الصحافة

هل تجاوز لبنان "القطوع"؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

معروف الداعوق
اللواء
اكثر من جهة حاولت توظيف الاحداث الدموية التي نشبت في مدينة السويداء، بين الدروز وعشائر العرب الاسبوع الماضي، في الداخل اللبناني، بتحريض مذهبي مكشوف، انطلاقا من وجود مكونات من طرفي النزاع منتشرين في لبنان، ومتداخلين بين بعضهم البعض، لاسيما بعدما انغمست اسرائيل حتى الصميم بقصف القصر الجمهوري بدمشق ومقر وزارة الدفاع السورية، متخطية كل الخطوط الحمراء، بذريعة الدفاع عن الدروز بمواجهة جيش الادارة السورية الجديدة والقوى الامنية التي ارسلت لوقف الاشتباكات والحفاظ على الامن والاستقرار فيها. 

بعض الاطراف الدرزية الهامشية، حاولت اللعب على الوتر المذهبي بين السنّة والدروز، وتأجيج نار الاحداث الملتهبة بالسويداء، بتجييش مكشوف لبعض المتعاطفين والمتحمسين، لمناصرة ابناء طائفتهم هناك، لتحقيق هدفين اثنين، اولاً تلميع صورته المتلاشية داخل الطائفة، باعتباره يتحسس مع الاحداث التي يعيشونها، ويقف الى جانبهم، ويحارب معهم كلاميا، وثانيا توظيف ما يحصل بالسياسة، املا بسقوط النظام الحالي، وعودة النظام الاسدي او ما يشبهه، وقطف ثماره بتولي مواقع سياسية او وزارية رفيعة. 

وفي المقابل، حاولت اطراف مناهضة، استغلال دعوات التجييش للذهاب للمشاركة بالقتال الدائر في السويداء، بتجييش مضاد ودعوات للقتال ايضا، ما ساهم بتأجيج الاجواء التصعيدية، والخشية من انتقال شرارة احداث السويداء الى لبنان هذه المرة.
ولكن ازاء هذه الاجواء المشحونة مذهبيا الى حدٍ ما، برزت دعوات عاقلة وحكيمة من جميع المراجع الدينية والسياسية، للحفاظ على الهدوء، ونبذ كل عوامل التفرقة، والالتزام بأسس التلاقي والعيش بين جميع اللبنانيين، وإبعاد لبنان عن حرائق الاحداث في سوريا وغيرها، بالتزامن مع اجراءات مشددة، اتخذها الجيش والقوى الامنية، لمنع اي محاولات لاختراق الوضع الامني او باثارة الفتنة، او الاضطرابات، من اي جهة كانت، ما ادى الى تنفيس اجواء الاحتقان، وتلاشي المخاوف من حصول تمدد نيران احداث السويداء الى لبنان.

حوادث متفرقة لبعض المهووسيين، ضد سوريين او لبنانيين، سرعان ما قمعها الجيش اللبناني بقوة، في اكثر من منطقة، ما اسقط حسابات المراهنين على تجاوز الدولة في خططهم، لاشعال نار الفتنة بالداخل اللبناني، اسوة بما يحصل في جنوب سوريا، املا بتحقيق اهدافهم الميؤوسة بالتزعم او بتبوأ مواقع سياسية بعيدة كل البعد عن امانيهم وتطلعاتهم.

شرارات احداث السويداء، تركت بصمات محدودة بالداخل اللبناني، بفعل بعض التباينات السياسية والمذهبية، وقد تتمدد الى لبنان، في حال كانت السلطة منقسمة، والخلافات تعصف باللبنانيين، والجيش والقوى الامنية ضعيفة، ولكن توافق غالبية اللبنانيين على كل المستويات هذه المرة، اظهر صعوبة بتمدد شرارة هذه الاحداث الى لبنان، كما يحاول اكثر من طرف.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا