وزير الدفاع التقى رئيس المحكمة العسكرية: لإحقاق الحق وإرساء العدالة
"رياح" ابن سلمان "تنفخ الروح" في الاقتصاد السوري
توجّهت الأنظار في اليومين المنصرمين إلى زيارة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع إلى السعوديه للقاء وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والبحث في العلاقات بين البلدين، في خطوة لافتة في الشكل والمضمون، بعد 14 عاماً عاشها الشعب السوري في حرب شرّدت الملايين وقتلت وعذبت مئات الآلاف من أبنائه، ليسقط بعدها حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد وتبدأ سوريا صفحة جديدة نحو فترة من المفترض أن تحمل بين طياتها إصلاحات مستعجلة للبلد المنهك الخارج من الحرب باقتصاد متعب يحتاج من يدعمه ليعود إلى السكة الصحيحة من جديد، فتستعيد سوريا مكانتها بين الدول العربية وتخرج من عزلتها، وربّما أيضاً تتخلّص قريباً من العقوبات التي فُرضت عليها أثناء وجود نظام الأسد.
أسئلة عديدة يطرحها المراقب العربي ومنها في أي مجال يُمكن للسعودية دعم سوريا؟ يقول المحلّل السياسي ورئيس الحراك المدني في الشمال الصحافي رائد الخطيب إن "المملكة العربية السعودية بإمكانها أن تقدّم الكثير لسوريا، خصوصاً في مجال إعادة الإعمار كأولوية قصوى، والتي يبدو أن كلفتها باهظة جدّاً بعد حرب استمرّت 14 عاماً وكبّدت سوريا خسائر بمئات مليارات الدولارات على المستويات كافة، من المباني والبنى التحتية كالمصانع، التي هُدّمت، وعلى المستوى المعيشي أيضاً. فالمملكة العربية السعودية لديها غيرة على الشعب السوري ويهمّها أن تكون سوريا قوية، وهذه القوّة ستبدأ عندما يُدعم الاقتصاد السوري بجرعات مالية تجعله يُعاود النهوض من جديد".
وبحسب الخطيب، لا يُخفى على أحد أن دعم الاقتصاد بين البلدَين سينعكس إيجاباً على كليهما، فمِن الممكن أن تفتح السعودية الباب أمام مستثمرين خليجيين، خصوصاً في الموضوع السياحي، بحيث أن سوريا دولة كبيرة تمتلك معالم سياحية تحتاج إلى تأهيل، ما يؤدّي إلى تدفق الرساميل والاستثمارات الكبرى، وتالياً تدفق النقد إلى الخزانة السورية، وهذا ما من شأنه أن يُعيد سوريا إلى نهضتها.
هذه الزيارة أحاط بها جو من الإيجابية بين الشرع وبن سلمان، ومن الممكن أن تبني ثقة بين الطرفين، كما يقول الخطيب الذي أشار إلى أنه "في حال كانت النوايا صافية، فكلّ شيء قابل للتطوير، بغض النظر عن الخلفيات الإيديولوجية لكلّ من الرجلين، بحيث أن تلك الإيديولوجيا يجب أن ترسم للتخطيط لكلّ ما هو إيجابي بين البلدَين وليس لإثارة أي خلافات أو حروب، إذ يجب أن تمحو هذه الزيارة كلّ ما قبلها وتبدأ بالتخطيط لمرحلة جديدة تعمل على نهوض البلد واستقراره من عدّة نواح، سواء التعليمية أو المعيشية أو الصحية".
أمّا بالنسبة إلى انعكاس الوضع على لبنان، فيُشير الخطيب إلى أن "سوريا هي متنفس للبنان، وكلّما انعكست العلاقات بين السعودية وسوريا أو بين سوريا وأي دولة عربية إيجابياً، يؤدّي ذلك إلى انعكاسها بنفس الطريقة على لبنان المنهك بمشكلاته الاقتصادية في ذروة تشكيل الحكومة، التي يُشرف عليها الرئيس المكلّف نواف سلام، والتي يبدو أنها تمرّ بعدّة عراقيل قبل أن تبصر النور".
وفي ما يتعلّق بالتعاون بين سوريا والسعودية، فمِن المفترض أن تكون هناك خطط على الأمد القريب وعلى الأمد الطويل، بحسب كلّ مشروع وما يستدعيه، ومن الواضح أن الشرع يُعوّل على الدور الذي تلعبه الرياض للمساهمة برفع العقوبات الأميركية عن سوريا وتحقيق النهضة الاقتصادية، حتى تكون سوريا شريكاً عربياً قوياً وغير مرتهنة لمحور واحد كما كانت من قبل.
ويرى الخطيب أن هذه الزيارة ستفتح البوابة أمام عدّة زيارات أخرى، خصوصاً أننا شاهدنا زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إلى سوريا، بعدما كان قد امتنع عن زيارتها منذ 14 عاماً أثناء حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد، وكذلك تشهد سوريا زيارات من الدول الأجنبية للتفاوض مع الشرع ومعرفة ما يُخطّط له في المرحلة المقبلة، وكيفية بناء العلاقات وتعزيزها بين سوريا والدول العربية، وبين سوريا والدول الأجنبية، لما فيه مصلحه البلد والشعب.
هذه الزيارات تؤسّس لواقع جديد ستعيشه سوريا بانفتاح على الدول العربية والغربية، فهل نشهد إصلاحات طارئة تنعش الشعب الذي أنهكته سنوات الحرب والظلم، وهل يؤسّس الشرع لحكم يختار فيه الشعب من يُريد من دون أن يُفرض عليه كما سلف؟ تبقى تلك أسئلة تجيب عنها الأيام وما تخبئه من زيارات من سوريا وإليها.
زائدة الكنج الدندشي-نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|