نصف انتصار لروسيا ونصف خسارة لكييف.. التسوية اقتربت ولكن!
وسط حديث عن اعتزام مسؤولين أميركيين بارزين بدء محادثات سلام مع مفاوضين روس وأوكرانيين في السعودية في الساعات المقبلة، قالت الخارجية الروسية إن الوزير سيرغي لافروف تلقى اتصالا من نظيره الأميركي ماركو روبيو. وأضافت الخارجية الروسية أن لافروف وروبيو أعربا عن التزامهما بالتعاون في حل الصراع بأوكرانيا وفلسطين، وأنهما اتفقا على إجراء اتصالات منتظمة والتحضير للقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب، وقد وصل لافروف امس الى الرياض لهذه الغاية. من جانبه، قال رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي إن المفاوضات قد تبدأ قريبا إذا كانت مقترحات أميركا مناسبة لروسيا.
وفي وقت افيد امس ان الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينكسي سيزور المملكة الاربعاء، قال الاخير إن أوكرانيا لن تقبل أبدا أي اتفاقات سلام يتم التوصل إليها خلف ظهرها أو بدون مشاركة كييف. وبينما اعلنت أوكرانيا مرارا إنها تريد التعاون مع الولايات المتحدة وأوروبا لوضع إستراتيجية مشتركة قبل أي اجتماع بين ترامب وبوتين، استضافت ميونيخ في الايام القليلة الماضية اجتماعا لقادة أوروبيين حول أوكرانيا. ايضا، خلال اجتماع طارئ عُقِد في باريس لمناقشة مفاوضات السلام الروسية الأوكرانية التي تسعى أميركا لإقرارها، امس أكد قادة البلدان الكبرى في "الاتحاد الأوروبي" أن أوكرانيا تستحق سلاماً "يحترم استقلالها وسيادتها ووحدة أراضيها". وقالت رئيسة "المفوضية الأوروبية" أورسولا فون دير لايين، في تغريدة عبر موقع "أكس" عقب الاجتماع، إن "أوروبا تتحمل بالكامل حصتها من المساعدة العسكرية لأوكرانيا، لكنها في الوقت نفسه، نحتاج الى تعزيز دفاعها"، موضحةً أن القادة جددوا التأكيد على أن كييف "تستحق السلام عبر القوة، سلاماً يحترم استقلالها وسيادتها ووحدة أراضيها". بدوره، أعرب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن استعداد بلاده " للنظر في نشر قوات بريطانية على الأرض (في أوكرانيا) إلى جانب قوات أخرى إذا كان هناك اتفاق سلام دائم"، مشدداً على أهمية أن "يكون هناك دعم أميركي لأن الضمانة الأمنية الأميركية هي الطريقة الوحيدة لردع روسيا بشكل فعّال عن مهاجمة كييف".
فهل نضجت طبخة التسوية الاميركية للنزاع الروسي – الاوكراني؟ السؤال مشروع، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، في ظل كل هذه الحركة واللقاءات. الاكيد ان الامور وضعت على نار حامية غير انها لا تزال تحتاج الى اتصالات وجهود. فواشنطن تريد ان يكون الاوروبيون شركاء لها في انجاز التسوية وفي انجاحها وفي تثبيتها على الارض، وهؤلاء يتمسكون بتسوية مُرضية لكييف. من هنا، فان الحل يلحظ انتشارا لجيش اوروبي او من عدد من الدول الاوروبية في مناطق النزاع للاشراف على تطبيق التسوية بما يطمئن كييف، خاصة انه في المقابل، سيبقى الروس في جزء من الاراضي الاوكرانية.
هذه التسوية اذا تقوم على قاعدة نصف خسارة لاوكرانيا ونصف انتصار لروسيا. فهل يبلغ قطارها، الذي سيشهد حركة لافتة في الساعات المقبلة في الرياض، محطته الاخيرة المنتظرة منذ سنوات؟
لورا يمين- المركزية
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|