الصحافة

باسيل في أصعب امتحان منذ توليه قيادة "التيار"

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لحظة الاعلان عن انتخاب العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية، أيقن رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل ان تياره دخل المنعطف الاخطر منذ توليه القيادة. فرغم كل "الادارة الصحيحة" التي تلت عملية الانتخاب، من خلال الخروج سريعا جدا لقلب صفحة الماضي مع قائد الجيش السابق والاعلان عن دعم العهد الجديد، والعمل المتواصل بعدها لاقناع الرأي العام ان عون لم يكن مرشح "القوات اللبنانية" وانهم انتخبوه بإيعاز خارجي وتصوير نفسه الفريق اللبناني الوحيد الذي لا يرضخ ترهيبا او ترغيبا لارادة الخارج، الا ان ذلك لا يُسقط اطلاقا ان باسيل خاض اكبر واطول مواجهة مكشوفة وعلى مر سنوات لضرب صورة جوزيف عون تمهيدا لاسقاط ترشيحه.. وفشل بالمهمة.

بعد ذلك، لم يفكر باسيل كثيرا لحسم موقفه من رئاسة الحكومة. فهو الذي لم تجمعه يوما علاقة سوية بنجيب ميقاتي والذي قرر منذ اكتوبر 2023 شبه الانفصال عن حزب الله مع قرار الاخير التفرد بجر لبنان الى حرب غزة، ركب سريعا موجة نواف سلام كي لا تُسجّل بحقه هزيمتان بظرف اسبوع.(رئاستا الجمهورية والحكومة).

وهو الذي لطالما ردد ان المعارضة خدمته في مسيرته السياسية على مر السنوات اكثر مما فعلت السلطة (وهذا صحيح تماما)، قرر ان المرحلة، على مسافة عام و4 أشهر من الانتخابات النيابية، تتطلب البقاء في السلطة ولو بالحد الادنى (وهذا غير صحيح). فتراه اليوم يترقب ما ستؤول اليه حصته الوزارية في ظل محاولات شتى داخلية وخارجية تجري لاقناع سلام بالقفز فوق مطالب باسيل ودفعه الى المعارضة، ما يُعزز بذلك موقع ووضعية "القوات" و"الكتائب" والمسيحيين المستقلين في الانتخابات النيابية المقبلة.

ولا يخدم باسيل كثيرا الوقوف راهنا من دون اي حلفاء موقعه في المعادلة السياسية رغم سعيه لتصوير نفسه على مسافة واحدة من الجميع واعتباره ان مقاربة الملفات على القطعة قد يخدمه في مكان ما.

ويقف باسيل بموضوع علاقته مع حزب الله بين حدين. الاول ان هدم الهوة معه راهنا في عز الحرب الداخلية والخارجية عليه ستضعه في نفس الخانة معه ما سيرتب عليه مجددا تبعات كبرى واثمان باهظة سبق ان دفعها في المرحلة الماضية ولا يبدو على الاطلاق بصدد دفعها مجددا. اما الحد الثاني فهو علمه بأن اصلاح العلاقة معه يبقى الاسهل لحاجة الطرفين لبعضهما البعض بخلاف باقي القوى التي لا ترى على الاطلاق مصلحة لها بالتعاون والتحالف مع باسيل خاصة في وضعيته الراهنة.

لكن كل ما سبق يأتي في كفة والتحدي الحزبي الداخلي الذي يواجهه في كفة ثانية وبخاصة بعد حالات الانشقاق التي شهدها الحزب في المرحلة الماضية من دون اتضاح ما سيكون اثرها على نتائج الانتخابات النيابية المقبلة. وليست خافية خشية باسيل من انه وفي حال نجاح تجربة جوزيف عون ودعمه مرشحين معينين للانتخابات النيابية فذلك سيؤدي ل"الغرف من صحنه" شعبيا، لذلك تراه يحاول التقرب قدر الامكان منه وتجنب اي مواجهة معه من اي نوع كانت لتفادي سيناريوهات يخشاها في الاستحقاق النيابي المقبل.

بالمحصلة، تشبه حالة "التيار الوطني الحر" الراهنة الى حد كبير حالة حزب الله. فالخسائر المتلاحقة أنهكته لكن المرحلة لا تعطيه حتى ترف التقاط الانفاس، ما يلزمه النهوض سريعا لوضع الخطط للتأقلم مع المرحلة حفاظا على استمراريته ودوره.. خلاف ذلك فموجة المتغيرات الكبرى التي تشهدها المنطقة ستطيح به وتؤدي لتحجيمه لسنوات طويلة الى الامام!

بولا أسطيح-الكلمة أونلاين

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا