محليات

ديفيد هيل: لن يمكن لجوزف عون الصّمت بعد الآن

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

“يمثّل انتخاب جوزف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية خطوة أخرى إلى الأمام بالنسبة للبنان نحو استعادة السيادة والاستقرار. غير أنّه في دوره الجديد سيواجه حقيقة حدود هذا المنصب التي تعكس إعادة توزيع السلطة بعد الحرب الأهلية. ولن يكون بإمكانه التزام الصمت والابتعاد عن النقاشات السياسية والمنافسات حول الإصلاحات اللازمة لإعادة ترتيب البيت اللبناني بعد اليوم”، بحسب السفير الأميركي السابق في لبنان ديفيد هيل*.

بالنسبة لهيل، في مقالة نشرها “مركز ويلسون*”، فإنّ فشل “الحزب” وحلفائه في إيصال مرشّحهم المفضّل إلى رئاسة الجمهورية، بعد مغادرة ميشال عون الرئاسة الأولى في لبنان، وحصولهم بدلاً من ذلك على ما يكفي من الأصوات لمنع البرلمان المنقسم بالتساوي من انتخاب أيّ بديل… قد عطّل دولة تعاني بالفعل من الأزمات والإفلاس. ومن دون رئيس تعطّلت أيضاً مؤسّسات الحكم الضعيفة في لبنان. لكن بدأ كلّ ذلك يتغيّر مع الخطأ التاريخي الذي ارتكبه “الحزب” بالانضمام إلى الحرب التي شنّتها حماس بدعم من إيران على إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأوّل) 2023. حين أدّت الضربات العسكرية المدمّرة التي وجّهتها إسرائيل لـ”الحزب” وإيران إلى تغيير معادلة القوّة في لبنان والمنطقة.

يعتبر هيل أنّ “الاختراق الذي تحقّق بانتخاب رئيس لبناني غير مثقل برعاية إيرانية وغير ملوّث بالارتباط السياسي بـ”الحزب”، يشكّل مؤشّراً ملموساً. وبالنسبة لأولئك الذين يسعون إلى استعادة السيادة والاستقرار للشعب اللبناني، فإنّ هذا هو الوقت المناسب للاحتفال”.

يشير إلى أنّ “تعليقات الرئيس عون على إرساء “الحياد الإيجابي” تعيد إلى الأذهان مبدأ تأسيس الدولة اللبنانية، التي حاولت (لكنّها فشلت) منع النزاعات الإقليمية من التأثير على لبنان”.

خيارات صعبة…. لترسيخ السّيادة

يرى هيل أنّه “الوقت المناسب اليوم ليتّخذ اللبنانيون خيارات صعبة. لأنّ رحلة إعادة ترسيخ السيادة بدأت للتوّ. فجوزف عون يحظى بالاحترام على نطاق واسع، وكان قائداً قادراً للجيش اللبناني وشريكاً لأميركا في هذا الدور. لكنّه في دوره الجديد كرئيس، سيواجه حقيقة حدود المنصب التي تعكس إعادة توزيع السلطة بعد الحرب الأهلية على حساب الرئاسة المارونية، لمصلحة رئيس الوزراء السنّي والحكومة المتعدّدة الطوائف، بالإضافة إلى البرلمان الذي يقوده الشيعة”.

يضيف هيل أنّ “انتخاب رئيس مرحّب به ليس سوى بداية لعملية مساومة. إذ تأتي بعد ذلك المرحلة التالية من تعيين رئيس وزراء وحكومة قادرة على اكتساب ثقة البرلمان استناداً جزئياً إلى بيان السياسات والمبادئ التي تعتزم تبنّيها. وعادة ما تتعثّر هذه العملية بسبب الطبيعة المتنازعة للسياسة اللبنانية. لكن مع تراجع “الحزب” وإيران بشكل واضح (وإن لم يكن قد انتهى نفوذهما بعد)، فإنّ القوى المعارضة للهيمنة الإيرانية والسورية في لبنان لديها الفرصة لتوحيد صفوفها والبناء على تحوّل في السلطة”.

في رأي هيل أنّه “سيتطلّب الوفاء بمسؤوليّات لبنان بموجب وقف إطلاق النار الأخير مع إسرائيل عزيمة كبيرة. وعلى المدى الطويل، تتمثّل المهمّة الأكثر أهمّية في نزع سلاح “الحزب” في جميع أنحاء البلاد دون إشعال التوتّرات أو الصراعات الطائفية. فعلى النقيض من كلّ الميليشيات الأخرى التي ظهرت خلال حقبة الحرب الأهلية اللبنانية، استخدم “الحزب” الرعاية الإيرانية والسورية للاحتفاظ بأسلحته والسيطرة على أجزاء كبيرة من لبنان. في تحدٍّ لاتّفاق الطائف والعديد من قرارات مجلس الأمن الدولي. ولن يتمتّع اللبنانيون بالسيادة والاستقرار والسلام، والإمساك بمصيرهم من خلال مؤسّسات منتخبة، طالما احتفظ “الحزب” بأسلحته وتمكّن من العمل كدولة داخل دولة. هناك دلائل على أنّ الدولة بدأت تستعيد بعض سلطاتها مع ضعف قبضة “الحزب”، مثل منع تهريب الأموال الإيرانية إلى “الحزب” عبر مطار بيروت الدولي”.

اختبار العلاقة مع سوريا

ينبّه هيل إلى وجود العديد من الاختبارات الأخرى التي تنتظر الرئيس اللبناني الجديد، “وأحد أكبر هذه الاختبارات هو إدارة العلاقات اللبنانية السورية المعقّدة، والتأكّد من ترجمة كلمات القائد الفعليّ لسوريا اليوم أحمد الشرع عن احترام السيادة اللبنانية وسلامة أراضيها إلى أفعال. ففي حين يشعر العديد من اللبنانيين بالارتياح لرحيل الأسد، فإنّ القلق أيضاً موجود بسبب الجذور المتطرّفة لهيئة تحرير الشام التي لا تبشّر بالخير للشعب السوري أو لجيرانه في لبنان”.

يؤكّد هيل أنّ “استعادة السيادة أمر أساسي. لكنّ إعادة بناء مؤسّسات الدولة والاقتصاد السليم يشكّلان جزءاً لا يتجزّأ من هذا الجهد. وبصفته جنديّاً محترفاً، ابتعد عون على نحو صحيح عن النقاشات السياسية والمنافسات حول الإصلاحات اللازمة لإعادة ترتيب البيت اللبناني، بدءاً بالقطاع المصرفي والمالية العامّة للدولة. لكن لن يكون بإمكانه بعد اليوم التزام الصمت. ولا بدّ من تقويم توجّهات رئيس الوزراء المقبل وتكوين مجلس الوزراء، بما في ذلك وزير المالية، عن كثب بحثاً عن أدلّة على الالتزامات الهادفة بالتغيير والإصلاحات الأساسية. ومن دون مثل هذه الكلمات والأفعال، سيكون من غير المحتمل الحصول على مستويات كبيرة من المساعدات الدولية. فالدعم السعودي والفرنسي والأميركي لانتخاب عون ملحوظ. ونأمل أن يستمرّ”.

يدعو هيل أخيراً “إدارة ترامب المقبلة إلى أن تدرك أنّ قلب الطاولة بشكل دائم على إيران يتطلّب استراتيجية إقليمية منخرطة ومتعدّدة الأوجه تتضمّن عنصراً قويّاً يتعلّق بلبنان لتقليص قدرة إيران على تضخيم نقاط الضعف اللبنانية واستغلالها من أجل إبراز قوّتها ومصالحها في بلاد المشرق”، محذّراً من أنّ “الإهمال الأميركي في هذه المرحلة سيكون بمنزلة هديّة لإيران”.

يخلص إلى القول إنّ “الدعم الخارجي وحسن النيّة للبنان ضروريّان لكنّهما غير كافيَين. ويجب على اللبنانيين أنفسهم أن يتّخذوا الخيارات الصعبة اللازمة لإعادة بناء بلد قادر على العمل بشكل جيّد. ولقد أصبحت هذه الفرصة أخيراً في متناول أيديهم”.

إيمان شمص - اساس ميديا

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا