وأصبح لنا رئيس يقول للعالم بأسره: “لا لحروب الآخرين على أرضنا”!

لا يفوّت فخامة رئيس الجمهورية جوزاف عون مناسبة، دون أن يترجم خطاب القسم، ليثبت للبنانيين أنّ إيمانهم به لم يأتِ من فراغ، وأنّه حقاً الرئيس القوي للعهد القوي.

فمنذ عهود، لم يأتِ للبنان رئيس يقول للآخرين بحزم وحسم “كفى”، رئيس يرفض الهيمنة الإيرانية والسورية وأيّ تدخل في شؤون لبنان من قبل أيّ طرف، غير أنّ هذا العهد لا يشبه ما سبقه، فرئيسه آتٍ من قيادة مؤسسة عسكرية، وخلال سنوات ترؤسه لها، كان على مستوى الثقة، ولم يرتهن لأيّ فريق أو دولة.

وها هو، الرئيس جوزاف عون، يؤكد اليوم أنّ “بعبدا” لا تغيّر المبادئ، وأنّ الكرسي لا يلغي الوعود، فقال للبنانيين، أنا حامي وطنكم، وهذا ما قلته للإيراني.

وما قاله، يستحق أن يدرّس لكافة السياسيين والدبلوماسيين، فهو مدرسة في السيادة والاستقلالية.

“لبنان تعب من حروب الآخرين على أرضه”، هي العبارة التي قالها الرئيس عون بصراحة وبوضوح للوفد الإيراني، والذي كان قد وصل إلى بيروت للمشاركة في تشييع الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله.

وأضاف فخامة الرئيس خلال استقباله رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، ووزير الخارجية عباس عراقجي، والسفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني: “أوافقكم الرأي بعدم تدخل الدول في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وأفضل مواجهة لأي خسارة أو عدوان، هي وحدة اللبنانيين”.

وتابع: “نشارككم في ما أشار إليه الدستور الإيراني في مادته التاسعة، التي تؤكد على أن (حرية البلاد واستقلالها ووحدة أراضيها وسلامتها، هي أمور غير قابلة للتجزئة)”.