عربي ودولي

هل يُشعِل ترامب أوروبا بالنار فور إعلان ألمانيا وفرنسا عن الجيش الأوروبي الموحَّد؟؟؟...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

هل ترحّب الولايات المتحدة الأميركية بالفعل، بأن يكون لأوروبا سياسة دفاعية مستقلّة عنها؟ وهل ستقبل واشنطن بذلك، بعد سنوات هيمنت هي فيه على كل ما يتعلّق بالدفاع في العالم الغربي خصوصاً (بالاعتماد على حلف شمال الأطلسي كأداة لذلك في مكان ما)، وفي أقاليم عديدة حول العالم، عموماً، والى درجة جعلت الدول الأوروبية الكبرى عاجزة عن صبّ رصاصة واحدة من دون تنسيق مع الجيش الأميركي؟

اضطرابات جديدة؟

هناك الكثير من الكلام الذي يصدر عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الشأن الدفاعي، من باب التكاليف وما يقع ضمن تلك الخانة، منذ حقبة ولايته الرئاسية الأولى. ولكن هل ستبتلع أميركا بسلاسة أي مسعى أوروبي جدّي، خصوصاً إذا كان ألمانيّاً - فرنسيّاً تحديداً، لإنشاء حلف عسكري أوروبي مستقلّ عن الولايات المتحدة، أم ستخلق (أميركا) للقارة الأوروبية اضطرابات جديدة، على غرار ما حصل عندما ساهمت واشنطن بإشعال الأزمات الإيديولوجية والدموية سواء في البلقان أو أوروبا الشرقية... قبل عقود، وذلك عندما شعرت برغبة أوروبا بوحدة معيّنة، عادت الى الأذهان الأوروبية في المرحلة التي بدأ الإتحاد السوفياتي مشوار تفكّكه النهائي خلالها؟

محاولة للتماهي...

أوضح العميد المتقاعد الدكتور محمد رمال أن "الولايات المتحدة الأميركية تحاول مع إدارتها الجديدة تحقيق مكاسب على مستوى العالم بالسياسة، ومن دون انخراط في حروب. وهذا الأمر عبّر عنه البرنامج الانتخابي للإدارة الجديدة، وباشر به ترامب منذ استلامه الحكم، من حيث التركيز على إطفاء النّقاط المشتعلة في العالم، بدءاً من الشرق الأوسط وصولاً الى أوكرانيا، وأكثر من مكان حول العالم".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الإدارة الأميركية الحالية تريد إخضاع أوروبا سياسياً. وتحاول أوروبا والرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون) تحديداً خلال الفترة الحالية، استكشاف ما تريده الولايات المتحدة أو ماذا لديها من خطة أو استراتيجيا أو توجّهات للتعامل مع الأزمات الموجودة، في محاولة للتماهي معها، ولرسم سياسة فرنسا بدرجة أولى، وسياسة الإتحاد الأوروبي بدرجة ثانية".

الصين... أولى

وشرح رمال أنه "لم يَعُد هناك أي صدام علني بين الولايات المتحدة الأميركية والإتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا من هذا الإتحاد. وتتّجه الأمور حالياً الى نوع من التبعية السياسية. وبالتالي، باتت الرؤية أكثر وضوحاً بالنسبة الى الإتحاد (الأوروبي)، وهي أنه طالما لا يوجد هناك أي صدام اقتصادي أو عسكري أو أزمات دولية، فهو يسلّم بالسيادة الأميركية على القرار الدولي بشكل مباشر، ويحاول أن يكيّف مواقفه وبرامجه وفق هذه السياسة".

وردّاً على سؤال حول إمكانية أن تتسبّب أميركا باضطرابات أمنية في أوروبا، إذا وجدت أن هناك دفعاً ألمانيّاً - فرنسيّاً قوياً وجدياً لسياسة دفاعية أوروبية مُنافِسَة لها (أميركا)، أجاب:"لا أعتقد ذلك. فالإتحاد الأوروبي يعرف حجمه في المعادلة تماماً. وترامب يعلم جيّداً ما يريده من الإتحاد الأوروبي، والعكس صحيح أيضاً. وهنا، لا صدام، انطلاقاً من أن مشكلة الولايات المتحدة الأميركية ليست مع هذا الإتحاد، بل هي في مكان آخر، أي انها مشكلة اقتصادية تقع الصين بالمرتبة الأولى فيها ضمن إطار المنافسة الاقتصادية".

تعويض خسائر

ولفت رمال الى أن "الإدارة الأميركية بغنى عن خلق توتّرات أخرى مع أوروبا، لأن إذا كان الموضوع الاقتصادي مُقفَلاً أميركيّاً في وجه الصين ومُقفَلاً صينيّاً بوجه الولايات المتحدة، فعندها لا تحتاج أميركا الى أسواق مقفلة أخرى، لا في أوروبا ولا في أماكن غيرها، نتيجة توترات أو صدامات جديدة".

وختم:"يركز الخطاب الرسمي لترامب وإدارته على تعويض الخسائر الاقتصادية التي مُنِيَت الولايات المتحدة بها من جراء انخراطها في حروب هنا أو هناك، سواء في الشرق الأوسط أو أوكرانيا أو أماكن غيرها. وبالتالي، يتصدّر الهمّ الاقتصادي عمل الإدارة الاميركية الجديدة. ولذلك، إذا كان هناك من مواجهة معيّنة، فهي ستكون مع الصين لكونها تشكل الخطر الاقتصادي الأكبر على الولايات المتحدة، في حين لا يمثّل الإتحاد الأوروبي هذا الخطر، لا بل العكس، إذ تحتاج أميركا له ولغيره من أجل تعويم الاقتصاد الأميركي وخفض نسبة البطالة وتصريف المنتجات الأميركية، من ضمن المحاولات لتعويض الخلل الاقتصادي الناجم عن المراحل السابقة. وبالتالي، لا نيّة بالتصادُم بين الولايات المتحدة الأميركية والإتحاد الأوروبي لأسباب اقتصادية، وطالما أن القرار السياسي الأوروبي تحت المظلّة الأميركية، فلا تحتاج أميركا الى فتح جبهات سياسية أو عسكرية مع الإتحاد الأوروبي".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا