مؤيّدة لإسرائيل... من قد تخلف نواف سلام في محكمة العدل الدوليّة؟
"غير مُتحمّس للمعارضة"...هل نجح "التيار الوطني الحرّ" بتجنب إقصائه؟
بسرعة غير متوقعة نجح رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل باستلحاق نفسه، وتجنب عملية اقصاء لتياره عن الحكم قد تستمر سنوات.
فبعد ان شن شخصيا حربا شرسة على العماد جوزاف عون خلال تواجده في قيادة الجيش، وقرر ان يقود حملة داخلية وخارجية استمرت هي الاخرى سنوات، لاحراق ورقة عون الرئاسية، توّجها برفضه وحيدا من الكتل السياسية الرئيسية انتخابه في جلسة التاسع من الشهر الحالي، فها هو يطوي صفحة الكباش والمواجهة، ويفتح صفحة التلاقي والمؤازرة، ليس حبا بعون انما لعلمه بأن تواجده وحيدا في صفوف المعارضة، وبالتالي تصديه لموجة عارمة خارجية لانجاح العهد ، ستؤدي لخسائر سياسية اضافية يدفع ثمنها في الانتخابات النيابية التي باتت على الابواب.
ولا شك ان استحقاقي رئاسة الجمهورية وتكليف رئيس لتشكيل حكومة، كانا بمثابة "القشة التي قسمت ظهر البعير" بملف العلاقة مع حزب الله. اذ وبعدما قرر باسيل التعبير صراحة عن رفضه حرب اسناد غزة، وانتقاد قرار الحزب في هذا المجال مرارا وتكرارا، جاء هذان الاستحقاقان لينهيا هذه العلاقة اقله كما عهدناها منذ العام 2006.
وتقول مصادر مطلعة على اجواء الفريقين، ان "الثنائي الشيعي" يعتبر ان "اول انقلاب حصل عليه من قبل "التيار" كان بتوجيه سهامه الى ظهر المقاومة في عز المواجهة مع "اسرائيل"، اما الانقلاب الثاني فكان باستحقاق رئاسة الجمهورية ، بعدما قرر باسيل التراجع عن ترشيح اللواء الياس البيسري، وصولا للانقلاب الثالث والاكبر بتسميته نواف سلام رئيسا للحكومة"، لافتة الى ان "الحزب يبدو ممتعضا من باسيل اليوم اكثر من امتعاضه من قوى المعارضة، التي لطالما تعامل معها من موقع الخصومة السياسية".
بالمقابل، تشير المصادر الى ان باسيل من جهته يتحدث عن "٣ انقلابات" من الحزب بحقه:
- الاول: بمساهمته بافشال عهد رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، وتغطيته ممارسات حكومة ميقاتي في مرحلة تصريف الاعمال.
- الثاني: اتخاذ قرار الحرب والسلم دون مشاورته او مشاورة اي من القوى اللبنانية.
- الثالث: سيره بـ "ديل" ادى لتصويته لصالح العماد جوزاف عون غير آبه بموقف التيار.
ولهذا يمكن القول ان علاقة التيار- الحزب راهنا بأسوأ احوالها، ولا يبدو ان الطرفين مستعجلان لاصلاحها او بت مصيرها ، لانشغال كل منهما بصياغة رؤية سياسية جديدة تواكب المرحلة.
وبحسب المعلومات، فان باسيل متحمس للمشاركة في الحكومة، ويتوقع اشراكه بوزارتين اساسيتين، فيما بات محسوما ان مشاركة الثنائي الشيعي بالحكومة، مرتبطة بشكل اساسي بمنحه وزارة المال، على ان تصبح باقي الوزارات التي سيحصل عليها مجرد تفصيل.
وتشير المصادر الى ان "قرار باسيل كان واضحا بايداع اصوات كتلته بكنف رئيس الجمهورية، كي يقرر هو استخدامها لصالح المرشح الذي يفضله ، ويعتقد انه قادر على انجاح عهده، لكن بعدما وصل لباسيل ان عددا من النواب حاولوا القيام بالمثل، والرئيس عون اعتبر ان هذا القرار غير دستوري، قرر السير مباشرة بترشيح سلام"، لافتة الى انه "يمكن التعاطي مع محاولة باسيل على انها خطوة محسوبة جيداً".
من جهته، يبدو الرئيس عون متيقنا لكل ما يدور حوله، وهو ليس بصدد التشفي من اي فريق سياسي، انما بالعكس سيحاول اجتذاب ما امكن من قوى سياسية الى كنفه، لتفادي تجربة الرئيس ميشال عون الذي اعتقد انه يستطيع ان يحكم وينجح وحيدا!
بولا مراد -الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|