ملاءة "الحزب" المالية بخطر
بينما ينتظر “حزب الله” تمرير الوقت، لا تزال مسألة إعادة الإعمار والتعويض تشغل بال المتضررين وتهدد بالانفجار في وجهه. إذ ترتفع حدة الأصوات الممتعضة بسبب عدم التعويض عليها، أو التعويض بمبلغ زهيد.
على الرغم من محاولة إظهار “الحزب” قدرته على تأمين أموال بدل الإيواء والترميم، تعثّرت عملية استكمال الدفع، بذريعة الأسباب التقنية، مع وعد باستكماله في العاشر من شباط.
على الرغم من الأزمة المالية الواضحة، يطرح السؤال عن مصدر تمويل التعويضات، بعد معلومات عن استهداف أموال نقدية لـ “الحزب” وممولين، وقطع طرق التمويل وتهريب الكبتاغون.
منذ حوالى أسبوع سرب “حزب الله” أنّ مجموع ما سدّده حتّى حينه من بدلات الإيواء وتعويضات الترميم وسواها، بلغ 400 مليون دولار لنحو 140 ألف متضرّر، أي بمعدل 2857 دولاراً للمتضرر. في حين لم يستكمل المسح ولم يحدد بعد حجم الدمار الفعلي، وتستمر إسرائيل بالتدمير.
في اتصال مع “نداء الوطن” وتعليقاً على الرقم المنشور، يقول الصحافي علي الأمين إن 400 مليون دولار يعدّ رقماً صغيراً، تم تأمينه من الملاءة المالية لـ “الحزب”، حيث لم تستهدف كل أمواله.
يشير الأمين إلى استمرار إمكانية تهريب الأموال بطرق مختلفة وإن بكميات أقل. عندما تتعلق المسألة بالمال قد تقوم جهات مختلفة بالتعاون مع بعضها لكسب الأرباح، كما أن “الحزب” قد عمل في السابق على التعاون مع شخصيات من طوائف وانتماءات أخرى.
كذلك تمثل العملات المشفرة وسيلة تستخدمها عادة التنظيمات لنقل الأموال والتهرب من العقوبات. ومن المنطقي أن يستخدمها “الحزب” أيضاً في محاولته تجاوز الحصار الإسرائيلي والعقوبات الأميركية وغيرها.
وفي هذا الإطار، تدعي إسرائيل استهداف العملات المشفرة لـ “الحزب”، وكانت قد أعلنت في حزيران 2023 مصادرة ملايين الدولارات من العملات المشفرة من حسابات أرسلت أو تلقت أموالاً لتمويل الحرس الثوري و”حزب الله”، وهو أمر غير مستبعد نظراً إلى قدرة إسرائيل على خرق “الحزب” والتي برزت خلال الحرب.
تراجع السلطة والتمويل
يرى الأمين أن “الحزب” كان يؤمن الأموال أيضاً، كونه سلطة قوية قادرة على بيع الخدمات لجهات أخرى. وثمة رجال أعمال في لبنان والخارج لطالما ارتبطت مصالحهم بـ “الـحزب”. وعما إذا كان هؤلاء يقدمون اليوم دعماً مالياً لـ “الحزب” كي يصمد بوجه التحديات، يجيب الأمين: “إن رجال الأعمال في كل العالم يتشابهون ويعملون لتأمين مصالحهم… علاقتهم بـ “حزب الله” كانت توفر لهم قدرة على الاستثمار والاستفادة. قلة قليلة منهم قد تدفع المال لإيمانها بخط “الحزب” وسيبحثون عن حماية أخرى.
يعطي الأمين مثلاً عن الاستثمارات في العراق والتي كانت تمر عبر مسؤول “الحزب” هناك، والذي كان يؤمن الصفقات. يضيف لقد تراجعت هذه الاستثمارات بعد الحرب، وما عاد العراقيون ينظرون إلى “حزب الله” على أنه درة التاج.
مصير أملاك “حزب الله”
يشكك الأمين بأن يكون القرار الإيراني بدفع الأموال لـ “الحزب” على حاله بعد كل ما حصل. ويرى أن الدفع سابقاً كان ضمن مشروع انتهى وما عاد يؤدي المرتجى منه. وستخفض إيران صرف الأموال على هذا المشروع الذي امتد من لبنان وسوريا إلى غزة والعراق.
تحدّ آخر يواجه “حزب الله”، وهو مصير أملاكه الموضوعة باسم مسؤوليه. قد يستفيد بعضهم من وضع “الحزب” الحالي وإرباكه للسيطرة عليها والتصرف بها، وبالتالي تحقيق أرباح شخصية، بحسب الأمين.
مريم سيف الدين - نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|