متفرقات

الفيروس الصيني الجديد: الضجّة إعلاميّة وليست علميّة... لا داعي للهلع

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بعد خمسة أعوام على اندلاع جائحة كوفيد- 19 في الصين، تناقلت وسائل الإعلام على أنواعها في أوائل كانون الثاني الماضي، خبر انتشار فيروس تنفّسي جديد من البلد نفسه، وانتشر الخبر كالنار في الهشيم، ما أعاد البشرية بالذاكرة إلى زمن جائحة كوفيد-19 الذي تفشّى للمرة الأولى في مدينة ووهان الصينية في أوائل شهر كانون الأول من العام 2019.
طمأنت منظمة الصحة العالمية في تصريحات متعدّدة للمتحدثة باسمها مارغريت هاريس، بأنّ فيروس الجهاز التنفسي البشري المعروف بـ "ميتانيموفيروس" HMPV (إتش إم بي في)، ليس جديدا أو خطيرا، وأنّ العديد من التهابات الجهاز التنفسي تنتشر في الصين، كما هو معتاد في فصلي الشتاء و الربيع، بما في ذلك "الإنفلونزا" و"آر إس في"، و"كوفيد-19"، و"إتش إم بي في"، واعتبرت أنّ الفيروس يجذب الكثير من الاهتمام،  لأنه ليس اسماً مألوفاً".

فما هو فيروس HMPV؟

تسمّيه منظمة الصحة العالمية، الفيروس الرِّئوي البشري المُتبدِّل، وتعرّفه بأنّه أحد الفيروسات المسبّبة للزكام (عدوى الجهاز التنفسي العلوي). ولا يتعرّض الأشخاص المصابون به سوى لمرض خفيف، بيد أنّه قد يسبب لدى بعض الأشخاص مرضًا شديدًا، وهو ينتمي إلى فصيلة فيروسات Pneumoviridae   إلى جانب الفيروس المخلوي التنفسي. وقد حُدّدت خصائصه أول مرة في عام 2001 بعد عقود من انتشاره المستمر في جميع أنحاء العالم.

وهذا ما أوضحه لـ"الديار" المتخصّص في الأمراض الجرثوميّة الدكتور سامر صقر، بأنّ فيروس HMPV ليس مكتشفًا حديثًا، فهو معروف ومدروس منذ سنوات ، وتشبه عوارضه جدًا عوارض فيروس الإنفلونزا ومشتقاته، وتتلخّص في ارتفاع حرارة الجسم بسرعة لناحية المهلة الزمنية، صداع في الرأس، السعال، سيلان أو احتقان الأنف، آلام عامة في الجسم، أحيانا إسهال أو قيء، وتدوم العوارض بين 3 و7 أيّام، تعالج فقط بمسكنات ومخفّضات حرارة، من دون مضادات حيوية.

من يصيب... وما مدى خطورته؟

مثله مثل أيّ فيروس تنفّسي، يصيب فيروس   HMPV (إتش إم بي في)، وفق صقر كلّ الفئات العمرية، وخطورته كخطورة مرض الإنفلونزا، ومرض الكوفيد-19 بمتحوّراته الحديثة، وتتّجه نحو الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، كالأشخاص المصابين بمرض السرطان، المسنين، أو حديثي الولادة أو بعض الحوامل، وكذلك الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة في الجهاز التنفسي مثل الربو.

بلبلة إعلامية

أمّا سبب الضجة حول هذا الفيروس، فلفت صقر إلى أنّ التواصل الاجتماعي حاليا، خلق بلبلة ليست مدعومة علميًا، إذ أنّه بعد تجربة الناس المريرة مع مرض الكوفيد ذي المنشأ الصيني، صار لديهم نوع من الهلع، دعمته منصات وسائل التواصل الإجتماعي، ولكن من دون مبرّر علمي، وشرح أنّ أرقام الإصابات سواء كان، في مرض الإنفلونزا أو "hMPV"، ترتفع سنويًا في نفس الفترة الزمنية تقريبًا، أي بين أشهر كانون الأول والثاني وشباط، ومن ثمّ تنخفض تدريجيًا، حتى أنّه لم يحصل أيّ إنذار أو تحذير عالمي من منظمة الصحة العالمية، ولا حتى في الصين، لأيّ حالة طوارئ سببها هذا الفيروس.

لم نسمع به من قبل!

في هذه النقطة، أشار صقر إلى أنّنا  في فترة الكوفيد لم نسمع كثيرا حول هذا الفيروس أو فيروس الإنفلونزا، لأنّ الفيروس الطاغي حينها كان فيروس كورونا، ولكن قبل الكوفيد وبعده، إن كان من ناحية إرتفاع عدد الإصابات خاصة خلال أشهر محدّدة من العام، لا سيّما في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وفي الأماكن الباردة ، هو أمر طبيعي وروتيني سنويًا باستثناء فترة الكوفيد، داعيًا إلى التباعد من أجل حماية الفئات الأكثر عرضة،  واستعمال الكمّامة إذا كان هناك عوارض لحماية الآخرين من العطس والسعال، لأنّها تنقل من خلال الرذاذ الفيروس منه إلى الشخص الذي يتواجد مقابله أو بقربه، واستعمال اليد كخطوة مبدأية وفورية، غسل اليدين، التعقيم.

توصيات منظمة الصحة العالمية

وفق المنظمة، فإنّ الوقاية من عدوى الفيروس الرِّئوي البشري المُتبدِّل هي نفسها الطرق المتبعة للوقاية من أمراض الجهاز التنفسي الأخرى وهي:

-ارتداء كمامة في الأماكن المزدحمة أو الرديئة التهوية.
 
-تحسين التهوية حيثما أمكن ذلك (مثلا بفتح نافذة لتدفق الهواء).

-المواظبة على تنظيف اليدين بالماء والصابون أو بمطهر كحولي لليدين.

-تجنب لمس العينين أو الأنف أو الفم قبل تنظيف اليدين أولا.

-اتباع نظام غذائي متوازن، والمواظبة على ممارسة الرياضة، والنوم السليم في تعزيز المناعة، إذ يمكن أن يساعد الجهاز المناعي القوي في التصدي للعدوى.

ويمكن للشخص المريض أن يتجنب نقل العدوى إلى الآخرين بما يلي:

-البقاء في المنزل عند الشعور بالمرض.

-تغطية الأنف والفم بقماش أو بثني الكوع عند السعال أو العطس.

-ارتداء كمامة في حضور أشخاص آخرين.

-تحسين التهوية، خاصة في الأماكن المشتركة.

-المواظبة على تنظيف اليدين وتطهير الأسطح التي يتكرر لمسها.

ونوّهت المنظمة، بأنّه ولا يوجد حاليا لقاح مرخص للاستخدام ضد الفيروس الرِّئوي البشري المُتبدِّل، لكن البحوث لا تزال متواصلة.

خلاصة القول... لم يتحوّل الفيروس الصيني إلى جائحة عالمية تهدّد حياة البشر، كما فعل فيروس كورونا، الذي حصد أرواح ملايين الأشخاص، لكن هذا لا يعني أنّه لا يشكل تهديدا لأصحاب المناعة الضعيفة وحالات آخرى، فاقتضى أخذ الحيطة والحذر منه وسواه من الأمراض المعدية بالإجراءات الوقائية.

يمنى المقداد - "الديار"

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا