بعد غزة... العين على جنوب لبنان من جديد
مع تقدم مشهد غزة على ما عداه من تطورات واحداث اقليمية، بعد اكثر من سنة على انطلاق حرب "طوفان الاقصى"، وما خلفته من تداعيات اقليمية كبيرة، قلبت صورة المشهد في المنطقة، معيدة رسم توازنات جديدة، في حرب وصفها الكل بالحرب الكبرى، ووسط استمرار "السكرة" اللبنانية بالمشهد السياسي اللبناني المستجد بعد التاسع من كانون الثاني، تتجه الانظار الى محطة ال ٢٧ من الشهر الحالي، تاريخ انتهاء مهلة هدنة الـ ٦٠ يوما على الجبهة اللبنانية، عشية وصول الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب، والذي سيكون له تاثيره الاساس على هذا الصعيد، في ظل التهديدات التي اطلقها، خلال الساعات الماضية، متحدثا عن "احترام لاميركا" و "الجحيم الذي سيفتح في المنطقة"، والاهم ترك الباب مفتوحا امام بنيامين نتانياهو لاستكمال ما عليه القيام به.
وفي هذا الاطار، تشير مصادر متابعة للمباحثات الجارية، الى ان الاتصالات الديبلوماسية الجارية اليوم تركز جهودها في اتجاه الضغط على "اسرائيل" للانسحاب بشكل كامل من الاراضي اللبنانية المحتلة، بما فيها النقاط الثلاث التي باشرت قوات الاحتلال اقامة المنشآت فيها وتجهيزها، وهي نقاط وفقا للخبراء شكلت نقاط ضعف وخاصرة رخوة منذ الانسحاب عام ٢٠٠٠، حيث تكمن اهميتها الاستراتيجية في نقطتين: الاولى الاشراف على مناطق واسعة من الجنوب محكمة السيطرة عليها بالنار، ما يسهل عمليات المراقبة وجمع المعلومات، وثانيا اهميتها في خطط الاقتحام والتقدم ما وراء الخط الازرق، التي كان وضعها حزب الله.
وهنا تؤكد المصادر ان لجنة مراقبة وقف الاعمال العدائية بين لبنان و "اسرائيل"، توصلت الى وضع آلية تواصل لحل الاشكالات ومعالجة النقاط المشتبه فيها بطريقة سريعة وفعالة، تلافيا لترك اي ثغرة تسمح لـ "اسرائيل" بالتسلل عبرها لتنفيذ اعمال عسكرية داخل الاراضي اللبنانية، متحتجة بورقة الضمانات الاميركية.
وعلى هذا الصعيد تكشف المصادر ان الادارة الاميركية الجديدة تتجه لتعيين احد ديبلوماسييها رئيسا للجنة وفقا لقرار انشائها، على ان ينتقل الى السفارة الاميركية في عوكر، حيث يرجح ان يكون من وزارة الخارجية.
وبالعودة الى الاتصالات، فان باريس وكما وعد رئيسها ايمانويل ماكرون تقود حملة الضغط لتأمين الانسحاب الكامل، في مقابل "تريث" اميركي، حيث تسعى واشنطن الى تمديد فترة "الهدنة" لمدة محددة، ارتباطا بالاوضاع والتطورات على الجبهة السورية، وبناء على طلب "تل ابيب" التي تردد ان صفقة غزة تضمنت ترتيبا يتعلق بلبنان، لجهة اطلاق اسرى حزب الله، وايجاد تسوية للنقاط الثلاث، التي هي عبار عن ثلاث تلال موزعة على القطاعات الثلاثة.
هنا تجدر الاشارة الى انه في اطار الترتيبات الجارية، بدأت طائرات الاستطلاع والمراقبة الاميركية بالتحليق فوق المناطق الجنوبية بشكل شبه يومي، وكذلك طائرات الاستطلاع "الاسرائيلية" المتطورة التي لا تصدر اي ضجيج، ويمكن مشاهدتها بالعين المجردة.
اوساط متابعة كشفت ان حزب الله سيتعامل ببراغماتية عالية مع التطورات التي ستفرزها نهاية مهلة الستين يوما، وان التنسيق والتعاون قائم ومتين مع الاجهزة المعنية في الدولة اللبنانية، حيث يتوقع ان ترتفع وتيرته مع اكتمال عقد البناء الامني للعهد الجديد، والذي يتوقع الا تطول مدته الزمنية.
وعليه، تبدي الاوساط اعتقادها ان النقاط الثلاث التي يتوقع ان تبقى فيها قوات الاحتلال لن تشكل عقبة كبيرة امام وقف الاعمال العدائية، او تؤدي الى انهيار اتفاق الترتيبات الامنية، حيث ثمة اكثر من اقتراح يجري درسه على اعلى المستويات، والتي اكثر ترجيحا منها، اعتبار تلك النقاط من بين النقاط المختلف عليها، والتي تحل مع ترتيبات الحل النهائي، وهي صيغة يمكن للدولة اللبنانية السير بها، في طريق ربط النزاع مع تل ابيب.
وختمت الاوساط الى ان واحدة من ابرز التحديات التي تواجه الدولة اللبنانية في الفترة المقبلة، هي عملية رفع الانقاض في القرى المدمرة بنسب تتخطى الـ ٩٠%، والتي تتطلب عناية خاصة، بسبب انتشار كم كبير من الذخيرة غير المنفجرة، التي خلفها جيش العدو خلفه فضلا، عن جثث الشهداء المتحللة، والتي تشكل مخاطر على البيئة على طول شريط القرى الحدودية.
ميشال نصر-الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|