الصحافة

خيارات "مرّة" أمام "لبنان الرسمي"

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لم يكن رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون على الارجح يتوقع صفعة لانطلاقة عهده بحجم صفعة انقلاب العدو الاسرائيلي على اتفاق وقف النار ورفضه الانسحاب من الاراضي المحتلة مع نهاية مهلة الستين يوما. الارجح كان عون يعوّل على ضغط اميركي جاد يُلزم الاسرائيلي باتمام انسحابه كما ألزمه مؤخرا بالسير بصفقة ادت لوقف النار في غزة. لكن الضغوط الاميركية لم ترتق على ما يبدو الى المستوى المطلوب او قد يكون هناك تفاهم اميركي- اسرائيلي على خطة ما لم يلحظها الاتفاق مع حزب الله ولا تزال حتى الساعة مجهولة المعالم.

ويحاول عون راهنا الاستفادة من علاقاته المتينة مع الاميركيين كي يكون تمديد الهدنة محدودا ولا يتجاوز الايام المعدودة، طالما القرار بعدم الانسحاب خلال الساعات المقبلة اتُخذ. وبحسب المعلومات، فان حزب الله أبلغ المعنيين بأنه لن تكون له ردة فعل فورية على عدم الانسحاب الاسرائيلي وسيترك المجال ل"لبنان الرسمي" التعامل مع الموضوع لكنه لا شك سيجد نفسه مضطرا للقيام بردود معينة وان بقيت محدودة لعدم رغبته بالعودة للحرب المفتوحة.

وتشير المصادر الى ان "الحزب الذي لم يكن راغبا بالحرب في ايلول الماضي هو لا شك غير راغب بذلك اليوم خاصة ان ذلك سيؤدي لعملية تهجير جديدة لسكان الجنوب الذين استقروا حديثا في منازلهم وقراهم وبدأ قسم منهم باعادة بنائها وترميمها"، لافتة الى انه "وبالرغم من ان الاسباب الموجبة للحرب تبدو اليوم واقعية ومقنعة حتى لقسم كبير من اللبنانيين الذين كانوا يعارضون بالكامل الاسباب التي قدمها حزب الله خلال الحرب الاخيرة وابرزها دعم واسناد غزة، الا ان الانهاك الذي اصاب بيئته كما اصابه عسكريا ولوجستيا كما وبالاخص الواقع الميداني الجديد الذي فرض نفسه بعد سقوط النظام في سوريا وقطع طريق امداد الحزب عبر طهران، كلها تجعل أمر خيارات الحزب هي العودة مضطرا الى القتال مع ما يعنيه ذلك من امكانية القضاء على وجوده في حال طالت الحرب وكانت شرسة وطالما هو غير قادر على تأمين الامدادات اللازمة بالسلاح".

وامام هذا الواقع، تعتبر المصادر ان الحزب سيحاول رمي الكرة في ملعب الدولة وبالاخص في ملعب الرئيس عون ما يجعل خيارات "لبنان الرسمي" اكثر مرارة. فلا هو قادر على ان يقف متفرجا على احتلال اسرائيل لاراض لبنانية واقامة ومراكز وتحصينات عسكرية ولا هى قادر على ادخال الجيش اللبناني في اي مواجهة من اي نوع كانت مع جيش العدو، ما سيعيد تلقائيا تعويم حزب الله واعطائه الذرائع لوجوده واستمراريته ما ينسف كل الجهود المبذولة للنهوض بالدولة ومؤسساتها ووضع كل السلاح دون استثناء تحت أمرتها".

وبالتالي لن يكون امام الرئيس عون الا خيار إقناع الولايات المتحدة الاميركية بحجم الضرر الذي يلحقه "التمرد" الاسرائيلي على "لبنان الجديد" الذي يفترض ان تكون واشنطن هي راعيته والدافعة باتجاهه، الا اذا كان هناك قرار غير معلن بعودة تل ابيب للقضاء على ما تبقى من حزب الله مستفيدة من هدنة غزة.

بولا اسطيح-الكلمة أونلاين

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا