هل تتخلّى إيران عن أذرعها لتضمن بقاء نظامها؟
لم تسفر المحادثات النووية بين أميركا وإيران، حتّى الآن، عن أيّ اتفاق مبدئي على أيٍّ من الشروط التي يتمسّك بها طرفا النزاع، ما يؤشّر إلى أنّ المُراد منها ليس مجرّد اتفاق عسكري – نووي، بل التوصّل إلى صيغةٍ سياسيةٍ شاملةٍ تربط النووي بالتحالفات التي يحرص عليها الطرفان لضبط مفاصل علاقاتهما المستقبلية.
المطلوب ليس أن تنتهيَ المفاوضات إلى صيغةٍ تحوّل طرفيْ النزاع إلى حليفيْن. فهذا، وإنْ أراد الرئيس دونالد ترامب الاستفادة منه استثماريًا في إيران غير النّووية، إلّا أنّ طهران لا تستطيع تحمّله لأنه يؤدّي إلى سقوط نظامها القائم على معاداة “الشيطان الأكبر” الأميركي وحليفه “الشيطان الأصغر” الإسرائيلي.
المفاوضات غير المباشِرة تُجرى بوساطة عُمانية مرتبطة ببرنامج زمني يتوقع معدّوه البدء بتبيان نتائجها بحلول منتصف شهر أيار المقبل لصياغة أحد أمريْن:
إمّا منظومة علاقات جديدة تتضمّن صيغة سلام بين إيران ومحور أميركا، أو حرب بين إيران وحلفائها من جهة، وأميركا وحلفائها من جهة أخرى، وفق ما قاله دبلوماسي غربي تتابع دولته بدقّة المفاوضات الأميركية – الإيرانية التي شاركت فيها منذ العام 2015 ضمن مجموعة “5+1” أي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا.
فما هي أبرز العناوين التي طُرحت للتداول ولم يوافق عليها أحد طرفيْ النقاش؟
* طلبت أميركا أن تفتح إيران جميع “المواقع” النّووية “بفروعها” الأربعة أمام مفتّشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهي تشمل “مواقع فروع” التخصيب، والمفاعلات النووية، ومناجم اليورانيوم، ومراكز البحوث، علمًا أنه لم يُعلن رسميًا عن عدد المواقع النووية الإيرانية بفروعها الأربعة.
– رفضت إيران الطلب الأميركي بصيغته الحالية باعتباره “صيغة غير قابلة للتطبيق” (inapplicable version) وِفق ما كشفه المصدر.
*- رفضت إيران الطلب الأميركي بخفض تخصيب اليورانيوم من درجة نقاء وصلت إلى 60 بالمائة حاليًا إلى مستوى 3.67 بالمائة الذي كان محدّدًا في اتفاقية العام 2015، “وأعربت عن استعدادها لقبول دراسة مستوى تخصيب مقبول للطرفيْن… واقترحت أميركا تحويل بند تخصيب اليورانيوم إلى اللجان التقنية المتخصصة لدراسته”.
وقال الدبلوماسي إنّ “إحالة واشنطن الموضوع إلى اللجان الفنية لدراسته يعكس نيّةً أميركيةً غير معلنةٍ لإنجاز رزمة عسكرية – سياسية مع إيران قائمة على أساس المقايضة تعطي إيران ضماناتٍ بعدم استهداف نظامها شرط أن تتوقّف عن دعم أذرعها خارج حدودها المُعترف بها دوليًا”.
(The diplomat expressed the belief that “referring the Uranium Enrichment item to the technical committees for consideration reflects a non-declared American intention to conclude a military-political bundle based on a barter deal that guarantees neutralizing the Iranian regime in return for a halt of Iran’s support for its armed militias deployed beyond its internationally-recognized borders).
وأوضح أن جميع الطلبات الأميركية في الشقّ العسكري بقيت معلّقةً بسبب رفض إيران القبول بدرجة تخصيب اليورانيوم المقترحة، كما رفضت إيران كليًا الطلب الأميركي بعدم إنتاج صواريخ باليستية عابرة للقارات، معتبرةً أنه تدخل في حقّ الدولة الإيرانية في الدفاع عن نفسِها.
* ما هو الثمن الذي طلبته إيران لقاء قبولها النهائي بما سلف؟
– قال الدبلوماسي إنّ إيران تريد توقيع “معاهدة نووية” مع أميركا وليس مجرّد اتفاقية نووية يستطيع أي رئيس أميركي أن يخرج منها بقرار تنفيذي كما فعل الرئيس دونالد ترامب عندما تنصّل من التزامه بالاتفاق النووي في ولايته الأولى وذهب إلى خيار الضغوط القصوى على إيران التي تتضمّن مقاطعةً تجاريةً مع فرض عقوبات مالية على إيران وعلى من يتعامل معها… إلخ.
– كما طلبت إيران تحريرًا تدريجيًا لأموالها المجمدة، وهو ما رفضه الجانب الأميركي كليًا، مصرًّا على أن “لا أموال قبل إنجاز الاتفاق الشامل وإنهاء الميليشيات الإيرانية خارج حدود إيران”.
(President Trump doesn’t want to give Iran money before finishing its terrorist militias deployed beyond its borders because they had spread instability throughout several parts of the world, including the ruthless killing of the Syrian people,” explained the diplomat).
وكشف الدبلوماسي أن الرئيس ترامب “لا يريد أن يزوّد إيران بأموال قبل إنهاء ميليشياتها المنتشرة خارج أراضيها، والتي نشرت عدم الاستقرار في أنحاء عدّة من العالم، ليس آخرها في سوريا حيث شاركت في قتل شعبها بلا رحمة”.
وفي صدد سوريا، يتواصل حزب الدعوة الإسلامية العراقي، الشقيق الشيعي للإخوان المسلمين ومشتقّاتهم، مع نواب عراقيين لشنّ حملةٍ تطالب بحظر دعوة الرئيس أحمد الشرع إلى القمّة العربية المقررة في بغداد في 17 أيار المقبل، بعد إعلان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن توجيه دعوةٍ رسميةٍ له.
وزعم حزب الدعوة الإسلامية أنّه لا تجوز دعوة الشّرع لأنّه متهم بارتكاب مجازر بحق الشعب العراقي، علمًا أن مجلس القضاء الأعلى كان قد أصدر بيانًا في شهر شباط الماضي يؤكد عدم وجود أي مذكّرة توقيف بحق الرئيس الشّرع.
وبدا واضحًا أنّ التنظيمات الشيعيّة الموالية لإيران ترفض عقد قمةٍ عربيةٍ تُعيد العراق إلى الحضن العربي الفاعل، بعدما سيطرت على بلاد الرافديْن منذ سقوط نظام الرئيس صدام حسين بعد الاحتلال الأميركي قبل أربعة عقود.
وقد أصدرت هذه التنظيمات الموالية لإيران بياناتٍ تنتقد زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى الدوحة الأسبوع الماضي حيث التقى الأمير تميم بن حمد بحضور الشّرع ومشاركته.
ويُتداول أنّ السّلطة السورية الجديدة ستتمثل في القمّة، ولكن الرئيس الشّرع سيكلّف من يمثله ولن يزور العراق، على الأرجح، لدواعٍ أمنيةٍ خوفًا على حياته من عملية اغتيال تنفّذها الفصائل الموالية لإيران والتي يقلقها كما غيرها في لبنان والأردن واليمن احتمال فقدان سطوتها إذا حققت أميركا وحلفاؤها اتفاقيةً تعطي إيران ضمانة عدم اعتداء عليها، إذا قبلت بصيغة حسن جوار مع دول المنطقة التي صدّعت أذرع إيران علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة.
الصيغة المعروضة على إيران قائمة على ضمانتيْن بعدم وجود عدويْن: لا بيئة خلفيّة عربية معادية لإيران السيدة على أرضها ضمن حدودها المعترف بها دوليًاً، ولا بيئة خلفيّة إيرانية معادية للدول الشقيقة والصديقة السيدة على أراضيها.
الساقط من المعادلة هو “الأذرع الإيرانية” التي ضربت استقرار المنطقة ومحيطها. فهل تشتري إيران بقاء نظام “الولي الفقيه” بالتخلّي عن أذرعها؟ وكيف ستتعاطى دول المنطقة مع الأذرع التي ما زالت تهدد استقرارها؟
المملكة الأردنية أعلنت رسميًا أنها ستكشف تفاصيل وأبعاد مخطّط مجموعة إرهابية اعتقلت مؤخرًا بتهمة التخطيط لعمليات إرهابية في المملكة.
لبنانيًا، أوضح الرئيس جوزاف عون في كلمة ألقاها في مقر المطرانية المارونية في بكركي بمناسبة عيد الفصح أن “… حصر السلاح (بيد الدولة) تحدثنا عنه في خطاب القسَم، وسننفذه وقد اتخذ القرار بشأنه، ولكن علينا أن ننتظر الظروف المناسِبة لذلك، والظروف هي الكفيلة بتحديد كيفية التنفيذ”.
محمد سلام -”هنا لبنان”
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|