"إسرائيل" اقتربت من تحقيق "حلم الوصول للفرات": حرب العقائد
عندما تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مساحة إسرائيل خلال الصيف الماضي، قبل أن يصبح رئيساً، اعتبر أنها "تبدو صغيرة على الخارطة ولطالما فكّرت كيف يمكن توسيعها". يومها رأى كثر أن الكلام مجرد حملة انتخابية يقوم بها المرشح لجذب أصوات اللوبي الصهيوني في أميركا، بينما رأى المقتنعون بوجود "مشروع" إسرائيلي توسعي إسمه "إسرائيل الكبرى" أن هذا الكلام ينقلنا من مرحلة إلى أخرى، وهكذا كان.
عندما يُريد ترامب توسيع مساحة "إسرائيل" منطلقاً من قناعات عقائدية، يعمل على أساسها الإسرائيليون وخصوصاً اليمين الديني المتطرف الحاكم حالياً، فإنه لا يوجد سوى طريقين لذلك، طريق يتضمن تكبير "إسرائيل" وآخر يتضمن "تصغير" الدول المحيطة بها فتصبح إسرائيل كبيرة، وبحسب المعطيات القائمة اليوم فإن الخيار يتضمن السير بالطريقين، فما تقوم به اليوم مدعومة أميركياً هو احتلال مناطق جديدة في لبنان وسوريا وغزّة وربما الضفة قريباً، وبنفس الوقت اللعب على التقسيم بدءاً من البوابة السوريّة.
لطالما سمعنا بمصطلح "إسرائيل الكبرى"، وهو يعني بالنسبة للإسرائيليين، المملكة الإسرائيلية أو الأرض التي يشيعون أن الله وعد بها الله النبي إبراهيم ونسله "من نهر مصر إلى نهر الفرات"، ومن هنا جاء مصطلح "إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات"، وهي دولة تضم فلسطين، الأردن، لبنان، جزء من سوريا والعراق والسعودية ومصر، وهذه "الدولة" رفع خريطتها بنيامين نتانياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة في صيف 2023، وسبق وأن تحدث عنها الوزير اليميني المتطرف بتسلائيل سموتريتش عام 2016، ورغم كل ذلك هناك من لم يفهم المشروع بعد.
بعد الحرب على غزة ولبنان، سقط النظام في سوريا وبدأت أحداث إسرائيلية دراماتيكية هناك، ومن بوابة دمشق نشاهد المشروع يتحقق شيئاً فشيئاً، إذ توغل الإسرائيلي في الجنوب السوري بحجة الحماية والدفاع عن نفسه، ثم انطلق نحو درعا على الحدود الأردنيّة مع سوريا لما اعتبره قطع طرق إمداد السلاح من سوريا مروراً بالأردن وصولاً إلى الضفة الغربية، ومن درعا سيتجه صعوداً نحو قاعدة التنف الأميركية، ويستمر حتى الحدود العراقية في شمال شرق سوريا حيث يتواجد الأكراد، وهو المعين للأقليات من الدروز والاكراد، فيكون قد طرق باب نهر الفرات في العراق، وحقق ما يُعرف بممر داوود.
ممر داوود هو الطريق الذي يربط "إسرائيل" بنهر الفرات في العراق، وهم يقولون أنه مذكور في معتقدات الإسرائيليين أيضاً، حيث يبدأ من مرتفعات الجولان السورية المحتلة، ويصل إلى دير الزور، وصولاً إلى إقليم كردستان العراق، وبعد أن ينتهي العمل به، يكون جزء أساسي من مشروع إسرائيل الكبرى قد تحقق.
هذا التسارع بالأحداث "الإسرائيلية" في سوريا، لا يُمكن فصله عن أحداث سوريا خلال الساعات الماضية، كما لا يمكن فصله عن احتلال النقاط الخمس في لبنان وتعليق إطلاق المرحلة الثانية من الصفقة في غزة، والأهم أنه لا يمكن فصله عن عودة الحديث إلى العمل العسكري ضد إيران، حيث ستشهد هذه المنطقة تطورات كثيرة في فترات قصيرة.
هي حرب عقائد تدور في هذه المنطقة، لن تنتهي قريباً، وكل فئة تمتلك معتقدات تجعلها مقتنعة بأنّ النصر حليفها، ولكن بعيداً عن الدين والعقائد، فإن المشروع الإسرائيلي يعني انتهاء الدول كما نعرفها اليوم، انتهاء دولنا وأرضنا، والدفاع عن الأرض سيكون واجباً.
محمد علوش -النشرة
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|