عدم تدخل المملكة أدى إلى تطيير ميقاتي... مصدر مواكب للتسوية يكشف التفاصيل!
كلام النائب محمد رعد من القصر الجمهوري، ادرج في خانة الاكثر حدية في التعبير عن الامتعاض من تكليف الرئيس نواف سلام لتشكيل الحكومة العتيدة، فهو وصف هذا التكليف بانه "يخدش اطلالة العهد التوافقية"، قائلا: مرة جديدة يكمن البعض من اجل التفكيك والتقسيم والشرذمة والالغاء والاقصاء، تعنتاً وكيدية وتربصاً، ومذكرا اننا "خطونا خطوة إيجابية عند انتخاب رئيس الجمهورية، وكنا نأمل ان نلاقي اليد التي طالما تغنت بأنها ممدودة، فإذا بها تقطع والآن نقول بكل بساطة وبكل هدوء أعصاب، من حقهم ان يعيشوا تجربتهم ومن حقنا ان نطالب بحكومة ميثاقية، لان أي سلطة تناقض العيش المشترك لا شرعية لها على الاطلاق"...
وفي موازاة هذا الكلام، اتهم بعض من يدور في فلك الممانعة ان المملكة السعودية تقف وراء هذا "الانقلاب"، غير ان مصدرا مواكبا للتسوية الرئاسية، نفى عبر وكالة "اخبار اليوم" اي تدخل للمملكة في عملية التكليف، مشيرا الى ان الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان الذي زار لبنان لمرتين متتاليتين خلال 48 ساعة حاملا اسم الرئيس جوزاف عون فقط لا غير لم يزر بيروت قبيل موعد الاستشارات النيابية الملزمة الامر الذي ادى الى بلبلة لدى الفريق الممانع الذي اعتقد انه مقابل انتخاب عون "بمونة من المملكة" سيبقى الرئيس نجيب ميقاتي في موقعه الحكومي، لكنه فوجئ بان المملكة "اقفلت خطوطها وابتعدت عن المشهد"، فلم تتكلم مع احد لا بل تركت الدينامية السياسية المحلية تأخذ مداها.
وعن هذه الدينامية المحلية، قال المصدر "كتلة الـ 31 نائبا" رشحت النائب فؤاد مخزومي ثم انطلقت باتصالاتها، فتبين لها ان جوّ "التغييريين" داعم لنواف سلام، وهؤلاء لا يشكلون كتلة واحدة يمكن التوافق معها لتبني مرشح بل هم مجموعة افراد يصرون على تسمية سلام، وبما ان هذا الفريق السيادي يرفض العودة الى المساومات القديمة او ما يشبه قاعدة الـ 6 و6 مكررة، اي رئاسة الجمهورية من طرف مقابل رئاسة حكومة من طرف آخر، ولأن هذا الفريق يسعى الى تغيير شامل لعدم ضرب اندفاعة العهد، ضحت "كتلة الـ 31 " بنفسها، واتجهت نحو خيار سلام.
واذ كرر ان الثنائي كان يريد من المملكة ان تتدخل من اجل تسمية ميقاتي، قال المصدر: لكن عدم تدخلها ادى الى تطييره.
وهنا سئل: هل هناك خوف من تحرك الشارع من خلال "القمصان السود" او ما شابه؟ اجاب المصدر: لا توجد امكانية لتكرار مثل هذه المشاهد، لان ظروف هذه المرحلة تختلف كليا عن الظروف التي سادت سابقا، حتى اطراف الممانعة نفسها تعترف ان هناك ميزان قوى قد تبدل ولولاه لما كان حصل انتخاب جوزاف عون اساسا. لكن هذا لا يعني ان ليس لدى الفريق الممانع القدرة على تشكيل وضعية تعطيلية للمسار السياسي، وخير دليل طلب كتلة الوفاء للمقاومة تأجيل موعدها ضمن الاستشارات في خطوة غير مؤسساتية لم تسجل في تاريخ الجمهورية اللبنانية.
وعلى الرغم من موقف النائب رعد والثنائي الشيعي، شدد المصدر على انه لا يوجد نية لالغاء اي طرف، على غرار ممارسات الفريق الممانع في السلطة لمدة سنوات عدة، فنحن اليوم امام معطى جديد فلاول مرة منذ العام 2005، يأتي رئيسا الجمهورية والحكومة من دون ارادة الفريق الممانع، ما يعني ان سقوط دمشق وتحجيم دور طهران واخراج النفوذ الاسدي- الايراني من لبنان ادّت الى ولادة وضعية سلطوية جديدة فيه، حيث الرئيسان يعبّران عن مناخ لبناني سيادي اصلاحي.
وماذا عن تشكيل الحكومة ومشاركة الثنائي فيها؟ اشار المصدر الى ان سلام وعون لا يريدان مشاكل مع بداية العهد لذا سيذهبان باتجاه حكومة لا تخضع لاملاءات الثنائي من خلال تسمية وزراء ينتمون الى المرحلة السابقة، ولكن ايضا عدم استفزازه من خلال اختيار شخصيات شيعية من خارج الثنائي.
واضاف: الهدف انجاح العهد، ولا مصلحة لعون وسلام بالذهاب الى حكومة لا تشبههما لان هذا الامر يضرب صدقيتهما، وختم مرجحا الا تتأخر ولادة حكومة متزنة ومتوازنة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|