محليات

في لبنان.. إيران تستخدم "سفيرها" وأمين عام الحزب ممثل مرشدها العسكري

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

منذ لحظة الكشف عن تفجيرات "البيجر" في لبنان في 17 أيلول 2024 والأضواء تتسلط على حيثيات المشهد المتعلق بإصابة سفير طهران في لبنان، مجتبى أماني بـ"البيجر"، إلى أن جاء من يقول بالخط العريض أن "إصابة أماني بتفجيرات البيجر تُثبت أن إيران مندمجة بشكل عميق مع الجهاز الداخلي لحزب الله". والكلام للخبير في "مؤسسة القرن" آرون لوند مضيفا "إن هذا الأمر ليس جديدا ولا مفاجئا. فحزب الله وإيران مرتبطان بشكل وثيق وعلى نحو كبير".  

آنذاك لم تسأل الدولة اللبنانية عن سبب امتلاك السفير الإيراني جهاز اتصال عسكري، ولم تجرؤ على ذلك حتى بعد عودة السفير الإيراني من رحلة العلاج إثر إصابته بشكل بليغ بتفجيرات البيجر. إلا أن العضو في الكونغرس الأميركي براد شيرمان طالب أماني بتوضيح أسباب امتلاكه جهاز اتصال عسكري تابع لحزب الله. ويشير في تعليقه أن "لإيران تاريخ طويل في استخدام  ديبلوماسييها لتنفيذ أعمال إرهابية، ويشمل ذلك مؤامرة لاغتيال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة، واستهداف المعارضين في الخارج".

الكلام في هذه اللحظة الوطنية عن تفجيرات البيجر وإصابة السفير الإيراني تأتي على خلفية التصريح الذي أدلى به الرئيس الأسبق ميشال سليمان في الساعات الأخيرة ومما جاء فيه"... أما بالنسبة للسياسة الخارجية فيقع على عاتق الديبلوماسية اللبنانية الاستيضاح عن دور الامين العام لـ "حزب الله"، بصفته ممثلاً للمرشد الاعلى آية الله الخامنئي، كما ويجب معرفة ما هو دور سفير الجمهورية الاسلامية، قياساً على ما تتبعه الدول الصديقة، ومن بينها دولة الفاتيكان عبر السفير البابوي، وهل هذا الدور كممثل شخصي هو سياسي أم عسكري أو ديني محض كما ينبغي أن يكون؟!".

وزير الخارجية الأسبق فارس بويز يشرح لـ"المركزية" ،"ان السفير الإيراني هو ممثل الدولة ، وممثل المرشد الإيراني الشيخ نعيم قاسم هو ممثل ديني بالنسبة لحزب الله وممثل أساسي طالما ارتضى الحزب أن يكون تحت عباءة المرشد. ولطالما اعتبر الحزب نفسه أنه مرتبط بإيران سياسيا ودينيا عبر المرشد الديني، لكن لا علاقة للدولة اللبنانية بالدور الذي أوكل إلى أمين عام حزب الله من قبل المرشد الإيراني. فهذه العلاقة محصورة  بين الحزب وإيران. أما الدولة اللبنانية فلا تعترف إلا بالسفير الذي يمثل الجمهورية الإيرانية بحسب اتفاقية فيينا".

مقاربة الدور الديبلوماسي الذي يلعبه السفير البابوي المعيَّن من قبل البابا عن دولة الفاتيكان والدور السياسي-العسكري المُناط بأمين عام حزب الله والممثل الأعلى للمرشد الإيراني في لبنان يفنّدها بويز على الشكل التالي" السفير البابوي يعينه بابا الفاتيكان كممثل لهذه الدولة التي يرأسها قداسته والدولة اللبنانية معنية به، لكن لا سلطة دينية للقاصد الرسولي في لبنان لأن موارنة لبنان يخضعون لبطريركهم ، والبطريركية المارونية تتمتع باستقلالية ومرتبطة بالوقت نفسه بالفاتيكان. بينما أمين عام حزب الله هو رئيس حزب لبناني، وممثل للمرشد الأعلى علي خامنئي. ولا علاقة للديبلوماسية اللبنانية بالأمر طالما أنه لم يقدم أوراق اعتماده لرئيس الجمهورية .هذا موضوع ديني والدولة تتعاطى معه كرئيس حزب لبناني سواء كان ممثلا للمرشد الأعلى في لبنان أم لا. وفي ما خص السفير الإيراني فالدولة تتعاطى معه كسفيرمعيَّن من رئيس الجمهورية الإيرانية على غرار باقي سفراء الدول في لبنان" يختم بويز.

 ما يجدر التوقف عنده في تصريح الرئيس سليمان طلبه من الديبلوماسية اللبنانية الاستيضاح عن دور الامين العام لـ "حزب الله"، بصفته ممثلاً للمرشد الاعلى آية الله الخامنئي. وهنا لا بد من التوقف عند أهمية المساءلة في ظل اتفاق وقف إطلاق النار وانتهاء دور حزب الله العسكري وبالتالي الخروج من عباءة إيران سياسيا وعسكريا أو هكذا يفترض أن يكون عليه الوضع .

مؤسس دار الحوار الباحث بشارة خيرالله يكشف لـ"المركزية" عن فحوى تصريح الرئيس سليمان ويقول" عندما يوكل المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية إلى شخصية حزبية هو أمين عام حزب الله مهاما غير ديبلوماسية ما الغاية من ذلك وطالما أن هناك سفيرا معينا من قبل إيران لدى الدولة اللبنانية؟ هذا التكليف يضرب اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع بين إسرائيل والدولة اللبنانية ويخرّبه بهدف جرّ لبنان إلى مزيد من العزلة والخراب .أكثر من ذلك هو رسالة سياسية للمجتمَعين العربي والدولي وللعهد الجديد الذي تبنى رئيسه جوزيف عون بند حصرية السلاح في خطاب العهد وكذلك الأمر بالنسبة إلى رئيس الحكومة نواف سلام وكل الفريق الوزاري".

مساءلة الديبلوماسية يجب أيضا أن تنسحب على مسألة امتلاك السفير الإيراني أماني جهاز اتصال البيجر العسكري الذي تمتلكه قيادات الحزب وعناصره. وفي السياق، يشير خيرالله الى ان"إيران مطالبة بتوضيح هذه الأسباب وبالدور الحقيقي لسفير بلادها في لبنان. وهذا الأمر كان يجب أن يُبتّ في عهد الحكومة السابقة وكان يتوجب على وزير الخارجية  يومها عبدالله بو حبيب أن يسائل السفير الإيراني ".

اليوم صفحة جديدة في تاريخ لبنان تُفتح مع العهد الجديد"ونحن على ثقة بهذا العهد ورجالاته. لكن بعد نيل الحكومة الثقة هناك مسؤولية تقع على عاتق الديبلوماسية اللبنانية لتوضيح مهام أمين عام حزب الله الممثل للمرشد الإيراني في لبنان. هل هذا التكليف للتنغيص على اتفاق وقف إطلاق النار؟ وماذا بقي من دور له كممثل لدولة سقطت أذرعها في كل المنطقة بدءا من لبنان وسوريا والعراق واليمن؟.أما إذا أراد الحزب أن يتحول إلى حزب سياسي فإن دور الأمين العام يجب أن يكون سياسيا وأن يتم تعيينه من قبل رئيس الحزب اللبناني على غرار باقي الأحزاب اللبنانية" يختم خيرالله. 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا