بقاء "إسرائيل" في النقاط ال ٥ ضربة للرعاية الدولية للبنان
المرحلة الانتقالية غامضة جدا ، وبشائر الأمل التي سادت بعد انتخاب الرئيس جوزيف عون وتكليف نواف سلام تراجعت، بعد عدة نكسات سببتها عملية تشكيل الحكومة والطريقة المتبعة ، لكن النكسة القوية جاءت من البوابة الجنوبية .
فبات معلوما لدى جميع المسؤولين الذين تبلغوا من رئيس لجنة اتفاق وقف اطلاق النار ، ان "اسرائيل" لن تنسحب من النقاط الخمس بعد ١٨ شباط ، وهذا ما اثار خلافات بين أعضاء اللجنة، وتحديدا بين الضابطين الاميركي والفرنسي ، فيما لبنان يقوم باتصالات ديبلوماسية مكثفة من اجل انجاز الانسحاب "الاسرائيلي" كاملا، والا سيكون لرئيس الجمهورية موقفا حاسما من هذا الامر .
وحسب المتابعين لهذا الملف ، فان بقاء "اسرائيل" في النقاط ال ٥ ، يعني عدم وجود غطاء دولي شامل لما يسمى المرحلة الجديدة في لبنان ، وبقاء الاحتلال سينتج منه عدم الاستقرار في الجنوب، واستمرار مشكلة النازحين والقصف "الاسرائيلي" والمواجهات بين أهالي الجنوب وجنود العدو، وهذا ما سيؤدي الى دخول أطراف إقليمية ودولية على الخط ، وبالتالي بقاء الساحة الجنوبية صندوق بريد لتبادل الرسائل الكبرى.
ويضيف المتابعون لما يجري في الجنوب، ان الرفض "الاسرائيلي" للانسحاب الشامل يشكل ضربة كبرى للرعاية الدولية للملف اللبناني، والرسالة "الاسرائيلية" واضحة : نحن هنا ... نحن وراء المتغيرات في لبنان والمنطقة... ما هي حصتنا في "كعكة" لبنان ؟ فـ "اسرائيل" تريد اتفاقات سلام مع لبنان وسورية، وحرية الحركة برا وبحرا وجوا ، وعلاقات اقتصادية وتجارية وسياحية ، مقابل ما انجزته من تغيير لوجه المنطقة .
وحسب المتابعين لما يجري، كيف يمكن الحديث عن استقرار شامل، والمنطقة على فوهة "بركان"؟ ومخططات ترامب ونتنياهو بتهجير الفلسطينيين من غزة إلى صحراء سيناء، وبعدها من الضفة الغربية الى الأردن، ستفجر حروبا كبرى وزوال دول وقيام كانتونات وفيدراليات ورسم خرائط جديدة، فيما المبشرون بالعصر الاميركي يجزمون بان الضرية على ايران آتية ومسألة وقت، وعندئذ يمكن الحديث عن مرحلة جديدة في لبنان، ستسبقها فترة انتقالية حبلى بالتطورات والأحداث الجسام .
ورغم هذه العواصف والبراكين التي تطوق لبنان والمنطقة ، فان القوى السياسية الداخلية تتعامل على طريقة" عنزة لو طارت" وينظرون الى الدولة" كبقرة حلوب"، وكل همهم الحصول على الوزارات "الدسمة " قبل الانتخابات البلدية والنيابية، ويخوضون معارك الحصص بشعارات مغلفة بالوطنية والمذهبية والطائفية، وتحريض الشارع لشد العصب ، هذا النهج سيتطور يوما بعد يوم حتى موعد الانتخابات. من هنا فان الواجب الأول على رئيسي الجمهورية والحكومة العمل على ولادة قانون للانتخابات النيابية على قياس الوطن وليس الطوائف، وسن تشريعات تضع حدودا للتدخل المالي وضبط الإعلام ، ودون ذلك لا اصلاح ولا مرحلة جديدة، مع اشتباكات سياسية يومية .
المرحلة المقبلة خطرة، والنهج الاصلاحي لرئيسي الجمهورية والحكومة سيواجه بحملات كبيرة، والطبقة السياسية لن تتنازل عن مكتسباتها بالسهولة كما يتصور البعض، وهناك معارك شرسة حول قانون الانتخابات والتعيينات والقضاء والمشاريع والتلزيمات بالتراضي والنفط والنفايات، وكل الملفات الغنية بالمال، وتحديدا قبل الانتخابات البلدية والنيابية ، كما ان الاقطاب ما زالوا يمسكون بمفاصل السلطة والحكومة، رغم استبدال وزراء الظل والمستشارين "بربطات العنق" الاميركية، لكن " الولاء واحد"، وعلى "العمياني".
وحسب المتابعين، لو ترك الامر للقوى الداخلية لتشكيل الحكومة، لكان ذلك مستحيلا، والولادة مرهونة بالتدخلات السعودية والاميركية، مع وصول مندوبة ترامب الى لبنان اوتاغورس غدا. فهل تولد الحكومة قبل وصولها ؟ أو قبل عيد مار مارون؟ في ظل إصرار نواف سلام على حضور المناسبة كرئيس للحكومة وليس كرئيس رابع.
علما ان المندوبة الاميركية ستحضر جلسة للجنة مراقبة وقف النار، والنقاش بالخروقات، وحاجة "اسرائيل" الى البقاء ب٥ نقاط استراتيجية في الجنوب، وهي نقطة الخلاف المركزية. وبالتالي ، هل يكون المخرج بتمديد ثان حتى ٢٩ شباط كما يتم التداول ؟ هذا ما يرفضه لبنان جملة وتفصيلا مدعوما من فرنسا واليونيفيل، و المسألة اساسية في لقاء نتنياهو وترامب، وعندئذ يظهر الخيط الابيض من الأسود لجهة رسم معالم المرحلة المقبلة.
رضوان الذيب-الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|