كرامي: أشدّ على أيدي العناصر في الأجهزة الأمنية الذين انتشروا في طرابلس
كيف يخطط "الحزب" للتعامل مع المرحلة؟
يعتقد حزب الله ان استراتيجية خفض الرأس بانتظار مرور العاصفة ستنفعه راهنا وتؤدي للحد من خسائره المتواصلة منذ ايلول الماضي، الا ان ما يجهله ان القرار الخارجي اتُخذ، وان اعادة تكوين نفسه امر مستحيل لا بل ايعد من ذلك، فان القرار يلحظ حل جناحه العسكري بالدبلوماسية او بالقوة اذا اقتضى الامر.. هذا ما يؤكده مصدر دبلوماسي رفيع لافتا الى ان عملية اعادة تكوين المشهد اللبناني متواصل، وان اي تعويل على بقاء الامور على ما هي عليه او عودة عقارب الساعة الى الوراء ليس الا امعانا بعيش حالة الإنكار، ما سيفاقم الخسائر والضحايا والمخاض اللبناني.
ولم يعد خافيا ان الحزب بات مؤخرا يتعاطى بكثير من البرغماتية، غير المعتادة على الاطلاق في مسيرته السياسية، في مقاربة المرحلة وذلك لسببين رئيسيين، الاول انه اصلا يحاول اعادة ترتيب صفوفه واوضاعه وبالتالي هو غير قادر على الاطلاق على خوض اي مواجهة جديدة مع اسرائيل، ايا كان شكلها وحجمها. اما السبب الثاني، فاعتقاده ان هذه المرحلة الصعبة عليه ستمر، وان التوازنات الدولية قد تنقلب خاصة بوجود شخصية كدونالد ترامب في البيت الابيض. والاكيد انه يعول على تفاهمات اميركية- ايرانية توقف نزيفه وتخرجه من النفق الاسود الذي دخله مع قرار اسرائيل توسعة الحرب في ايلول الماضي.
وتقول مصادر مطلعة:"لكن ما لا يدركه الحزب او يحاوله نكرانه وقد يكون مقتنعا به، هو ان القرار بقص اجنحة ايران في المنطقة اتخذ ونُفذ، ولم يبق الا تحديد كيفية التعاطي مع ما تبقى من هذه الاجنحة، فاما يتم القضاء عليها كليا او ابقائها بحالة من الضعف لاحيائها واستخدامها في مراحل لاحقة خدمة لمشاريع معينة للمنطقة".
وتضيف المصادر:"المؤشرات الراهنة توحي ان الاحتمال الاول هو القائم، لكن الآليات التنفيذية لم تُحسم بعد".
ويبدو واضحا ان واشنطن مستعدة للذهاب بعيدا باستخدام كل الوسائل لازالة اي عقبة تحول دون انجاح عملية سلام موسعة للمنطقة تشمل لا شك لبنان وسوريا. وهي، وبحسب المعلومات، "لن تردد على الاطلاق بتغطية حربا اسرائيلية جديدة على حزب الله بغية القضاء على ما تبقى من قدراته. لذلك تتواصل مساعي تحجيمه وخنقه من خلال ضمان قطع اي وسيلة لمد الحزب بالاموال والسلاح من طهران كما من خلال الضغط بورقة اعادة الاعمار، وهي عملية بات واضحا انها لن تتحرك قبل ضمان اخضاع حزب الله".
ولن يكون من السهل للحزب، قيادة وجمهورا، استيعاب كل هذه التحولات دفعة واحدة، لذلك ترى في خطاب امينه العام الشيخ نعيم قاسم لغتين مختلفتين، الاولى يتوجه بها لجمهوره لرفع معنوياته والحد من حالة الاحباط التي باتت تنهشه والثانية للبنان الرسمي والمجتمع الدولي. فليس عابرا على الاطلاق تسليمه ب"التحرير الدبلوماسي" للمواقع ال٥ التي لا تزال محتلة، التزامه بقرار وقف النار بحذافيره مقابل مئات الخروقات الاسرائيلية المتواصلة وانضوائه في حكومة اسقطت من بيانها الوزاري "المقاومة" وتبنت ما ورد في خطاب قسم رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون لجهة حق وواجب الدولة وحدها باحتكار حمل السلاح.
بالمحصلة، يُدرك الحزب انه بات اشبه بمقاتل محاصر استخدم كل ذخيرته، فهل يرفع راية الاستسلام ويتعايش مع واقعه المرير المستجد ام يتحول انتحاريا يفجّر زنارا لفّه على خصره فيجر البلد الى سيناريوهات قاتمة بدأ البعض يلوح بها ولعل اخطره ا الحرب الاهلية!؟
بولا أسطيح-الكلمة أونلاين
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|