ماكرون 2025 في لبنان... عمليات "شدّ براغي" وحقيبة مُستلزمات كبرى؟؟؟...
بزيارته لبنان بعد يومَيْن، يُعيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التذكير، في مكان ما، بما قام به بعد انفجار مرفأ بيروت (4 آب 2020)، وتحديداً عندما زارنا في 6 آب 2020 حاملاً معه الأمل بانطلاقة دولية جديدة في بلدنا، تُخرجه من أزماته، ويستفيد الشعب اللبناني منها.
تسويات...
ولكن النتيجة أتت مُعاكِسَة، فانتهت الحركة "الماكرونية" في لبنان حينها بكلام إصلاحي فضفاض، وبمطالبة بتعديلات سياسية لا أكثر، بعيداً من أي برنامج مُتكامِل لإحداث تغيير جوهري ينعكس على السياسة والأمن والاقتصاد والمال. هذا الى جانب فقدان هيبة ماكرون كرئيس لفرنسا في لبنان، وإفساح المجال للتعامل مع باريس ومع سياساتها الخارجية كوجهة نظر لا أكثر، وليس من مُنطَلَق أنها سياسة قوّة دولية في العالم.
والأكثر هو أن حركة ماكرون المباشرة في لبنان خلال عام 2020، أعادت تثبيت قواعد اللّعبة السابقة، وقوّت النّفوذ الإيراني فيه أكثر، بموجب صفقات وتسويات أوروبية - فرنسية - إيرانية آنذاك، على أبواب استحقاق رئاسي أميركي (في تشرين الثاني 2020) انتهى بخسارة دونالد ترامب، وبفوز جو بايدن بولاية حكم تنتهي يوم الإثنين القادم.
"شدّ براغي"؟
فماذا عن حركة ماكرون 2025 في لبنان؟ وهل يزوره الرئيس الفرنسي من ضمن أجواء المفاوضات الأوروبية - الإيرانية الحاصِلَة حالياً حول الملف النووي، وبشأن مستقبل المساعدة العسكرية الإيرانية لروسيا في أوكرانيا؟
وهل يزور ماكرون بيروت بجوّ مكاسب يمكن لأوروبا وفرنسا أن تحصلا عليها من إيران في ملفات النووي وأوكرانيا، رغم الاتفاق الاستراتيجي الذي ستوقّعه طهران مع موسكو قريباً، وذلك مقابل مساعدة ماكرون (وأوروبا) بـ "شدّ براغي" الرّكبة الإيرانية في لبنان، وربما بسوريا في وقت لاحق أيضاً، بعدما ضعُفَت تلك الرّكبة في بيروت ودمشق بشكل كبير بفعل سلسلة من الصّفعات تلقّتها طهران على الأرضَيْن اللبنانية والسورية، خلال الأشهر الأخيرة؟
صفقة أميركية فعّالة
وهنا نتحدّث عن "شدّ براغي" بتوافُق أوروبي - أميركي، قد يُتيح لترامب إبرام صفقة فعّالة مع الإيرانيين في وقت لاحق، بشكل يُفسِح المجال لتجديد الأدوار الإيرانية في لبنان والمنطقة عبر نقلها من أزمنة التوسّع العسكري، الى حقبات أخرى ليست واضحة تماماً بعد حتى الساعة.
وإذا تمّ ذلك، كيف سيتأثّر مستوى مشاركة "الثنائي الشيعي" في الحكومة والسلطة بلبنان في المراحل القادمة؟ وهل سيحصل التغيير اللبناني المطلوب بشكل جدّي، سياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً ومالياً في المستقبل؟
تدريجياً...
أكد مرجع سياسي أن "لا داعٍ للقلق من زيارة ماكرون لبنان هذه المرّة لأن الماضي تغيّر، خصوصاً أن الأميركيين هم الذين يُمسكون بكل شيء، وليس فرنسا. فالرئيس الفرنسي يزور لبنان هذه المرّة لتقديم التهاني بانتخاب رئيس للجمهورية، وبتكليف رئيس للحكومة، وبانطلاق ورشة تشكيلها، لا سيّما أن فرنسا لعبت دوراً في ذلك بواسطة مبعوثها جان إيف لودريان. بالإضافة الى تثبيت موقع فرنسا في لبنان والشرق الأوسط، الى جانب بحثه (ماكرون) عن دعم معنوي داخلي له في الداخل الفرنسي بواسطة حركة خارجية يقوم بها، وذلك بالتزامن مع الأزمات السياسية والحكومية التي يمرّ بها هناك".
وشدد في حديث لوكالة "اخبار اليوم" على أنه "ليس وارداً أن يقوم ماكرون بأي شيء يثبّت نفوذ ودور إيران كما حصل في الماضي. ففي هذا الإطار، لا بدّ من انتظار مرحلة ما بعد حفل تنصيب ترامب، والكلام الذي سيقوله، وأفعاله، خصوصاً أن هناك حلَّيْن لدى الرئيس الأميركي الجديد في ما يتعلّق بالملف الإيراني، الأول عسكري، والثاني هو حصول تنازلات إيرانية".
وختم:"ترامب يحبّ الصفقات. وبعد الخسائر التي مُنِيَت بها إيران مؤخراً، من المُرجَّح أن تختار ما لا يدمّرها أكثر بَعْد، أي أن تتنازل لترامب، فيما الأطراف الحليفة لطهران في لبنان ستعتاد على دورها السياسي والأمني الجديد تدريجياً".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|