الصحافة

نازحو الأسد عبءٌ على الدولة و "حزب الله"

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

شهدت المنطقة مع سقوط نظام الأسد تحولاتٍ كبرى، أدت إلى تغيير المشهد العام في سوريا ومحيطها. وبعدما ارتبطت الصورة النمطية للنازحين السوريين الهاربين إلى لبنان من ظلم وبطش الأسد وبراميله المتفجرة بالمعارضة، انقلب المشهد وتبدلت الصورة. ودخلت لبنان أعداد كبيرة من موالي الأسد ما أثار مخاوف اقتصادية وأمنية، وشكل تحدياً لـ "حزب الله" في المقام الأول.

لم تسع الفرحة النازحين السوريين الذين يقطنون لبنان منذ العام 2011 بسقوط النظام السوري، حيث بدأوا في صباح الثامن من كانون الأول المنصرم بلملمة حاجاتهم وما جمعوه من ترحال السنين المنصرمة استعداداً للعودة. في المقابل، بدأت قوافل أتباع النظام السوري بالدخول إلى لبنان هرباً وخوفاً من محاسبتهم على ما اقترفت أيديهم طوال سنين الحرب، حاملين معهم تاريخاً أسود، من القتل والتعذيب ومصادرة الممتلكات والأراضي، ما شكل هاجساً من ممارسات يقوم بها هؤلاء على الأراضي اللبنانية تضع الدولة أمام تحدياتٍ إضافية، كما تضع "حزب الله" أمام مسؤوليةٍ جديدة تضاف إلى ما يتحمله من أعباء اقتصادية ومالية واجتماعية من جراء الحرب.

دخل أكثر من 60 ألف نازح سوري لبنان منذ هروب الأسد، يضاف إليهم 20 ألف لبناني يقطنون في البلدات اللبنانية داخل الأراضي السورية لجأوا إلى الهرمل ومحيطها.

وفي وقتٍ تعرض البقاع إلى ضربات إسرائيلية كبيرة أدت إلى دمار تجاوز 20 ألف وحدة سكنية، يجد "حزب الله" نفسه في مأزقٍ حقيقي أمام توفير المساعدات الإنسانية والغذائية لهؤلاء النازحين، إضافةً إلى تأمين مساكن للإيواء، ما اضطره إلى توزيعهم على المقامات الدينية والحسينيات في مختلف بلدات البقاع الشمالي. وكان لمدينة بعلبك الحصة الأكبر منهم، حيث اتخذوا مأوى في مقام السيدة خولة، المقام الذي يقصده أبناء الطائفة الشيعية من مختلف البلدان للزيارة والتبرك.

وتزداد خلال الآونة الأخيرة النقمة على النازحين الذين احتضنهم "حزب الله"، وأغلبهم من منطقتي نبل والزهراء في حلب. وتصدر تلك النقمة من أبناء الطائفة الشيعية قبل الطوائف الأخرى. وتأتي بعد الاحتكاك القريب بهم، والسلوكيات التي يمارسونها داخل المقامات الدينية، ما دفع لرفع الصوت بضرورة إجلائهم منها، سيما وأن وجودهم داخلها أدى إلى تراجع كبير للزيارات الدينية والصلوات من البعلبكيين ومختلف أبناء الطائفة على امتداد لبنان وخارجه.

ومن جهة أخرى، يمارس النازحون الجدد تجاه "الحزب" سياسة المثل القائل: "قاعد بحضنا وبتنتف بدقنا"، لكون التقديمات من الطعام وغيره لا تعجبهم، ويتصرفون على أساس مبدأ أن "الحزب" مجبور بهم، كونهم هربوا نتيجة تدخله في الحرب السورية وهو جزءٌ من أزمتهم.

ولأن هذا النزوح لم يأت نتيجة حرب أو هجمات، وفق ما صرح وزير الشؤون الاجتماعية فيكتور حجار سابقاً، فإن الدولة اللبنانية تبقى غير ملزمة تقديم الخدمات لهم، ولا تعتزم إنشاء مخيمات جديدة تضاف إلى الأزمة السابقة. وعليه، يلجأ "حزب الله" والبلديات المنضوية تحت سياسته إلى طلب المساعدات من المنظمات المحلية والدولية، والدول العربية لا سيما العراق.

يبقى إضافة إلى الهواجس الاجتماعية والخدماتية، الهاجس الأمني الأبرز في وجود هؤلاء داخل المدن كون خلفيتهم وتاريخهم لا يبشران بالخير. ويضع هذا الهاجس الدولة اللبنانية والأجهزة الأمنية أمام تحدياتٍ إضافية. ويعجز "حزب الله"، رغم قوته الأمنية والتنظيمية، عن ضبطهم. وقد حدد لهم ساعات الخروج والدخول إلى مراكز الإيواء. وطلب من الجيش اللبناني منذ أيام المساندة بعد إشكال وقع بين نازحي النظام في أحد المجمعات الدينية بعدما عجز عن معالجته. وهذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها الجيش إلى المجمع الديني.

وتعلو أصوات داخل مدينة بعلبك رافضةً للمخيمات التي يشيدها "الحزب" عند مدخل المدينة وعلى بعد عشرات الأمتار من قلعة بعلبك، وما تخفيه من نتائج سلبية على صعيد وجود هؤلاء النازحين داخل الأحياء السكنية، وما يرافقه من إشكالات وتهديدات للأمن الاجتماعي، ما حدا إلى تقديم شكوى لدى محافظ بعلبك والبلدية، لاتّخاذ الإجراءات المناسبة قبل التصعيد.

عيسى يحيى-نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا