بعد معركة وزارة المال... أين "الثنائي" في الإدارات؟
على هامش عملية تأليف الحكومة، يترقب الجميع ميزان الطائفة الشيعية بعد كل الوقائع المستجدة في ضوء نتائج الحرب الأخيرة، في ظل سيل الضغوط الملقاة على "حزب الله".
تمكّن الرئيس نبيه بري و"حزب الله" من الحفاظ على موقعهما في تأليف حكومة الرئيس المكلف نواف سلام، واستطاعا الإبقاء على حقيبة المال في عهدتهما بعد كباش طويل وتسابق الكتل إلى حجز هذه الوزارة أو تلك، علما أن أكثر الأفرقاء يضعون مصلحة أحزابهم وكتلهم في موقع الصدارة قبل موعد الانتخابات النيابية في الربيع المقبل.
وبعدما حجز الثنائي وزارة المال لياسين جابر وقاوم جملة من الضغوط الخارجية والفيتوات الداخلية، يستطيع هذا الفريق الزعم أمام جمهوره أنه "انتصر" في معركة سياسية أخذت ترافق كل الحكومات الأخيرة، ولكن هذه المرة مع سلام الذي يحاول الإيحاء أن مقاربته تختلف بصماتها عن أسلوب من سبقوه إلى السرايا.
ويُنقل عن سلام، رغم موافقته المبدئية على أن تكون المال بإدارة شيعية، أنه لم يعِد أي جهة بعد بأي حقيبة في شكل نهائي. وفي حال تراجعه عن حصيلة ما توصل إليه مع الثنائي يكون قد تراجع في بناء توليفته إلى المربع الأول. وبعد التوجه إلى توزير جابر، ارتفعت مطالب الكتل المسيحية وخصوصا "القوات اللبنانية" التي أصرّت على الخارجية، وأخذت تطلق نيرانا سياسية وتبدي انزعاجها من تجاهل موقعها وحجمها. وفي حال قيام "القوات" و"التيار الوطني الحر" بالاعتراض على التشكيلة إذا حظيت بقبول عون، سيكون اللبنانيون أمام مشهد آخر من العلاقة مع الرئاسة الأولى.
ولا شك في أن سلام استفاد من متغيرات كثيرة تمثلت في عدم قدرة الأحزاب على تسويق مرشحيها بسهولة وحجز مقاعد لهم في الحكومة. صحيح أن "الثنائي" ثبت أربعة وزراء، على أن يكون الخامس من غير "المستفزين" له وفق توصيفه، لكن الانتهاء من التأليف يحتاج إلى مزيد من الجهد.
ولوحظ أن بري حقق ما أراد، إلا أن "حزب الله" لم يكن على المستوى نفسه في ظل تلقيه أكثر من إشارة أميركية بأن لا ترحيب بتمثيله في الحكومة. ولذلك عمل سلام على التواصل مع الحزب بغية الإتيان باسمين غير حزبيين لحقيبتي الصحة والعمل.
ويتعامل الحزب بواقعية مع ما حصل من زلزال سياسي وعسكري في المنطقة، علما أنه لم يواجه سابقا مثل هذه الصعوبات والفيتوات التي تعترض على تمثيله الوزاري على غرار ما يحصل معه اليوم، إذ لم يعد في استطاعته أن يختار من يريد، لأن جهات عدة تتعامل معه بمنطق ترسيخ "الهزيمة الداخلية" التي تعرض لها في الحرب وفق منظورها، ولم تنته فصولها بعد رغم حضوره النيابي الواسع في البيئة الشيعية. وثمة من كان يعمل على ربط الحكومة بخلاصات الحرب وما خلفته من خلال "عدم السماح" للثنائي بتمثيله كما يشاء، لكنه وبري يعملان على احتواء الضغوط الكثيفة التي يتعرض لها هذا الفريق في الأشهر الأخيرة.
وإذا كانت جهات في الداخل تعمل على "تأديب" الحزب في الحكومة، فإن عواصم عربية تعاين الملف اللبناني وتريد بناء علاقات مع المكون الشيعي رغم اعتراضها على الخيارات العسكرية التي اتخذها الحزب القادر على خطوات لا تظهره في موقع المتراجع عن اقتناعاته، ولكن في المقابل عليه التأقلم مع المرحلة الجديدة، وما يتعرض له الثنائي اليوم في تأليف الحكومة قد ينسحب في الأيام المقبلة على التعيينات في مراكز حساسة يشغلها الشيعة. وقد أخذت جهات خارجية تسأل، من اليوم، عن الاسمين اللذين سيحلان في مديرية الأمن العام ونيابة حاكمية مصرف لبنان.
رضوان عقيل -النهار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|