الصحافة

سلاح “الحزب”… لعبة قديمة في عالم جديد!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يمارس “الحزب”، ومن خلفه إيران، لعبة قديمة في عالم جديد. يتمثّل هذا العالم الجديد في ما تشهده منطقة الشرق الأوسط في مرحلة ما بعد “طوفان الأقصى” التي أودت بالنظام العلويّ في سوريا… وفي عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. لا يدلّ على كم هذا العالم جديد أكثر من اقتراح ترامب على مصر والأردن استقبال قسم من أهالي غزّة. يعني ذلك أنّ الرئيس الأميركي لا يرى حلّاً لغزّة التي دمّرها الوحش الإسرائيلي إلّا عن طريق تهجير أهلها، وكأنّ هؤلاء لم يعانوا ما فيه الكفاية من “حماس” وقرار شنّ هجوم “طوفان الأقصى” من جهة، ومن الدمار الذي تسبّبت به إسرائيل من جهة أخرى.

 جعلت إسرائيل من غزّة أرضاً طاردة لأهلها. طارت غزّة وبقيت “حماس”. هل يحاول “الحزب” تقليد أفعال “حماس” في غزّة وجعل تجربة القطاع تنسحب على جنوب لبنان؟ هل هدف “الحزب” تقديم أولويّاته على أولويّات الدولة اللبنانيّة عبر إثبات أنّه لا يزال موجوداً في جنوب الليطاني وأنّ أعلامه ما زالت مرفوعة فيه؟ يكمن الجواب عن مثل هذا النوع من الأسئلة في رغبة “الحزب” في المحافظة على سلاحه وكأنّ شيئاً لم يتغيّر في الجنوب ولا في لبنان ولا في المنطقة والعالم.

الأكيد أنّ من حقّ أهالي الجنوب اللبناني، الذين هجّرتهم إسرائيل من قراهم ودمّرت هذه القرى، السعي إلى العودة إلى أرضهم مُظهرين ارتباطهم بهذه الأرض وما تمثّله بالنسبة إليهم. لكنّ الأكيد أيضاً أن ليس من حقّ الحزب السعي، عبر “الأهالي” الذين رفعوا أعلامه، والذين قتلت إسرائيل 24 منهم في يوم واحد، إلى اعتبار ما تحقّق انتصاراً يفرض على أيّ حكومة ستتشكّل، برئاسة نوّاف سلام، اعتماد صيغة “الشعب والجيش والمقاومة” في بيانها الوزاري.

الارتداد على الدّاخل

في الواقع، لم يتغيّر شيء في الجنوب في ظلّ إصرار إسرائيل على تأجيل الانسحاب والبقاء في مواقع معيّنة. ليس الاتّفاق الذي أعلنه البيت الأبيض ووافقت عليه الحكومة اللبنانية والقاضي بتمديد اتّفاق وقف النار حتّى الـ18 من شباط، سوى تعبير عن توازن القوى القائم، وهو توازن لمصلحة إسرائيل. من يتجاهل هذا التوازن إنّما يعبّر، من خلال ما جرى في جنوب لبنان، عن رغبة في الارتداد على الداخل اللبناني وتحقيق مكاسب على كلّ صعيد، بما في ذلك منع تشكيل حكومة وإرسال عناصر على درّاجات ناريّة لتحدّي أهل مغدوشة في الجنوب والجمّيزة وعين الرمّانة في بيروت. يعتقد “الحزب” أنّ في استطاعته تكرار تجربة ما حصل بعد حرب صيف عام 2006 وصدور القرار 1701 عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

في النهاية، ماذا يريد “الحزب” وما الذي تريده بالفعل “الجمهوريّة الإسلاميّة” التي يصعب عليها تصوّر أنّها خسرت لبنان مثلما خسرت سوريا التي لفظ شعبها جسماً غريباً هو المشروع التوسّعي الإيراني؟

ثمّة حاجة إلى بعض العقلانيّة في التعاطي لبنانيّاً مع الموضوع الإسرائيلي. قبل كلّ شيء، لا يستطيع “الحزب” الحديث عن انتصار لسبب واحد على الأقلّ. افتعل “الحزب” حرباً انطلاقاً من جنوب لبنان بناء على طلب إيراني تحت عنوان “إسناد غزّة”. خسر هذه الحرب. قضت إسرائيل على قسم لا بأس به من قيادات “الحزب” ودمّرت عشرات القرى في جنوب لبنان، ولا تزال داخل الأراضي اللبنانيّة. إضافة إلى ذلك، لم يفِد “الحزب” غزّة في شيء. لولا وجود رهائن إسرائيلية لدى “حماس”، لما كان هناك من يتحدّث عن غزّة في الوقت الحاضر، خصوصاً في ضوء ما يجري في لبنان والتحوّل الكبير الذي شهدته سوريا.

يتبيّن كلّ يوم أنّ أولويّات لبنان واللبنانيين، بمن في ذلك أهل الجنوب، تختلف كلّياً عن أولويّات “الحزب”. توجد حاجة لبنانية إلى تشكيل حكومة جديدة برئاسة نوّاف سلام، حكومة تنفّذ الإصلاحات المطلوبة. كان لافتاً تشديد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أثناء زيارته للبنان على كلمة “الإصلاحات”. فعل ذلك في كلّ مناسبة.

أولوية خطاب الرئيس

لا مساعدات للبنان تسمح بإعادة إعمار ما هدّمته إسرائيل من دون إصلاحات ومن دون تنفيذ القرار 1701 بكلّ بنوده وليس حسب تفسير “الحزب” للقرار. لا يزال “الحزب” يراهن على أنّ الوقت يعمل لمصلحته. الوقت لا يعمل لمصلحة “الحزب” ولا لمصلحة لبنان الذي لا يستطيع العيش في ظلّ أجندة “الحزب”… أي الأجندة الإيرانية التي تنفّذ مشروعاً ميتاً، بل شبع موتاً.

لن تكون عودة للبنان السيّد الحرّ المستقلّ المتصالح مع نفسه ومع عمقه العربي ومع العالم المتحضّر، وليس لبنان المستعمرة الإيرانيّة، إلّا باحترام الأولويّات اللبنانيّة. يختزل خطاب القسم الذي ألقاه الرئيس جوزف عون هذه الأولويّات، وذلك عندما شدّد على أن لا سلاح غير السلاح الشرعي، أي سلاح الجيش اللبناني.

لن تكون إعادة إعمار من دون إصلاحات تنفّذها حكومة تحترم نفسها، ومن دون تنفيذ القرار 1701 الواضح كلّ الوضوح في شأن سلاح “الحزب” على كلّ الأراضي اللبنانيّة. كلّ ما بقي محاولات للالتفاف على الواقع وتجاوزه في زمن تجاوزت فيه الأحداث سلاح “الحزب” الذي تسبّب بتدمير قسم من الجنوب، والذي سعى دائماً إلى تدمير لبنان ومؤسّساته وثقافة الحياة فيه… لم يعد أهل الجنوب إلى بعض القرى إلّا بعدما سهّل لهم الجيش اللبناني هذه العودة… وبعد سماح إسرائيل بذلك!

ليس سلاح “الحزب” سوى لعبة قديمة في منطقة وعالم جديدين يسعى لبنان إلى العيش في حضنهما وليس في الحضن الإيراني. كلّ كلام خارج هذا الكلام ليس سوى انتصار وهمي يعكس مرّة أخرى رغبة في الانتصار على لبنان واللبنانيين في ظلّ عجز عن الانتصار على إسرائيل.

يمارس “الحزب”، ومن خلفه إيران، لعبة قديمة في عالم جديد. يتمثّل هذا العالم الجديد في ما تشهده منطقة الشرق الأوسط في مرحلة ما بعد “طوفان الأقصى” التي أودت بالنظام العلويّ في سوريا… وفي عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. لا يدلّ على كم هذا العالم جديد أكثر من اقتراح ترامب على مصر والأردن استقبال قسم من أهالي غزّة. يعني ذلك أنّ الرئيس الأميركي لا يرى حلّاً لغزّة التي دمّرها الوحش الإسرائيلي إلّا عن طريق تهجير أهلها، وكأنّ هؤلاء لم يعانوا ما فيه الكفاية من “حماس” وقرار شنّ هجوم “طوفان الأقصى” من جهة، ومن الدمار الذي تسبّبت به إسرائيل من جهة أخرى. 

جعلت إسرائيل من غزّة أرضاً طاردة لأهلها. طارت غزّة وبقيت “حماس”. هل يحاول “الحزب” تقليد أفعال “حماس” في غزّة وجعل تجربة القطاع تنسحب على جنوب لبنان؟ هل هدف “الحزب” تقديم أولويّاته على أولويّات الدولة اللبنانيّة عبر إثبات أنّه لا يزال موجوداً في جنوب الليطاني وأنّ أعلامه ما زالت مرفوعة فيه؟ يكمن الجواب عن مثل هذا النوع من الأسئلة في رغبة “الحزب” في المحافظة على سلاحه وكأنّ شيئاً لم يتغيّر في الجنوب ولا في لبنان ولا في المنطقة والعالم.

الأكيد أنّ من حقّ أهالي الجنوب اللبناني، الذين هجّرتهم إسرائيل من قراهم ودمّرت هذه القرى، السعي إلى العودة إلى أرضهم مُظهرين ارتباطهم بهذه الأرض وما تمثّله بالنسبة إليهم. لكنّ الأكيد أيضاً أن ليس من حقّ الحزب السعي، عبر “الأهالي” الذين رفعوا أعلامه، والذين قتلت إسرائيل 24 منهم في يوم واحد، إلى اعتبار ما تحقّق انتصاراً يفرض على أيّ حكومة ستتشكّل، برئاسة نوّاف سلام، اعتماد صيغة “الشعب والجيش والمقاومة” في بيانها الوزاري.

الارتداد على الدّاخل

في الواقع، لم يتغيّر شيء في الجنوب في ظلّ إصرار إسرائيل على تأجيل الانسحاب والبقاء في مواقع معيّنة. ليس الاتّفاق الذي أعلنه البيت الأبيض ووافقت عليه الحكومة اللبنانية والقاضي بتمديد اتّفاق وقف النار حتّى الـ18 من شباط، سوى تعبير عن توازن القوى القائم، وهو توازن لمصلحة إسرائيل. من يتجاهل هذا التوازن إنّما يعبّر، من خلال ما جرى في جنوب لبنان، عن رغبة في الارتداد على الداخل اللبناني وتحقيق مكاسب على كلّ صعيد، بما في ذلك منع تشكيل حكومة وإرسال عناصر على درّاجات ناريّة لتحدّي أهل مغدوشة في الجنوب والجمّيزة وعين الرمّانة في بيروت. يعتقد “الحزب” أنّ في استطاعته تكرار تجربة ما حصل بعد حرب صيف عام 2006 وصدور القرار 1701 عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

في النهاية، ماذا يريد “الحزب” وما الذي تريده بالفعل “الجمهوريّة الإسلاميّة” التي يصعب عليها تصوّر أنّها خسرت لبنان مثلما خسرت سوريا التي لفظ شعبها جسماً غريباً هو المشروع التوسّعي الإيراني؟

ثمّة حاجة إلى بعض العقلانيّة في التعاطي لبنانيّاً مع الموضوع الإسرائيلي. قبل كلّ شيء، لا يستطيع “الحزب” الحديث عن انتصار لسبب واحد على الأقلّ. افتعل “الحزب” حرباً انطلاقاً من جنوب لبنان بناء على طلب إيراني تحت عنوان “إسناد غزّة”. خسر هذه الحرب. قضت إسرائيل على قسم لا بأس به من قيادات “الحزب” ودمّرت عشرات القرى في جنوب لبنان، ولا تزال داخل الأراضي اللبنانيّة. إضافة إلى ذلك، لم يفِد “الحزب” غزّة في شيء. لولا وجود رهائن إسرائيلية لدى “حماس”، لما كان هناك من يتحدّث عن غزّة في الوقت الحاضر، خصوصاً في ضوء ما يجري في لبنان والتحوّل الكبير الذي شهدته سوريا.

يتبيّن كلّ يوم أنّ أولويّات لبنان واللبنانيين، بمن في ذلك أهل الجنوب، تختلف كلّياً عن أولويّات “الحزب”. توجد حاجة لبنانية إلى تشكيل حكومة جديدة برئاسة نوّاف سلام، حكومة تنفّذ الإصلاحات المطلوبة. كان لافتاً تشديد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أثناء زيارته للبنان على كلمة “الإصلاحات”. فعل ذلك في كلّ مناسبة.

أولوية خطاب الرئيس

لا مساعدات للبنان تسمح بإعادة إعمار ما هدّمته إسرائيل من دون إصلاحات ومن دون تنفيذ القرار 1701 بكلّ بنوده وليس حسب تفسير “الحزب” للقرار. لا يزال “الحزب” يراهن على أنّ الوقت يعمل لمصلحته. الوقت لا يعمل لمصلحة “الحزب” ولا لمصلحة لبنان الذي لا يستطيع العيش في ظلّ أجندة “الحزب”… أي الأجندة الإيرانية التي تنفّذ مشروعاً ميتاً، بل شبع موتاً.

لن تكون عودة للبنان السيّد الحرّ المستقلّ المتصالح مع نفسه ومع عمقه العربي ومع العالم المتحضّر، وليس لبنان المستعمرة الإيرانيّة، إلّا باحترام الأولويّات اللبنانيّة. يختزل خطاب القسم الذي ألقاه الرئيس جوزف عون هذه الأولويّات، وذلك عندما شدّد على أن لا سلاح غير السلاح الشرعي، أي سلاح الجيش اللبناني.

لن تكون إعادة إعمار من دون إصلاحات تنفّذها حكومة تحترم نفسها، ومن دون تنفيذ القرار 1701 الواضح كلّ الوضوح في شأن سلاح “الحزب” على كلّ الأراضي اللبنانيّة. كلّ ما بقي محاولات للالتفاف على الواقع وتجاوزه في زمن تجاوزت فيه الأحداث سلاح “الحزب” الذي تسبّب بتدمير قسم من الجنوب، والذي سعى دائماً إلى تدمير لبنان ومؤسّساته وثقافة الحياة فيه… لم يعد أهل الجنوب إلى بعض القرى إلّا بعدما سهّل لهم الجيش اللبناني هذه العودة… وبعد سماح إسرائيل بذلك!

ليس سلاح “الحزب” سوى لعبة قديمة في منطقة وعالم جديدين يسعى لبنان إلى العيش في حضنهما وليس في الحضن الإيراني. كلّ كلام خارج هذا الكلام ليس سوى انتصار وهمي يعكس مرّة أخرى رغبة في الانتصار على لبنان واللبنانيين في ظلّ عجز عن الانتصار على إسرائيل.

خير الله خير الله-اساس

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا