بري لرئيس الوزراء القطري : إسرائيل تتبع سياسة التدمير الممنهج
جرائم القتل: بين الامراض النفسية والتربية في البيت وسقوط هيبة الدولة!
يكاد لا يمرّ اسبوع الا ونسمع عن جريمة قتل مروعة، يسقط فيها شاب في مقتبل العمر، تتيتم عائلة وتنهار أمّ وزوجة واخت ويفجع ابّ واخّ... اما المجرم فيقف متفرجا وكأن كل ما فعله هو دهس نملة عن غير قصد، يستحم، يحتسي فنجان قهوة، يكمل سهرته؟!!
امام هول ما نشهده نسمع اصوات تطالب بالعدالة والاعدام، لكن الحقيقة المرّة ان غاليا لا يعوض فقدته اسرته... اما على المقلب الآخر: فما هي حقيقة هؤلاء المجرمين، من اي طينة تكونوا، وما هو لون قلبهم الاسود، ماذا يجول في رأسهم... قد يقول البعض ساعة "تخلي"، لكن أين العقل واين القلب؟!
هذه الاسئلة وسواها تجيب عنها المعالجة والمحلّلة النفسية أيفي كرم، التي تشدد في حديث الى وكالة "اخبار اليوم" على التربية السليمة منذ نعومة اظافر الانسان والتي تبدأ ضمن العائلة من خلال رسم حدود الممنوع والمسموح.
وتشرح انه يجب اولا الانطلاق من العائلة، وتحديدا سلطة الاب التي تمنح الاولاد القيم وتضع الحدود والضوابط، لكن راهنا يبدو ان العائلة تعاني في ظل الظروف الاقتصادية والمالية والحروب المتتالية فاهتزت بنيتها وتضررت، وهذا ما ينعكس على تربية الاولاد حيث تسقط الحدود والقوانين والممنوعات والمسموحات. وتضيف: ما ينطبق على العائلة ينطبق ايضا على فقدان هيبة الدولة، حيث منذ عدة سنوات نشهد على الفوضى والرشوة والسرقة والفساد... وكلها امور باتت تمارس علنا واصبحت موجودة في اللاوعي، بمعنى ان في دماغ البعض هناك مساحة للفوضى، مكررة: بما ان الفوضى تدب في المجتمع انعكست على التربية ضمن العائلة والبيئة التي نعيش فيها.
وهل يمكن لمرتكب الجرائم وتحديدا القاتل ان يكون تحت تأثير الكحول او المخدرات؟ تجيب كرم: انها تؤثر على دماغ اي انسان وتؤثر في ارتكاب الجريمة، لكن ليست هي السبب الاساسي، حيث الدوافع الاجرامية تكون موجودة لدى الانسان لكن يستطيعان يسيطر على نفسه يحول دون اي عمل متهور، انما المخدرات والكحول تظهر ما هو مخفي في باطن الدماغ فترتكب الجريمة بشكل اسهل.
وفي السياق عينه، لا تنفي كرم وجود امراض نفسية يعاني منها مرتكبو الجرائم، ومن ابرزها الاضطراب psychose ، وهنا تتوقف كرم عند جريمة فاريا التي حصلت بدّم بارد مع اصرار على الدهس لثلاث مرات متتالية، مرجحة اصابة المرتكب بهذا المرض المصنف من الاخطر الذي يدفع الانسان الى السرقة والتزوير وصولا الى القتل حتى من دون ان يكون قد تناول دواءً او كحولا او مخدرا، موضحة ان من يعاني من هذا المرض لا يشعر بالندم، والدليل ما قاله (جوناثن شمعون) لشقيقة الضحية (خليل خليل): "تا يتعلم ما يكسر عليي".
ومن خلال ما حصل، توجه كرم رسالة الى كل الاباء والامهات من اجل تربية ابنائهم ضمن حدود ورسم خطوط الممنوع والمسموح، معتبرة ان الامر لا يتوقف فقط على البيت، بل يفترض ايضا وجود سلطة للدولة تفرض تطبيق كافة القوانين، فلا يجوز ان يعتقد المرتكب ان بامكانه ان يفعل فعلته ثم يختفي ويختبئ في مكان ما، من خلال اللجوء الى هذه الشخصية الفاعلة او تلك
واذ تأسف الى اننا في لبنان ونتيجة لغياب الدولة لا نسير على الطريق السليم، تشدد كرم على ان اساليب التوعية لا تكفي امام الوضع الذي وصلنا اليه اليوم بل اولا يجب تعزيز المحاسبة وتطبسق القانون ثم التوعية حول كيفية احترام القانون وتطبيقه.
من جهة اخرى، وتعليقا على ما نسمعه عن انزال عقوبة الاعدام بحق مرتكبي جرائم القتل ليكونوا عبرة لمن يعتبر، تقول كرم: انا كمتخصصة و معالجة ومحلّلة نفسية لا يمكن ان اطالب بمثل هذه العقوبة، بل على الدولة والمشرعين والمحامين والقضاة ان يقرروا العقوبات التي يفترض ان تكون في المجتمع، الى جانب دراسات يجريها السوسيولوجيون حول ما يمكن ان يردع افراد هذا المجتمع او ذاك. وتضيف: لكن امام ما نراه اليوم على مستوى العدد الكبير من الجرائم المترافقة مع الفساد والفلتان فان الحل الوحيد هو سلطة الدولة والقانون.
وتختم مكررة ان هناك مسؤولية تقع على عاتق الاهل ضمن البيت ربما يبدأ الامر من اصغر الامور كرفض الغش في امتحان مدرسي وصولا الى ما هو اخطر، فبدءا من هنا يمكن رسم حدود الممنوع والمسموح....
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|