"الأشغال": ملتزمون بتوضيح نتائج التحقيقات بِحادثة تجمع المياه
شيخ العقل وفكرة القمّة الروحية في غمرة "التوترات الإقليميّة"
يحاول شيخ العقل لطائفة الموحّدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى ترجمة اقتراح طرحه عقد قمّة روحية وطنية، باحثاً عن بيئة مجتمعية وسياسية تلتقي في مناسبة يطمح إلى أن تشكّل مظلّة تجمع اللبنانيين بعيداً من الانقسامات، على أن تكون تحت رعاية الجمهورية جوزف عون. وقد أطلق العنان للتنسيق في هذا السبيل، فتشاور مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب اللذين أكّدا دعمهما أيّ مقترح جيّد للبنان. وسيرتّب شيخ العقل لقاءات إضافية للبحث في الهدف الذي يعمل لتحقيقه ويتحضّر لطرح الفكرة على رئيس الجمهورية.
يجهد شيخ العقل سعيا إلى قمّة، بخاصة مع التوترات الإقليمية المتلاحقة وتحديدا في سوريا. وكانت عقدت قمم روحية عدة في سنوات ماضية، من أحدثها القمة الإسلامية - المسيحية في بكركي في تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم. ولكن لم يسبق أن استطاعت غالبية من القمم الروحية التأثير على المجريات السياسية، وإن دعّمت بحضور سياسي. وسبق الطرح الذي يطمح إليه شيخ العقل، مسعى على غراره في عهد الرئيس ميشال سليمان سنة 2008، فانعقدت قمة روحية إسلامية - مسيحية في القصر الجمهوري، من مقرّراتها التزام وحدة الدولة، من دون أن تنفّذ حينذاك.
لكن ثمة اتجاها لدى مشيخة العقل في هذه الفترة، لإراحة نفوس المواطنين على تنوع مشاربهم وانتماءاتهم، والتذكير بمصالحة الجبل التي حقّقها البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير والزعيم الدرزي وليد جنبلاط. ويمكن اختصار الهدف الرسمي لدار الطائفة من فكرة القمة الروحية بمعالجة قضايا لبنانية وحلحلة بعض المشاكل الوطنية، على أن تكون البداية من حوارٍ يجمع السّاسة ورجال الدين.
في معطيات رسمية حصلت عليها "النهار"، أنّ المتغيّرات المتسارعة على الساحة السورية والحساسيات التي بدأت تترك تأثيرات على المستوى الدرزيّ هناك، جعلت دار الفتوى تتحرّك في لبنان، مع تخوف من امتداد تلك التحديات في اتجاه الداخل اللبنانيّ. ثم تفاقم التوجّس أكثر بعد أحداث منطقة جرمانا، مع اتخاذ دار الطائفة في لبنان موقفاً متماسكاً مع وحدة الدول العربية، ضدّ الأهداف الإسرائيلية في سوريا.
وتطرح مشيخة العقل فكرة عقد قمة للتحدّث أيضاً في العمل لبناء الوطن بعد حرب ضربت مناطق لبنانية، على أن يشكل مبدأ حصر السلاح والعمل لبناء الاقتصاد أهم المضامين. ويضاف إلى ذلك خطاب القسم الذي ألقاه رئيس الجمهورية عند انتخابه، مع تأكيد دار الطائفة أهمية الحوار لتحقيقه. ولا يخفى الاهتمام بقضايا اجتماعية وضعت ضمن المستندات الأكثر إلحاحاً بعد تشكيل الحكومة، بدءاً من إلغاء الطائفية السياسية. وهناك مواضيع حساسة يبحث شيخ العقل عن طرحها في قمة روحية، من بينها إلغاء قوانين الأحوال الشخصية والتوصّل إلى قانون مدنيّ. ولن يكون الشيخ سامي أبي المنى بعيداً عن التشاور حول رئاسة مجلس الشيوخ والإبقاء على المطالبة بها للدروز، مع اهتمام خاص لدار الطائفة بهذه المسألة إن لم تحصل مداورة بين الرئاسات.
مجد بو مجاهد -"النهار"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|