سلوك سلام والخلاف على الحصص يفرطان عقد جبـهة المعارضة
بات واضحاً أنّ حال القوى التي شكّلت سابقاً فريق «المعارضة» بعد تأليف الحكومة لن تكون كما قبلها. وبعدما تصرّفت هذه القوى بعد الانتخابات النيابية الأخيرة ككتلة صلبة من 31 نائباً، تواجه اليوم اختباراً قد يهدّد وحدتها وقدرتها على البقاء كمجموعةٍ لطالما حاول رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع قيادتها، باعتبار أن نواب كتلته يشكّلون أكثر من نصفها.
معركة الدخول إلى السلطة قسّمت «المعارضة»، بين «القوات اللبنانية» ومن يصطفّون خلفها، وحزب الكتائب ومعه مستقلّون. إذ إن النائب سامي الجميل يتصرف براحة إزاء تولي مرشحه المحامي عادل نصار لوزارة العدل، ولا يبدو في صدد الدخول في معركة تبقيه خارج السلطة، حتى ولو كان عنوانها سحب حقيبة المالية من الطائفة الشيعية. كما أنه لم يذهب بعيداً في محاولة «كسر» ثنائي أمل وحزب الله، وتعمّد منذ جلسة انتخاب جوزيف عون رئيساً للجمهورية، التمايز عن جعجع في سقف خطابه السياسي الذي بدا أهدأ من خطاب «القوات» في ما يتّصل بالمشهد الجنوبي وبالملف الحكومي. وبينما حصر الكتائب اعتراضه على تسمية الثنائي للوزراء الشيعة الخمسة، غامر جعجع برفع شعار «حكومة من دون حزب الله»، و«تحرير وزارة المالية من سطوة الثنائي».
اتفاق سلام مع الثنائي بتثبيت ياسين جابر لوزارة المالية، والاتفاق على تسمية مشتركة بين عون وسلام والثنائي للوزير الشيعي الخامس، أحرجا جعجع الذي حاول تصوير أن العقدة متمثّلة فقط بحصة الثنائي، قبل أن تبرز العقدة «القواتية». وفيما تفيد المصادر بأنّ سلام «منزعج من محاولة جعجع إحراجه»، تشهد معراب «اجتماعاتٍ مكثّفة حيث يسود رأي وازن داخل القوات بالعزوف عن المشاركة في الحكومة إن لم تحصل القوات على ما تريده، سيّما أنّ عمر الحكومة القصير لن يسمح بتحقيق إنجازاتٍ يمكن استثمارها انتخابياً، كما أن وزير المالية الذي سيكون من حصة الثنائي قد يعرقل عمل وزراء القوات». وقد زادت المؤشرات الداعمة لأن «تبقى القوات معارضة خارج الحكومة وتركّز على التحضير للانتخابات النيابية وتوسيع حجم كتلتها على أن تشارك في حكومة تغطي حزب الله وحركة أمل».
إلى جانب «القوات»، تقف كتلة «تجدد» التي تضم النواب فؤاد مخزومي وميشال معوّض وأشرف ريفي، وتختلف مع حزب الكتائب في مقاربة الملف الحكومي وإدارة سلام له. أما كتلة «تحالف التغيير» التي تضم النواب ميشال الدويهي ومارك ضو ووضاح الصادق الذين خاضوا معركة عدم منح حقيبة المال للثنائي، فتعتبر أنّ سلام قام بالممكن والمتاح، وأن «الجو التغييري»، في نهاية المطاف، لن يقف إلا إلى جانب خيارات الرئيس المكلّف، باعتبار أن تأليف الحكومة وممارسة سلام لدوره كرئيس مجلس الوزراء، سيعطيان اندفاعة للجو المعارض في الاستحقاق الانتخابي المقبل، ويؤثّران على خيارات الناخبين المطلوب أن يشعروا بأن «التغيير» آتى ثمارَه، ويستحق أصواتهم مرة جديدة في انتخابات 2026.
لكنّ المشترك بين «القوات» والكتائب، هو أنهما يظهران الانزعاج من خطاب «النواب والناشطين التشرينيين». ورغم اتفاق الكتائب و«التغييريين» على تسهيل مهمة سلام والمشاركة في حكومته، إلا أنّ الكتائب يقف إلى جانب «القوات» في رفض خطاب شيطنة الأحزاب الذي يرفعه «التغييريون» لإبعادها عن الحكومة. وتنبّه مصادر كتائبية إلى أن هذا الخطاب قد يساهم في مزيد من فكّ المسارات داخل «المعارضة»، وربما تنعكس نتائجه سلباً على التحالفات في الانتخابات النيابية المقبلة.
وبالتوازي، يُسجّل في أوساط «المعارضة» امتعاض من الحملة الإعلامية التي تشنها وسائل إعلام مقرّبة من «القوات» على الرئيس المكلّف، ومعها جيش من الناشطين والإعلاميين، كما في الحلقة الأخيرة من برنامج «صار الوقت» على قناة mtv، والتي فتحت باب الهجوم على الرئيس المكلّف. واستُكملت عبر منصات يموّلها المصرفي أنطوان الصحناوي الذي تشير معلومات إلى أنه «أبلغ قوى سياسية ممتعضة من سلام أنه يسعى للحديث مع مسؤولين أميركيين في إدارة ترامب عن خضوع سلام لحزب الله».
ندى أيوب-الاخبار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|