الصحافة

إيران تتحدّى عون وتُحرج تركيا

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يعمل لبنان على ضبط حدوده البريّة والبحرية والجويّة. ويبقى المطار محطّ أنظار الداخل والمجتمع الدولي. وسبق لإسرائيل أن وجهت تهديدات باستهدافه بحجة استخدامه من قبل طهران لنقل أموال وسلاح إلى «حزب الله».

قفزت مسألة استعمال طهران لمطار بيروت إلى الواجهة بعد توقيف لبناني قادم من تركيا ويحمل 2.5 مليون دولار. وكانت تل أبيب قد كشفت سابقاً عن عبور أموال لـ «حزب الله» من تركيا.

وتسجّل نقطة إيجابية في مطار بيروت وهي وعي الأمن لهذا الأمر. لكن في العمليات الأمنية والتهريب يتمّ القبض على عملية مقابل نجاح عمليات عدّة.

والخطير في هذه العملية أنها أتت بعد موقف الدولة اللبنانية وزيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف رئيس الجمهورية جوزاف عون وسماعه كلاماً واضحاً من عون، برفض اللبنانيين تحويل بلدهم لساحة وتعبهم من حروب الآخرين على أرضهم، ما يعني عدم اكتراث طهران بكلام عون.

وتؤكد التحقيقات الأمنية مجيء الأموال يوم الجمعة الماضي من إيران لصالح «حزب الله». وهنا تطرح مسألة استخدام إيران للأراضي والمطارات التركية لتهريب الأموال إلى «الحزب».

لا يوجد قرار تركي بتمويل «الحزب» خصوصاً أن الطائرة طارت من مطار صبيحة وهو مطار يستعمل للطائرات الخاصة وليس مطار صف أول. ومن جهة ثانية، لا يمكن للدولة التركية دعم «حزب الله». فأنقرة وضعت كل ثقلها لدعم هيئة تحرير الشام وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وأي تقوية لـ «الحزب» يعني تقويض أمن سوريا ما يعني ضرب استقرار تركيا.

وأشارت معلومات «نداء الوطن» الى أن اتصالات أمنية رفيعة جرت بين لبنان وتركيا من أجل تشديد الإجراءات الأمنية وخصوصاً في المطارات. وينتظر استجابة تركيا لطلبات لبنان وتشديد الرقابة على اللبنانيين القادمين من تركيا والإيرانيين أيضاً. ولن توفّر إيران أي وسيلة لإيصال الأموال لـ «حزب الله».

تقوم طهران بالمستحيل لترميم «الحزب»، ومن جهتها، تؤكد مصادر رسمية لـ «نداء الوطن» أن مسألة أمن وسلامة مطار بيروت خط أحمر ولا يوجد تهاون في هذا الموضوع. والدولة اللبنانية ستبسط سلطتها على كل الأراضي والمرافق اللبنانية، وبالتالي لن تهمل موضوع المطار ولا لعب في هذا الموضوع الحيوي لكل لبناني.

ويوجد فارق جوهري بين الأمس واليوم، ففي الأمس كانت الدولة اللبنانية تحت نفوذ «حزب الله» وطهران تستبيح الأراضي اللبنانية، أما اليوم فهناك رئيس جمهورية لا يقبل باستمرار ما يحصل من تجاوزات إيرانية، وهناك وزير خارجية سيادي لا يقبل بكل هذه التجاوزات، وبالتالي موقف الدولة اللبنانية والحكومة واضح في هذا الشأن.

وتحاول الدولة اللبنانية معالجة الأمور مع إيران بالتي هي أحسن، تحدّث الرئيس مع قاليباف مباشرة وأسمعه ما يجب سماعه، لكن إذا استمرت التجاوزات الإيرانية سيكون هناك للبنان موقف متقدّم جداً، لأن القرار متخذ وهو حماية أمن اللبنانيين والمطار وسيادة البلد.

لا يوجد حالياً أي قرارات جديدة سوى تشديد الإجراءات في المطار والمرافئ وعلى الحدود البرية. وتعلم الدولة باستمرار إيران في محاولة خرق الطوق المفروض عليها بعد سقوط النظام السوري، وفي حال استمرت التجاوزات الإيرانية ووصلت إلى حدّ غير مسبوق، قد يتخذ لبنان إجراءات تصاعدية، ربما تصل إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وإيران.

لا يرغب لبنان في الوصول إلى هذه المرحلة من توتّر العلاقات مع دولة يحاول الحفاظ على أفضل العلاقات معها، لكن الدولة اللبنانية لن تتهاون، كي لا يضرب أمنها الداخلي ما يعرّضها للعدوان، ويضعها على لائحة المجتمعَين العربي والدولي السوداء.

ويحاول الرئيس عون استعادة علاقات لبنان مع العرب والمجتمع الدولي، وزيارته إلى الرياض خطوة في هذا الاتجاه. ولبنان الرسمي التزم في اتفاق الهدنة الأخير تطبيق القرارات الدولية وضبط معابره وحدوده، وبالتالي لن يسمح لإيران بلعب دورها السابق ودعم جماعات داخلية بالمال والسلاح. فالرفض الداخلي لهذا الأمر موجود والعصا الدولية الغليظة قد تتحرّك في أي وقت ولبنان لا يتحمّل وجعها.

آلان سركيس - نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا