه في المرحلة التقنية لا بدّ من تعاون الجميع، قائلا: حتى من لم يصوت لعون لعدم مخالفة الدستور او لعدم ارساء اعراف جديدة قال انه يريد ان يواكب العهد ايجابا، فلا احد من الاساس يرفض ان يمدّ يده الى رئيس منتخب بـ 99 صوتا.
واما المرحلة الثانية، فهي الاتجاه الى الانتخابات النيابية في ربيع العام 2026، بحسب المرجع السياسي الذي اعطى اهمية كبرى لما ستفرزه الصناديق لتحدد خيارات الشعب اللبناني، فهل هو ذاهب باتجاه العهد واعطائه الدفع المنشود بادوات عمل مختلفة؟... هنا يكمن السؤال الكبير، الانتخابات المقبلة هي الفصل لنعرف ماذا كان المجرى الشعبي هو داعم قوي لهذا العهد لينطلق في العناوين الكبرى التي اعلنت في الخطاب؟
وختم: اذا وصلنا الى الخواتيم المرجوة فان الامر سيكون جيدا، وان لم يصل فالامر لن يكون مستغربا فاننا في لبنان دائما اسرى الواقع المرير الذي نعيش فيه اي الطائفية والمحاصصة، لكننا هذه المرة امام فرصة حقيقية للخروج من هذا المنطق، نظرا لما يتمتع به الرئيس من صدقية ونية مخلصة واصرار للانجاز.
عمر الراسي - "اخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|