"الحزب" يغامر ويُقامر من جديد بمصير لبنان
رأى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد في تصريح الأربعاء، أن "العدوان الصهيوني الغادر والمُدَان على بلدتي النبطية الفوقا وزوطر الجنوبيَّتين، هو مصداقٌ جديدٌ للتهديد الدائم والمتواصل الذي يمثله الكيان الاسرائيلي ضد شعبنا وبلدنا وضد أمن واستقرار شعوب ودول منطقتنا كافة، وان غض الطرف الدولي المزمن عن تجاوزات هذا الكيان الغاصب وتماديه في الاعتداءات، أوصله إلى ما هو عليه اليوم من تنمُّرٍ وعربدةٍ وتجاوز لكل القواعد والمعايير والقوانين الدولية والإنسانية، الأمر الذي يؤكد ويعزز قناعتنا وقناعة كل الشعوب الحرة في العالم في حقها المشروع في تحمل المسؤولية الوطنية والأخلاقية ومقاومة الاعتداءات والتصدي للمعتدين. وقال: "إن حق شعبنا في لبنان بالتصدي للإحتلال وللإعتداءات الإسرائيلية هو حق مشروع ومقدس يمارسه في التوقيت والمكان اللذين يراهما مناسبين لإفشال أهداف العدو وحفظ أمن لبنان وسيادته ومصالحه".
قبله كان الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم يرفض مبررات تمديد الفترة المحددة لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان حتى 18 شباط. وشدد قاسم على ضرورة انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، مضيفا أن حزب الله التزم بعدم خرق الاتفاق، في حين خرقت إسرائيل الاتفاق 1350 مرة. ولفت إلى أن الحزب فكر بالرد على الاعتداءات، لكن السلطة في لبنان قالت له "الأفضل أن تصبروا قليلا"، وفق وصفه.
لكن بحسب ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية"، فإن حزب الله يبدو قرر الا يصبر بعد انتهاء مهلة الستين يومًا. والسؤال الاساس هو هل فعلا كان يلتزم بالاتفاق قبل هذه المهلة، أم انه كان فقط لا يردّ على الخروقات؟ فالفرق كبير بين الامرين.
والحال، تتابع المصادر، ان المعطيات الامنية تدل على ان الحزب يحاول اعادة ترميم ترسانته وحضوره العسكري جنوب الليطاني، علما ان قاسم كان قال ان الحزب سيطبّقه في هذه المنطقة، لأن التفاهم يشمل هذه البقعة حصرا في رأيه. لكن غارتي النبطية اثبتتا ان الحزب ينقل سلاحا الى الجنوب. والدليل على هذه الحقيقة التي كان ينفيها الحزب حتى الامس القريب، سُجل امس، حيث أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة "اكس" ان "سلاح الجو اعترض مسيرة جمع معلومات لحزب الله تم اطلاقها نحو الاراضي الاسرائيلية حيث لم يتم تفعيل انذارات وفق السياسة المتبعة. جيشنا لن يسمح بحدوث أنشطة إرهابية لحزب الله من لبنان وسيتحرك لإزالة كل تهديد على دولة إسرائيل ومواطنيها".
أكد الحزب اذا، للرأي العام المحلي والدولي وللجنة الاشراف على تطبيق وقف النار، أنه لا يزال حاضرا جنوبا وأنه لا يزال موجودا عسكريا. صحيح ان الاسرائيلي يخرق الاتفاق وبصورة فاضحة، بعمليات الجرف والنسف الممنهجة للقرى، لكن في حال عاد حزب الله الى الحرب، الجيش العبري قادر على الرد وعلى التصدي وعلى ايلام لبنان، وهو متفوّق عسكريا، بإقرار من قاسم نفسه. فهل الحزب قادر على تحمّل تبعات "الحركشة" بإسرائيل، كما يفعل اليوم بمسيّراته؟ هل هو قادر على تحمّل كلفة مخالفة الاتفاق ونقل السلاح الى الجنوب؟ الجواب: لا، وقد أثبتت الحرب الاخيرة الامر.
فإلى متى سيبقى يغامر ويقامر ليس فقط بمصيره بل بمصير اللبنانيين؟ ومتى ستلجمه الدولة والحكومة لجما حقيقيا عبر تطبيق اتفاق وقف النار؟
لارا يزبك - المركزية
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|