وزير البيئة ومحافظ بيروت تفقدا تقدم الأعمال في معمل الفرز في الكرنتينا
هكذا وصل ميقاتي إلى الحضيض في استشارات 2025
حضر نجيب ميقاتي ابن طرابلس من بيروت في آذار 2022 إلى مسقط رأسه وتحديداً منزله في الميناء. وكان قراره وقتذاك العزوف عن خوض الانتخابات النيابية. وسوّقت للقرار الدائرة المحيطة به لأسابيع من دون أن يلقى اهتمام الأوساط الشعبية الطرابلسية. علماً أن الهدف من تسويق قرار العزوف المسبق، كان خلق رأي عام طرابلسي وشمالي، "يقول لدولة الرئيس (لا تفل)".
لم يصل التسويق إلى مبتغاه. ثم ألقى دولته كلمة العزوف أمام عدد من أنصاره، من دون أن يذرف طرابلسيّ واحد دمعة واحدة، على قرار نائب المدينة منذ العام 2000 ووزير أشغالها في حكومة الـ 98. ترك نجيب ميقاتي الندوة البرلمانية متضائل الشعبية، بعدما دخلها في العام 2000 نائباً بزخمٍ شعبي واسع. ومنذ العام 2000 لم يغب ميقاتي كنائبٍ عن أحد المقاعد السنية الخمسة في طرابلس إلّا في العام 2005 عندما ترأّس حكومة ما بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري التي أدارت الانتخابات النيابية في حينه، بُعيد استقالة حكومة الراحل عمر كرامي.
جاء انسحاب ميقاتي عام 2022 إدراكاً منه ومن دائرته الضيّقة، أنّ شعبيّته قد تهشّمت في الأعوام الأخيرة لا سيّما إبّان ثورة 17 تشرين وما تلاها. لكن "أبو ماهر" خرج من الباب ودخل من الشباك، عبر دعم لائحة "للناس" وعلى متنها مرشحوه. وضمّ إليهم عبدالكريم كبارة للاستفادة من شعبية والده آنذاك. ولكن الناس، وفي دليل على تضاؤل شعبية ميقاتي، لم يختاروا من هذه اللائحة إلا كبارة وحده.
بعد ذلك، استمرّ ميقاتي رئيساً للحكومة من بعد الانتخابات 6 أشهر حتى موعد نهاية ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال عون في نهاية تشرين الأول 2022 . كما استمرّ بعد ذلك لمدة عامين وشهرين رئيساً لحكومة تصريف الأعمال في زمن الفراغ الرئاسي الذي انتهى مؤخراً بانتخاب جوزاف عون رئيساً.
جمع ميقاتي طوال فترة رئاسته الحكومة عدداً من نواب السنّة في فترة "القحط" المالي والمشاريع والدعم الخارجي، فقدّم مغريات في وزارات معينة كالأشغال والداخلية مقابل دعم هؤلاء النواب ميقاتي في وجه أي هجوم سياسي يتعرّض له.
طوال الفترة السابقة، كان الفريق المحيط بميقاتي ومن يدور في فلكه، من روّاد وسائل تواصل ومجموعات (واتساب)، يسوّقون لمقولة "إن ميقاتي يدير البلاد في أصعب أزمة ويحافظ على مؤسسات الدولة، وبالتالي سيكون رئيس الحكومة في أي عهد جديد". مع العلم أن مؤسسات الدولة وصلت في عهد حكومته إلى أصعب حالاتها، حتى أن الورقة والقلم لم يعودا موجودين في هذه المؤسسات. وأصبحت طرابلس مدينة الفوضى والفلتان المسلّح، وغياب الأمن والتنمية.
استشارات التكليف
تبيّن مع انطلاق مسار الاستشارات النيابية الأخيرة الملزمة لتكليف رئيس جديد للحكومة، أن ميقاتي لا يقف على أرض صلبة، لا محلياً ولا وطنياً. وسرعان ما تخلّى عنه النواب حتى من كان يحسبهم في (الجيبة)، عندما وجدوا عدم رغبة عربية أو دولية أو حتى محلية في التجديد له، فضلاً عن أن طرابلس لم تكن راضية عنه. والمفارقة، أن نواف سلام البيروتي حظي بترحيب طرابلسي لم يحظ نجيب ميقاتي به. في السياق، تقول السيدة ناريمان الجمل صاحبة صالون ناريمان الثقافي في طرابلس لـ "نداء الوطن" إن مدينة طرابلس تلقّت خبر تكليف نواف سلام تشكيل الحكومة بـ "كثيرٍ من الفرح والاستبشار، وهي المدينة التاريخية العريقة التي تراجعت وزادت فقراً وإهمالاً وكانت لعقود محسوبة على الرئيس ميقاتي ونواب آخرين". أضافت: "كنا نتطلّع إلى المدن المجاورة كالبترون وزغرتا وجبيل ونتساءل عن السبب؟ ويعلم القاصي والداني أنّ رأس هرم المدينة والدولة لا يبالي، وهو المسؤول الأول عن كلّ ما آل إليه الوضع في طرابلس ولبنان". وتلفت إلى أن "كثرة الإخفاقات وكثرة الوعود والإصلاحات (الكهرباء، ولن يجوع أحد في طرابلس)، جعلت شعبية ميقاتي في الحضيض، فلم يجد سوى 9 نواب فقط يسمونه في الاستشارات".
وتخلص الجمل إلى القول: "كان على ميقاتي أن يستشعر ماذا حلّ بشعبيته فلم يتبقّ له إلّا الدائرة الضيقة من موظفيه وجيشه الإلكتروني".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|