نشر الجيش و"اليونيفيل" على كامل الحدود...مشروع قابل للتحقيق؟
أكد وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، في حديث لـ"بلومبرغ" ان تل أبيب ستحتفظ بـ5 نقاط استراتيجية داخل لبنان بعد انتهاء مهلة وقف إطلاق النار الممددة في 28 شباط، وان القوات الاسرائيلية لن تنسحب من مواقعها في جنوب لبنان في الأمد القريب، معتبراً ان التزامات لبنان لا تشمل إبعاد "حزب الله" عن الحدود بل نزع سلاحه. وجاء هذا التصريح رغم إعلان لبنان رفضه هذا الطلب بشكل قاطع. في هذا الوقت، تتجه الانظار الى اجتماع لجنة وقف إطلاق النار الذي سيعقد غداً في الناقورة.
وتُعتبر التلال الخمس التي تعتزم اسرائيل البقاء فيها نقاط مراقبة استراتيجية، وهي: تلة العويضة التي تقع في مرماها كل مستوطنات الجليل ومدن الشمال الاسرائيلي وقد حولتها اسرائيل في الفترة الاخيرة الى موقعاً محصناً، وتلة الحمامص التي تقطّع أوصال الجنوب اللبناني وتقسّمه الى مناطق منعزلة، وتلة اللبونة التي تطل على مدينة صور ومخيم البص للاجئين الفلسطينيين وتشرف على نقطة بارزة لليونيفيل وصنّفتها اسرائيل منطقة حراسة دفاعية، وتلتا جبل بلاط والعزية اللتان تسمحان لاسرائيل بكشف مناطق واسعة. وكل هذه التلال غير مأهولة وخالية من العمران المرتفع ما يسمح لاسرائيل بالتحرك بسهولة باتجاه الاراضي اللبنانية لتنفيذ أي عدوان.
وبعد رفض لبنان تمديد التمديد لاسرائيل، عرضت كل من فرنسا والولايات المتحدة الاميركية تسلم قواتها النقاط الخمس، إلا ان لبنان فضّل ان يتسلم الجيش اللبناني النقاط الخمس بالتعاون مع "اليونيفيل" معززة بقوات اميركية وفرنسية.
هذا جنوباً، أما على الحدود اللبنانية - السورية فإن الأمور أيضاً بحاجة الى ترسيم بغية ضبطتها من التهريب غير الشرعي. وتجدر الإشارة إلى وجود 27 نقطة خلافية على الحدود الشرقية، تمتد من الجنوب إلى الشرق ثم إلى الشمال، ومن بينها 17 نقطة خلافية تقع في محافظة بعلبك الهرمل، الامر الذي أشعل مؤخراً نزاعاً بين المهربين اللبنانيين والسوريين، كون هذه المنطقة تعتبر بؤرة للعصابات من الجهتين.
في ظل كل ما يحدث ارتفعت وتيرة المطالبة بنشر الجيش واليونيفيل على كامل الحدود اللبنانية. فهل يتحقق هذا الأمر؟
العميد المتقاعد جورج نادر يؤكد لـ"المركزية" "ان فرنسا اقترحت نشر "اليونيفيل" في النقاط الخمس التي تحتلها اسرائيل ولا تريد التنازل عنها حتى بعد 18 شباط. لكن اسرائيل من الصعب ان تستجيب لطلب فرنسا لأنها ليست الجهة الضاغطة التي تعطي نتيجة مع اسرائيل بل الولايات المتحدة الاميركية. قد يكون أحد الحلول أن تنسحب اسرائيل ويتسلّم "اليونيفيل"، لكن هل بمفهوم اسرائيل يمكن لليونيفيل أن يحمي المناطق الشمالية؟ لأن تل أبيب تعتبر ان هذه التلال الخمس نقاط حاكمة لأنها تحمي مناطقها الشمالية، خاصة وان المستوطنين لن يعودوا قبل أن يطمئنوا مئة في مئة أنهم محميين، فهم ليسوا كأهل الجنوب يذهبون الى قراهم ويجلسون تحت خيمة ويعودون الى أرضهم حتى لو كانت مدمرة. فإذا لم تؤمن لهم اسرائيل كل وسائل الراحة والامان لن يعودوا. لذلك علينا ان نرى ما إذا كانت اسرائيل ستقبل بهذا المقترح. فإذا قبلت يكون مخرجا، لكنها على الأرجح سترفض لأن الاسرائيلي لا يؤمّن لأي طرف، بل يأخذ الموافقة من واشنطن ويمدد الهدنة".
أما بالنسبة للحدود الشمالية الشرقية، فيؤكد نادر ان "القرار الأممي 1680 يمنع تهريب السلاح والأشخاص، كما ان أحد بنود القرار 1701 ينص على أنه يحق للدولة اللبنانية الاستعانة باليونيفيل لإقفال حدودها الشرقية والشمالية مع سوريا. وبالتالي، يمكن للدولة أن تطلب من مجلس الأمن، بحسب هذا البند، الاستعانة باليونيفيل لحماية الحدود مع سوريا". ويرى ان "ما يحصل على الحدود الشرقية، له سبب معلن وهو ان بعض القرى اللبنانية تقع داخل الأراضي السورية ويقطنها لبنانيون منذ قبل إنشاء دولة لبنان الكبير أو إنشاء سوريا. فهناك مثلاً قريتا المشارفة وربلة أهلها مسيحيون وينتخبون في عكار، لهم صناديق وهوياتهم لبنانية، لكنهم يسكنون ضمن الأراضي السورية. كما ان هناك قرى حاويك ووادي حنا وبلوزة وهي شيعية تقع مقابل الهرمل من ناحية القصير، يتعرض أهلها للمضايقات من هيئة "تحرير الشام" بأنهم من "حزب الله" ويحاولون إخراجهم من أرضهم".
ويختم: "هذا الواضح، لكن يبدو ان "حزب الله" يقف خلف هذه الاشتباكات ويتحجج بالعشائر كي لا يكونوا في الواجهة. إلا ان هذه الحدود تحتاج الى ضبط من ناحية لبنان من قبل الجيش، أما من ناحية سوريا فلا هيئة نظامية او سلطة عسكرية قائمة بحد ذاتها كي يتم التواصل معها لضبط الحدود، ما زالت ميليشيات ولم تُشكّل قوى الامن التي تكون المرجعية الامنية للدولة".
المركزية – يولا هاشم
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|