سلام يتجاوز القطوع مع الشيعة... وتوزير المسيحيين ليس سهلاً
يتعاطى الرئيس المكلف نواف سلام بخطوات مدروسة مع الكتل النيابية والطائفية في تأليف حكومته مع تركيزه على عدم الوقوع في أي "دعسة ناقصة".
ويعمل بحسب قوله على توزير "أسماء مضيئة" نظراً إلى ما تتطلبه المرحلة من تحديات وإيجاد الحلول المطلوبة في أمن الجنوب وإعماره وإطلاق عجلة المؤسسات. في اجتماعه مع النائبين علي حسن خليل ومحمد رعد والقيادي في "حزب الله" حسين الخليل توصّل معهم إلى مجموعة من النقاط الإيحابية وجرى تخطي كل ما رافق عملية التسمية.
وكان التركيز من جهة "الثنائي" على برنامج الحكومة المقبلة وتطبيق القرار 1701 في جنوب الليطاني والاستعداد للدخول في بحث استراتيجية وطنية دفاعية تحسّباً للأخطار الإسرائيلية إلى إدارة القضايا الأساسية في الدولة في المرحلة المقبلة. وإذا وُضع الثلث المعطل جانباً حيث لا يعمل "الثنائي" على زرعه في الحكومة، فإن سلام يطمح إلى أسماء وزارية نشيطة تكون على قدر الطموحات، وهذا الأمر ليس محل اعتراض عند ممثلي الشيعة حيث أصبح في حكم المؤكد أن من سيتولى وزارة المال هو من الطائفة الشيعية، وهذا ما ضمنته المجموعة الخماسية. وفي المعلومات إن سلام طرح اسماً لتسلم هذ الحقيبة وقدّم له الرئيس نبيه بري اسماً اعتبره "أكثر كفاءة". ولم يكن هذا الأمر محل اعتراض عند سلام، علماً بأن الدخول في الأسماء لم يبت بعد على أساس أن هذا الموضوع متروك لسلام والرئيس جوزف عون.
وإن كان حسم بقاء المال في يدي شيعي فإنه لم تُبحث بعد وزارة الأشغال على سبيل المثال التي قد يطلب "حزب الله" أن يشغلها اسم مقرّب منه نظراً إلى أهميتها في عملية الإعمار.
وإن كان مضموناً أن الأسماء الشيعية الخمسة ستكون من حصّة "الثنائي" أو فلكه، ولا سيما أنه يمثل كل نواب الطائفة الـ27 فهذا يعني أن التمثيل ينطلق من الزاوية الطائفية أولاً وأن الحديث الذي لا يقبل به عون وسلام في الأصل هو استبعاد "الثنائي" تحت حجة البعض أن بعض الكتل غابت عن الحكومات الأخيرة. ويأتي الرد هنا على أصحاب هذا الطرح أنه عندما توجّهت "القوات اللبنانية" إلى المعارضة شارك "التيار الوطني الحر" أي بمعنى أن الميثاقية على المستوى المسيحي لم تتأثر. وينطلق الحزب هنا من زاوية "توازن الطوائف" في عملية التأليف. وفي المناسبة ثمة أسماء شيعية معارضة لـ"أمل" والحزب تطمح إلى التوزير في الحكومة. ويردّ "الثنائي" على هؤلاء بأن حصرية التمثيل الوزاري الشيعي بأكمله تبقى عنده إلى آخر يوم من دورة البرلمان الحالي.
ولا يكفي هنا الكلام عن توزير الأكفاء فحسب أي بمعنى أن الشيعة لن يقبلوا بوجوه "كيفما كان" ولو أن "الثنائي" لن يعترض على توزير اختصاصيين في الوزارات التي سيتسلمونها، وإن كان التركيز على الشيعة فإن الأمور ستكون سهلة أيضاً في اختيار ممثلي السنة والدروز مع توقع أن لا ينسحب هذا الأمر في توزير المسيحيين الـ12 ، ولا سيما أن عون سيسمّي من سيشغل وزارتي الخارجية والدفاع حيث سيواجه سلام صعوبة في توزير 10 وتوزيعهم على "القوات" و"التيار" والكتائب و"المردة" والطاشناق زائد أن كتلة النواب "التغييريين" لم تقل إنها بعيدة من شهوة التوزير التي لا تفارق نفوس كل الكتل النيابية إلى المستقلين.
رضوان عقيل -"النهار"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|