الصحافة

عون داهم شخصياً مخزن نصرالله

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تولى رئيس الجمهورية جوزاف عون من الصرح البطريركي مداهمة أهم مستودعات الأمين العام السابق لـ”حزب الله” حسن نصرالله. وأتت هذه المداهمة، السياسية بالطبع، في وقت واحد مع إعلان قيادة الجيش عن قيام دورية له بمداهمة شقة في منطقة صيدا – الزهراني حيث ضبطت عددًا من الصواريخ بالإضافة إلى منصات الإطلاق المخصصة لها”.

بدت المداهمتان السياسية والأمنية وكأنهما تعبير عن هدف واحد ألا وهو التأكيد على أنّ شعار “لا سلاح إلّا سلاح الدولة” هو برسم التنفيذ.

توقف كثيرون في لبنان وخارجه عند المواقف التي أعلنها الرئيس عون رداً على سؤالين: الأول، يتعلق بموقف رئاسة الجمهورية حيال المواقف التي صدرت أخيراً من قبل “حزب الله” حول موضوع السلاح. والثاني، لقد أعلنتم سابقاً أنّه سيكون هناك حوار ثنائي مع “حزب الله” حول موضوع السلاح ،هل بدأ هذا الحوار؟ وهل المواقف التي أعلنها أخيراً الشيخ نعيم قاسم ألغت هذا الحوار؟ فأجاب على السؤالين تقريباً، بعبارة واحدة :”إنّ هذا الموضوع لا يُناقش عبر الإعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن عبر مقاربة مسؤولة وحس وطني، والتواصل بعيداً عن الاستفزاز”.

أتت كلمة “الاستفزاز” ليصف رئيس الجمهورية بدقة سلسلة المواقف التي توالت تباعاً في الأيام الماضية من “حزب الله” على مختلف المستويات والتي رفدها السفير الإيراني مجتبى آماني بتغريدة هي في واقعها عبوة ناسفة لأي”أماني” بموقف إيراني يساعد لبنان في هذه الظروف الأعقد في تاريخه.

إلى أي مدى يصح القول إنّ الرئيس عون في مواقفه قام بعملية دهم سياسية لمخزن يعود إلى زعيم “حزب الله” التاريخي حسن نصرالله الذي لقي حتفه في 27 أيلول الماضي في غارة إسرائيلية على مقره الحصين في ضاحية بيروت الجنوبية؟

يستدعي الجواب العودة إلى 9 أيار 2022 .في ذلك التاريخ ألقى نصرالله كلمة متلفزة في المهرجان الانتخابي الذي أقامه “حزب الله” في مدينتي صور والنبطية، أي في الشهر نفسه الذي أجريت فيه الانتخابات النيابية الأخيرة. ويقول نصرالله في تلك الكلمة حرفياً: “حتى يعرف ‏هؤلاء أي مقاومة يريدون أن يطالبوا بنزع سلاحها. لا أقول أي مقاومة يريدون نزع سلاحها، ‏‏فشروا أن ينزعوا سلاحها، فشروا أن ينزعوا سلاحها”.

ورد في معجم اللغة العربية “فشَر الشَّخصُ: كذب وادّعى باطلاً”. وورد في الاستعمال بشكل عام أن يقول أحد لآخر “فشرت” معناه إطلاق اشتباك لفظي قد ينتهي إلى ما يُحمد عقباه.

لكن أن يمضي الأمين العام الحالي لـ”الحزب” على خطى سلفه في اعتماد اللغة نفسها فينطوي على مؤشرات لا تبشّر. فقد قال الشيخ قاسم في إطلالته التلفزيونية يوم الجمعة الماضي: “هل تطلبون منا أن نكون في هذا الموقع ونصل إلى العجز الذي يُتيح لإسرائيل أن تدخل إلى كل لبنان؟ “فشر”، ‏هذا أمر لن يحصل”.

عاد قاسم إلى المعجم اللغوي نفسه لنصرالله، أي المخزن السياسي الرئيسي الذي صار مقصداً للأمين العام الحالي وسواه من قادة “الحزب”. ونقصد هنا تحديداً عضو المجلس السياسي في “حزب الله”، محمود قماطي، الذي قال الأسبوع الماضي في معرض تمسّك “الحزب” بسلاح “المقاومة”، العبارة نفسها التي اشتهرت على لسان نصرالله: “أنّ اليد التي تمتد على سلاح المقاومة أو ستمتد عليه ستُقطع بإذن الله”.

وقصد مخزن نصرالله في الأيام الأخيرة مسؤولون بارزون في “الحزب” وآخرون ممن يدورون في فلكه. وتقدم هؤلاء مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في “الحزب ” الحاج وفيق صفا. فقال في مقابلة إذاعية: ما في شي إسمو نزع سلاح… يتحدثون عن الصواريخ والمسيرات، يا هبل يا غشما…”وتوجه لجمهور “حزب الله”: “ما ياكلولكم راسكم بالهوبرة، من سينزع السلاح من من”؟

سجل السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني زيارته لمخزن نصرالله في ختام أسبوع الزيارات فارتأى أن يغلف ما أخرجه من المخزن بديبلوماسية فاعتبر “مشروع نزع سلاح “حزب الله” في المنطقة مؤامرة واضحة” تستهدف أمن الدول واستقرارها”.

يطول الكلام على محتويات مخزن نصرالله السياسي. لكن ذلك لا يمنع أن يقوم الأمين العام الحالي لـ”الحزب” بمحاولات لفتح فرع خاص به. ويمكن تلمس الإشارة إلى ذلك في إطلالته الأخيرة. فتكلم ملياً عن “الشيطان الأكبر” أي الولايات المتحدة الأميركية فحمله مع إسرائيل المسؤولية عن حرب لبنان. لكن قاسم وعندما تطرق إلى المحادثات الإيرانية الأميركية الجارية، قال:”نحن نأمل أن تصل إلى نتيجة… نتمنى أن ‏تنجح، وطبعًا، مصلحة للجميع، بالتأكيد”.‏

ما تمناه نعيم قاسم هو نجاح مفاوضات إيران مع “الشيطان الأكبر”. لا نعتقد أن نصرالله ترك في مخزنه مثل هذا التمني الصريح. فهل ستنتهي مداهمة رئيس الجمهورية لهذا المخزن بتمنيات مماثلة من كل الذين صوبوا أسلحتهم على مسعى نزع سلاح “الحزب”؟

 أحمد عياش -”هنا لبنان”

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا