بعيدا عن مصر والأردن.. 3 مناطق أخرى يفكر ترامب بنقل الفلسطينيين إليها
"القوات" تفشل بإقصاء "الثنائي" وتبرّر التنازلات؟!
ما هي الاختلافات بين "اوهام" الرئيس الاميركي دونالد ترامب بشأن غزة وغيرها من القضايا الجدلية في العالم، و"اوهام" خصوم حزب الله في الداخل اللبناني من نواب معارضة، و"تغييريين"، وفي مقدمتهم "القوات اللبنانية"؟ الاجابة لا تحتاج الى الكثير الفطنة، الرئيس الاميركي "يكبر الحجر" للحصول على تنازلات من الحلفاء والاعداء على حد سواء. اما خصوم الحزب فيحاولون تقليد ساكن البيت الابيض، لكنهم يكتشفون انهم لا يمكلون القدرة على فرض المعادلات، فيضطرون لتقديم تنازلات في الشكل والمضمون، ويحاولون تغليفها بانتصارات وهمية، لا يمكن ان تنطلي على طالب سنة اولى في علم السياسية.
وبعيدا عما اذا كان تعميم الاجواء الايجابية قد يفضي الى "ولادة" الحكومة من عدمه، الا ان ما جرى خلال الساعات القليلة الماضية، يشير الى انكسار واضح للموجة العالية التي حاول الفريق المناهض لحزب الله ان يركبها، لمحاولة حشر "الثنائي" لاخراجه، من خلال الايحاء انه فريق منكسر وخاسر ويمكن فرض الشروط عليه، والرهان على دعم اقليمي ودولي، لفرض معادلة نبذه واخراجه من المعادلة الحكومية، لكن الاجوبة الصادمة جاءت من اكثر من طرف، وخصوصا الاميركي والسعودي، ووفق مصادر مطلعة، جاءت الردود على استجداء "معراب" وبعض نواب "التغيير" لسفراء السعودية والولايات المتحدة ومصر مخيبة للآمال، بعد ان طلبوا منهم التدخل،لعدم منح "الثنائي" مطالبه في الحكومة، حينها ابلغوا ان بلادهم سوف تتعامل مع اي تشكيلة حكومية يضعها الرئيس المكلف نواف سلام ويوقعها الرئيس جوزاف عون، كونهما يدركان جيدا المعايير المطلوبة لنجاح هذه الحكومة، وهما يدركان ما يريده المجتمع الدولي.
وقد اكتشفوا ان لا "فيتو" على مشاركة "الثنائي" في الحكومة وخصوصا حزب الله، ولا "فيتو" ايضا على منح الوزير السابق ياسين جابر وزارة المال، لان الخطوط العامة متفق عليها سابقا مع رئيسي الجمهورية والحكومة، ولا طائل من التوقف عند تفاصيل تتعلق بالاسماء وعملية التشكيل، التي يعنى بها فقط سلام وعون، وهما يملكان من الذكاء والفطنة مع الرئيس نبيه بري، للمساعدة في تيسير عمل الحكومة، كما قال السفير المصري، الذي اكد ان لا املاءات خارجية ولا وجود شروط حول اشخاص، والمطلوب فقط التسريع في التشكيل لمواجهة التحديات الكبيرة والخطيرة. ونقل عن السفيرة الاميركية ليزا جونسون تأكيدها على اهتمام بلادها بسرعة تشكيل الحكومة، لان واشنطن غير مهتمة بالتفاصيل الصغيرة.
وامام هذه المعطيات، ادركت "معراب" انها خسرت معركة اقصاء "الثنائي"، فانتقلت الى "الخطة باء" لتقليل الخسائر، بعدما بات دخولها الى الحكومة مهدد بجدية، فتنازلت عن اختيار اسم وزيرها المرشح للخارجية، وقبلت ان تكون التسمية مشتركة مع الرئيس عون وسلام، وهو الشرط الذي وضعه الرجلان كي تمنح الوزارة "للقوات"، التي عاندت ثم تراجعت امام انعدام الخيارات.
اما التخريجة لتبرير التنازلات امام جمهورها وبقية المعارضين، فكانت مطالبتها بضمانات مثيرة "للسخرية"، كونها من البديهيات. ووفقا لمصادر مطلعة تروج "معراب" لانتصارات وهمية حول الحصول على ضمانة، بان لا تستخدم حقيبة المالية لعرقلة أعمال الوزراء والإصلاح والتدقيق الجنائي، ورفض ما كان سائدا في الحكومات السابقة، بحيث تكون حكومة العهد الاولى منتجة لا تفرمل العراقيل عملها ومهامها الجسام! وكأن عون وسلام يحتاجان الى مثل هذه النصيحة البديهية !
اما الاولوية التي تسوق "معراب" بانها حصلت عليها فتتمحور حول ضرورة أن تنسجم الحكومة مع خطاب القسم ومتطلبات المرحلة المقبلة، ويكون فيها وزن أساسي للقوى السياسية التي يمكنها إحداث الفرق السياسي والاصلاحي، وتأمين انطلاقة متينة للعهد وللمرحلة الجديدة، وتخلق توازنا ايجابياً لصالح هذه المقاربة! وهل كان سلام وعون ليشكلا حكومة مغايرة؟ تسأل تلك الاوساط، وهل يظنن احدا ان مضمون البيان الوزاري لن يكون مرتبطا بخطاب القسم والتزامه بتطبيق القرارات الدولية؟ اما الحديث عن شرط الحصول على ضمانات بعدم احتكار اي فريق سياسي للتمثيل الطائفي، بمعنى ان لا يكون الوزير الخامس الشيعي من حصة الثنائي لعدم التعطيل ولحسن التمثيل، فهو تضليل ما بعده تضليل، لان هذا الامر سبق وتم الاتفاق عليه بين "الثنائي" والرئيسين عون وسلام، اما ادعاء "القوات" انها حصلت على ضمانات بشأن ذلك تبريرا لدخولها الحكومة المفترض، فهو مجرد حملة علاقات عامة باخراج سيء، لتبرير تخليها عن "سقوفها العالية".
وفي الخلاصة، اذا كان السؤال حول ما قاله ترامب حول تهجير الفلسطينيين من غزة مجرد مثال آخر على الخداع والتبجح الذي يمارسه، أم أنه اقتراح جدي من شأنه أن يقلب الشرق الأوسط رأسا على عقب؟ فان ما تروج له "القوات" لا يحتاج الى سؤال لان ما بني على احقاد واوهام، لا يمكن ان تكون نتيجته الا خيبة الامل، وسواء شاركت "معراب" في الحكومة كما هو متوقع، او لم تشارك، فهي محكومة ومضطرة للتعامل مع واقع موجود لا يمكن تجاهله، او التخلص منه حتى لو بالرهان على الحرب "الاسرائيلية"، فالثنائي لا يزال على قيد الحياة، وهو غير قابل للعزل، وما يحتاجه فقط المزيد من الوقت لالتقاط الانفاس.
ابراهيم ناصر الدين-الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|