مفاجأة حريرية في 14 شباط… سلام: إما التفاهم أو التفاهم
بدأ تيار “المستقبل” تحضيراته لإحياء الذكرى العشرين لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في 14 شباط، في مناسبة قد تشكل انعطافاً حيوياً جديداً لهذا التيار الذي تعرض لتحديات كثيرة بسبب تمسكه بالاعتدال، مع احتمال عودة زعيمه الرئيس سعد الحريري عن تعليق عمله السياسي، في ظرف لبناني فائق الحساسية، في سياق التحولات المذهلة السريعة في لبنان وعلى مستوى المنطقة، ما يزيد الحاجة إلى التمسك بخيار الاعتدال باعتباره خشبة الإنقاذ وسط “طوفان التطرف” وما خلفه من انهيارات.
وانشغل اللبنانيون بمتابعة الاستحقاق الحكومي مع الجزء الأخير من الاستشارات النيابية غير الملزمة للرئيس المكلف نواف سلام، في ضوء تحدي “الثنائي الشيعي” بحجب الميثاقية عن الحكومة الأولى لعهد الرئيس جوزاف عون، ما يعني تعمد كسر هذا العهد وتبديد كل الآمال المعلقة عليه من اللبنانيين الذين رأوا فيه خلاصاً من مصائبهم التي استمرت سنوات طويلة، على الرغم من تمسك سلام بخيار واحد: التفاهم أو التفاهم.
وأعرب الرئيس عون عن أمله في أن “يوفق الله رئيس الحكومة المكلف بتشكيل حكومة بأسرع وقت، ما يساهم في إعطاء إشارة إيجابية للخارج ونبني جسور الثقة”، مشدداً على “أننا جميعاً نتطلع إلى تثبيت الشباب في أرضهم هنا، وعودة الذين تغربوا ليستثمروا بفكرهم في وطنهم، فيبقى أولادنا وأولاد أولادنا هنا. أمامنا فرص كبرى، فإما أن نستغلها، أو نذهب إلى مكان لا نريده، بسبب أننا لم نساعد أنفسنا لكي يساعدنا الآخرون”. وأمل “أن يعي جميع المسؤولين دقة الوضع وحجم الفرص المتاحة أمامنا. كل ذلك يتوقف على خيارنا: هل نريد مصلحة شعبنا؟ هذه هي الطريق الواجب علينا سلوكها. أما الارتكاز على المصلحة الشخصية فنتيجته الخراب”.
وسط هذا الانشغال بالاستحقاق الحكومي، أورد تلفزيون “المستقبل” في موقعه الالكتروني خبراً نقله عن مصادر مطّلعة، كشف أنّ الرئيس الحريري سيلقي كلمة في المهرجان الشعبي يوم الرابع عشر من شباط في ذكرى جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه في ساحة الشهداء، خلافاً للسنوات الماضية.
ورفضت المصادر المطلعة الافصاح عن مضمون الكلمة، مشيرة الى أنّ فحواها يعود للرئيس الحريري وحده. وتوقعت أن لا يبدأ الحريري بوضع خطوطها العريضة إلا قبل أيام قليلة من إحياء الذكرى.
بالتوازي، بدأ تيار “المستقبل” التحضيرات اللوجيستية والعملية في مختلف المناطق تحت عنوان #بالعشرين_عساحتنا_راجعين.
وكتب الأمين العام لتيار “المستقبل” أحمد الحريري على منصة “إكس”: “من الشمال والبقاع، ومن جبل لبنان والجنوب، ومن عاصمتنا بيروت، عساحتنا راجعين بـ14 شباط لنقول كلنا بصوت واحد: رفيق الحريري ورفاقه استشهدوا لأجل لبنان، ورح يضل لبنان أولاً خارطة طريقنا بقيادة رئيسنا سعد الحريري”… ما زاد من منسوب الأمل بعودة الرئيس الحريري.
الاستحقاق الحكومي
بالعودة إلى الاستحقاق الحكومي، اختتم الرئيس نواف سلام الاستشارات النيابية غير الملزمة، فيما يسود الترقب اللقاء الذي سيجمعه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم، بعد مقاطعة الثنائي الشيعي للاستشارات. ويقدّر السياسيون أن مصير الحكومة سيتم حسمه في هذا اللقاء، فيما كان الثنائي يلوّح بمقاطعة شيعية نيابية شاملة إذا لم يتم الاتفاق معه.
وقال عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي فياض في احتفال تأبيني: “إن ما يجري يضع البلد عند مفترق، كي لا يتهدد مسار الاصلاح والاستقرار بسوء الحسابات والنوايا. إن القاعدة الذهبية التي يجب ألا تغيب عن بال أحد هي أن التوافق والتفاهم والحوار والتعاون، الركيزة التي تقوم عليها المرحلة الجديدة في نهوض الدولة وبناء مؤسساتها وصون سيادتها وبسط سلطتها. والختام، ربما المطلوب أن نذكِّر بأن الثنائي حزب الله – أمل هو أكبر تكتل نيابي في البرلمان، والأوسع شعبية على المستوى الحزبي، والأغنى إرثاً في حجم التضحيات والدماء والمعاناة التي قُدِّمت على مدى عقود”.
ونقل النائب جهاد الصمد عن رئيس الحكومة المكلف خلال لقائه ضمن الاستشارات القائمة قوله: “أمام الخلاف القائم هناك حلّان فقط: إما التفاهم أو التفاهم”.
وكان سلام التقى أمس 23 نائباً في اليوم الثاني للاستشارات. وقال النائب إيهاب مطر: “لدينا ثقة بأن سلام سيعتمد التوازنات في تشكيل الحكومة من دون التقيد بأي شروط”.
المتابعة الدولية
على صعيد المتابعة الدولية للتطورات اللبنانية، وفيما يصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان اليوم، رأى رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي بداية خير للبنان. وشدد خلال زيارته المسؤولين اللبنانيين على وقوف الأردن إلى جانب لبنان وسيادته واستقراره، قائلاً: “سنعمل على إيجاد خطوات عملية لتعزيز التعاون وضرورة التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار”. وأكد استمرار الأردن بدعم الجيش اللبناني، كما سيقوم بدوره في ما يخص إعادة الإعمار.
لبنان الكبير
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|