جعجع يراكم على خسارته الرئاسية.. هزيمة في رئاسة الحكومة ايضاً
في مقابل نجاح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع التنظيمي، لا يختلف اثنان على ان الرجل يتقن تحويل انتصاراته التكتيكية الى هزائم استراتيجية، فعل ذلك خلال الحرب الاهلية وفعل ذلك خلال مسيرته السياسية بعد خروجه منه. في لحظة التقدم الكبير الذي حققه المحور المتحالف مع جعجع في المنطقة قرر جعجع ان يحول هذا الانتصار الى هزيمة شخصية له في رئاسة الجمهورية.
شعر جعجع انها فرصته ليكون هو الرئيس ورأى في اغتيال الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله نهايةً للتاريخ في لبنان وان فريقه السياسي يجب ان يحقق انتصارا كاملا، لا نصف انتصار، وهذا لم يكن يوافقه عليه حتى الجانب الاميركي ناهيك عن السعوديين والغربيين وغيرهم. وبعد ان كان اول من رشح قائد الجيش العماد جوزيف عون للرئاسة حوّل نفسه الى اشد المعارضين لوصوله لتتكفل الرياض بإقناع جعجع بإستحالة وصوله اولا وبضرورة التصويت لعون ثانيا، وبدل ان يكون ما حصل انتصارا له صار هزيمة يسعى الى تجميلها اعلاميا.
لم يكتف جعجع بهزيمته الرئاسية، مع بداية العهد الذي من المتوقع ان يستقطب شعبيا على حساب الاحزاب المسيحية التقليدية، فقرر خوض معركة خاسرة على رئاسة الحكومة. عملياً يريد جعجع رئيسا للحكومة تابعا لمعراب بعد ان فشل في ايصال رئيس جمهورية بهذه المواصفات. مشكلة جعجع مركبة فهو من خلال خوضه معركة رئاسة الحكومة، يخسر اولاً الحاضنة الشعبية السنيّة، لان احدا لن يقبل بأن يعيد جعجع الزمن الى الوراء ويحول رئاسة الحكومة الى منصب شكلي تابع لقوة سياسية مسيحية.
ثانياً، لا يملك جعجع مرشحا جديا للرئاسة، فنواب المعارضة السنّة لا يشكلون اي حيثية فعلية بأشخاصهم ولا يملكون دعما نيابياً سنيا ايضا وهذا ما يحول المعركة الى خاسرة حكما على المستوى السياسي، اذ ان جعجع، وعلى المستوى الطائفي، سيظهر كمن يريد ان يحول انتصاره في المعركة على "حزب الله"، الى انتصار سياسي على القوى والاطراف السنيّة في لبنان.
سيربط الوجدان الجماعي السنّي بين خطوات واداء جعجع مع الرئيس سعد الحريري وبأدائه السياسي اليوم، وهذا بحد ذاته هزيمة سياسية. كل ذلك في كفة، وكون المعركة خاسرة في اصلها في كفة اخرى، فعدد النواب الذين سيصوتون لمرشح جعجع لرئاسة الحكومة لن يكون كبيراً او اقله كافيا للفوز وهكذا سيكون جعجع قد بدأ العهد الجديد بخسارتين، في رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة وتاليا لم يستطع استغلال الزخم السياسي الذي كان يمتلكه بعد الضربات التي تعرض لها "حزب الله" وبعد سقوط النظام السوري.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|