لهذا سيشارك "الثنائي الشيعي" في الحكومة
لا شك أن الأحداث الإيجابية التي طبعت الأيام الماضية، ولا تزال تتواصل، مع ما تنتظره الساحة الداخلية من استحقاق حكومي يتماهى مع الإستحقاق الرئاسي الذي أُنجز بأكثرية ساحقة، سيشهد ترجمة في أكثر مجال، وقد بدأت الساحة الداخلية تتلمّس هذا التغيير من خلال المواكبة الخارجية اللافتة التي سُجّلت بعد الأسبوع الأول على انتخاب الرئيس جوزيف عون، ومن المتوقع أن تتوالى في الأيام المقبلة، حيث لا بد وأن تفي الدول الداعمة للبنان، والمنضوية في إطار الجلسة الخماسية، بوعودها المتعلقة بالدرجة الأولى بالإعمار، وبالضغط على إسرائيل لاستكمال انسحابها من كافة القرى الجنوبية التي احتلتها.
ولم يعد خافياً الدور الخارجي في إنجاز الإستحقاقين اللذين نقلا لبنان من مكان إلى آخر، وهو ما يعترف به نائب مخضرم، عايش أكثر من استحقاق رئاسي وعملية تشكيل حكومة على مدى العقود الماضية، إذ يروي عن التدخل الخارجي، بأنه مزمن ولم يكن جديداً في الإستحقاقات اللبنانية، لكن هذا التدخل كان دائماً مخفياً، إلا أنه اليوم قد بات "فوق الطاولة"، بعدما وصل لبنان إلى مرحلة كاد يفقد فيها حيثيته وواقعه كدولة، وبالتالي، فإن التدخل الخارجي هو الذي ساعد على الوصول إلى ما وصل إليه الواقع السياسي اليوم من تفاؤل وأمل بالمرحلة الآتية، بدلالة التهنئة الخارجية اللافتة والمتعدّدة المصادر لرئيس الجمهورية، والدعم البارز للرئيس المكلّف نوّاف سلام، كما بالزيارات المُزمَع القيام بها بعد ولادة حكومة العهد الأولى.
لكن التفاؤل مهدّد بالتوقف عند عتبة التشكيلة الحكومية التي يجري العمل عليها، وهو ما لا ينكره النائب المخضرم، الذي يعتبر أن التغيير يجب أن يكون شاملاً، وليس فقط في الوجوه الحكومية التي ستضمها حكومة سلام، لكن هذا التغيير قد بدأ في ضوء زوال معادلات سابقة كالثلث المعطِّل، أو الإصرار من قبل البعض على حقائب معينة أو التمسّك بحقائب معينة، فهذه الصفحة قد طُويت اليوم، أولاً من حيث التركيبة المتوقّعة، والتي تفترض وزراء من أصحاب الإختصاص، في ظل ما حدّده أولاً خطاب القَسَم "المريح والواعد"، وثانياً بما أعلنه رئيس الحكومة المكلّف من خارطة طريق للحكومة المقبلة، حتى إذا تمّت ترجمة بضعة عناوين تم الإعلان عنها سيكون لبنان بألف خير، وبعدما انحدرت طموحات اللبنانيين في العهود الماضية إلى حدّ المطالبة بالماء والكهرباء فقط، "حتى أن العام 74 كان عاماً أفضل من كل الأعوام السابقة".
ومن شأن الحكومة المقبلة، أن تعزِّز هذا المسار الإيجابي الذي يتمسّك النائب المخضرم، بالتأكيد على وجوب مشاركة كل المكوّنات اللبنانية بحمايته، حيث أن ما تحدّث به بالأمس البطريرك بشارة الراعي في قصر بعبدا، عن عدم قدرة أي فريق على إلغاء الطرف الآخر يمثّل عنواناً واضحاً على وجوب وأهمية الوفاق بين كل اللبنانيين من دون أي استثناء، حيث أن الجميع سوف يشارك، وبفاعلية في إعادة بناء الدولة اللبنانية، لأن لبنان قائم على التوازنات.
وفي مقدمة المشاركين بورشة البناء المقبلة على كل المستويات، سيكون "الثنائي الشيعي"، وعلى وجه الخصوص "حزب الله"، كما يكشف النائب المخضرم، الذي يتحدّث عن مشهدين بالغي الدلالة والأهمية، حيث أن "الثنائي" عطّل الدورة الأولى من انتخاب رئيس الجمهورية، ولكنه حصل على 71 صوتاً، أما المشهد الثاني فقد برز من خلال مطالبة "الثنائي" بتغيير الموعد المخصّص لهما في الإستشارات النيابية الملزمة، من دون أن يؤدي ذلك إلى إرجاء موعدهما، بمعنى أنه وعلى الرغم من كلام النائب محمد رعد في قصر بعبدا، فإن "الثنائي" سيشارك في الحكومة، لأنه من المستحيل أن يغيب عن ورشة إعمار الجنوب.
"ليبانون ديبايت" - فادي عيد
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|