الصحافة

بوغدانوف في سوريا: تقاطع مصالح بين روسيا وتركيا

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ماذا حملت زيارة نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إلى سوريا؟ سؤال تبادر إلى أذهان المراقبين بعد الزيارة غير المتوقعة للمسؤول الروسي إلى العاصمة دمشق بعد ما يقارب الشهرين على سقوط حليف موسكو بشار الأسد.

تشكّل زيارة ميخائيل بوغدانوف إلى سوريا نقطة تحوّل مهمّة في النظرة الروسيّة إلى الملفّ السّوري. إذ يحمل شكلها رسالة تفيد أنّ اهتمام موسكو في سوريا لا يزال قائماً على الرّغم من تحوّل عنوان الحكم في سوريا بعد سقوط نظام البعث بقيادة بشار الأسد.

تنظر روسيا الى سوريا من الزاوية “الجيوسياسية” وليس من زاوية وجود بشار الأسد من عدمه. ولهذا كانت الزيارة التي قام بها ميخائيل بوغدانوف إلى سوريا للقاء القيادة السورية الجديدة.

القمح والعسكر

كثيرة هي الملفات التي حملها بوغدانوف والوفد المرافق الذي ضمّ مسؤولين أمنيين واقتصاديين وعسكريين. فالاهتمامات الروسية في سوريا لا تنحصر بالوجود العسكريّ، بل تشمل التعاون العسكري والأمني والاقتصاديّ وصولاً إلى تزويد دمشق بالقمح.

لهذه الأسباب كانت المحرّكات السياسية التركية بقيادة وزير الخارجية حقان فيدان تعمل على فتح العلاقة بين روسيا والقيادة السورية الجديدة. فالاهتمامات المشتركة بين أنقرة وموسكو مثل الملف الكردي وعلاقة روسيا بالمجموعات الكردية والتأثير الروسي في الساحل السوري، عدا عن المصالح الاقتصادية، دفعت أنقرة لحفظ مصالح روسيا في سوريا.

دفع التقاطع الروسي – التركي إلى حصول الزيارة المفاجئة لبوغدانوف. إذ تكشف معلومات “أساس” أنّ بوغدانوف غيّر جدول سفره في اللحظة الأخيرة وتوجّه إلى دمشق بعد أن كان يخطط لزيارة دولة أخرى.

ملفات بوغدانوف في دمشق

يكشف مصدرٌ دبلوماسيّ مطّلع على زيارة بوغدانوف لـ”أساس” أنّ نائب وزير الخارجية الروسي ناقش طيلة 3 ساعات مع الرئيس السوري أحمد الشرع ومسؤولي إدارته الملفّات الآتية:

1- ناقش المسؤون الرّوس والسوريين حاجة سوريا من القمح، وذلك بعد أن قدّمت أوكرانيا 500 طنّ من القمح لسوريا بعد سقوط بشار الأسد. وقد اتفق الجانبان على إعادة تنشيط خطوط تصدير القمح الروسيّ عبر تركيا.

2- قامت روسيا منذ ماقبل اندلاع الثورة السورية ضدّ نظام الأسد بإنشاء سدود ومحطّات تكرير للمياه في مناطق مختلفة من سوريا. وهذا يدفع الإدارة السورية الجديدة إلى التواصل مع موسكو لحاجتها لخبرات الصيانة وقطع الغيار التي لا يمكن الحصول عليها إلا من المصدر الروسي.

3- لم يُبت مصير الوجود العسري الروسي في الساحل السوري في زيارة بوغدانوف. فهذه المسألة تحديداً ستكون محلّ نقاش تركيّ – روسيّ، خصوصاً أنّ ألمانيا وفرنسا طلبتا من أحمد الشّرع أن يطلب من روسيا إقفال قواعدها في اللاذقية وطرطوس وجبلة. لكنّ الخلافات السياسية بين تركيا مع كلّ من ألمانيا وفرنسا ودعمهما لقوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية جعلت أنقرة تميل إلى بقاء الوجود العسكري الروسي بشكله الحالي على المدى المنظور.

  • على الرغم من الضربات الواسعة التي شنّها سلاح الجو الإسرائيلي على مواقع ومخازن جيش النظام المنحلّ وتدميره للغالبية العظمى من مقدّراته الاستراتيجية، إلا أن كثيراً من الآليات والسلاح الفردي والمتوسط التي سيطرت عليها فصائل المعارضة هي من إنتاج روسيّ. وهذا السلاح بحاجة إلى صيانة وقطع غيار، وهي حاجة كانت حاضرة على طاولة اجتماعات بوغدانوف في دمشق.
  • استبعد المصدر أن يكون مطلب تسليم موسكو لبشّار الأسد قد حضر في مناقشات بوغدانوف – الشّرع. لكنّ مصدراً سورياً قال لـ”أساس” إنّ الإدارة السورية الجديدة طلبت من موسكو تسليمها 1500 اسم من مسؤولي النظام السابق لجأوا إلى روسيا أو إلى مناطق نفوذها في ليبيا بعد انهيار نظام البعث.

الأكراد والعقوبات

المصدر الدبلوماسي قال إنّ بوغدانوف وجه دعوة إلى الشرع لزيارة روسيا لبحث بعض الملفات العالقة بين موسكو ودمشق. وفي اللقاء بين بوغدانوف والشرع، شرح المسؤول الروسي موقف بلاده في دعم نظام الأسد ومصلحة روسيا، وليس شخص بشار الأسد. وسمع بوغدانوف عتباً من الشرع حول الدعم العسكري الذي قدمته موسكو للنظام السابق. لكنّ بوغدانوف قال للشرع إن الزيارة هي لطيّ صفحة قديمة وفتح صفحة جديدة في العلاقة الروسية – السورية.

الصفحة الجديدة عمل على فتحها وزير الخارجية التركي حقان فيدان في اتصال مع نظيره الروسي سيرغي لافروف قبل 24 ساعة من زيارة بوغدانوف إلى سوريا.

تنظر أنقرة إلى تقاطع مصالحها مع روسيا كورقة سياسية مهمة لدعم موقفها من بعض نقاط الملفّ السوري مثل المسألة الكردية. فموسكو لها اتصالات مفتوحة مع فصائل كردية في شمال شرق سوريا، وهذا يساعد أنقرة في تعزيز نفوذها وحسم الورقة الكردية التي تقلق حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان.

كذلك فإنّ بين موسكو وأنقرة تعاون واسع في التفاف روسيا على العقوبات الأميركية – الغربيّة. وما لذلك من عائدات اقتصادية ومالية مهمة بالنسبة لأنقرة. كما أنّ حكومة إردوغان تحاول أن تلعب أدواراً وسطية في الملفّ الأوكراني. وهذا يدفعها إلى حفظ وتعزيز مصالح روسيا في سوريا.

ابراهيم ريحان -أساس

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا