الصحافة

دور القوات، ومنتقدوه

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تهتاج أبواق إعلاميي المحور الإيراني الساقط وأعوانه في كل مرّة تقوم "القوات اللبنانية" بواجبها الوطني، أو في كل مرّة يُقدِم رئيسها "الحكيم" أو أحد مسؤوليها الحزبيين أو سياسيّيها، وزراء ونواباً، على عملٍ ما أو تصريح وطني صريح وجريء وواضح للدفاع عن السيادة الوطنية. وسبب كل هذا الهياج أن ما يقوم به حزب "القوات اللبنانية"، يُصيب بالصميم مؤامرات المحور المُتهالك، ويُفشل محاولاته للعودة إلى الإمساك بالمواقع الحسّاسة في الدولة الرسمية. فهذا المحور الذي استطاع في العشرين سنة الماضية تدجين السلطة الرسمية اللبنانية واستخدام لبنان ورقة لصالح استراتيجيات إيران الثورية التي حوّلت هذا البلد إلى منصة يقتات منها لخدمة أذرعه، ويُطلق منها المواقف النارية ضد أصدقاء لبنان، والعمليات الإرهابية المُبرمجة على ساعة المفاوض الإيراني، يرفض الاعتراف بالواقع الجديد، ويُدرك أن من أهم المداميك التي أوصلت لبنان إلى الواقع المُستجد كان دور "القوات" وصلابتها في النضال ضده، ويعلم أن تمسّكها الحالي في دفع السلطة الجديدة لاستكمال عملها وخطواتها السيادية، هو العائق الأساسي للعودة إلى الوراء، ولذا تحاول أدوات المحور الإعلامية تشويه صورة القوات باقتناص الفرص في كل كلمة تصدر عن مسؤول قواتي.

ولأن دور "القوات اللبنانية" كان دائماً استراتيجياً، فلم يستطع هذا المحور المتعاقب من سبعينات القرن الماضي استيعابها ضمن مناوراته، ولأن "القوات اللبنانية" الاستراتيجية ورثت المقاومة اللبنانية التي ناضلت ضد كل التدخلات التطويعية للبنان الرسمي والشعبي، فإنها تستمرّ في المرحلة الحالية الواعدة، بالمبدئية ذاتها التي ورثتها عن مناضلين وشهداء بذلوا كلّ ما عندهم لثبات هذا الدور، ولذلك تحوّلت "القوات" بدورها إلى واقع مزعج ومُعرقل للمؤامرات التي حيكت وما زالت تُحاك ضد لبنان، الإنسان والحرّيات.

تُدرك "القوات" الآن أن لدورها الأهمية القصوى في دعم السلطة اللبنانية الحالية، العاملة حسب خطاب القسم للرئيس اللبناني الجديد والبيان الوزاري الجديد، لتمكينها من تفشيل كل المحاولات الخبيثة للمحور  لاستعادة سطوته على السلطة اللبنانية. ومن هذا المنطلق الوطني السيادي، يبدأ وزراء "القوات" بلعب الدور الاستراتيجي للمساهمة في انتظام عمل وزاراتهم لإثبات الفرق بين من حكم هذه الوزارات سابقاً بمنطق محاصصاتي، وبين ما سيقومون به هم من ترتيب الوزارات حسب الانتظام العام المؤسساتي. وهذا بالفعل ما يقضّ مضاجع هؤلاء الفرقاء الذين استهتروا بمصالح اللبنانيين للحفاظ على رضى المحور في المرحلة السابقة.

إن تمسّك "القوات اللبنانية" بدورها السيادي والإنقاذي للبنان يدفع بفلول السلطة السابقة المُدركة قوة "القوات" وتمسّكها بالعمل من ضمن قناعاتها، إلى الثرثرة على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف تشويه حقيقة دور "القوات"، ولكن تبقى محاولاتهم في عداد النق السخيف الذي لن يُجدي نفعاً، لأن "القوات" التي عرفت معنى دورها وأهميته، ستبقى على المسيرة التي عهدناها عليها، وستبقى الدرع الصلب للدفاع عن مرتكزات بناء الدولة الحقيقية الكاملة السيادة، وستُبقي المسار الجديد للبنان في الطريق الصحيح، فلن يكون معها تهاون في المسألة السيادية، ولن يكون معها أيضاً تساهل في المسار الإصلاحي، ولن يكون معها بالطبع تمرير لخداع المحور، ولأنها تعلم أن الفرصة سانحة اليوم للعودة بلبنان إلى سابق دوره الفعّال، ولأنها تتحصّن اليوم بالمعادلة الذهبية الجديدة التي تقوم على أن إعادة الإعمار تنتظر اصطلاح السلطة والدولة، وإعادة العمل بالمؤسسات تنتظر استتباب سلطة الدولة عليها، ووضع الملفات الاجتماعية والنقدية الإصلاحية على طاولة الحكومة والمجلس النيابي، لبحثها مع الجهات الدولية ينتظر إعادة الثقة بمفهوم الدولة الواحدة بإدارة أمور البلاد. ولأنها تُدرك أن الخلاص للبنانيين يأتي بالحفاظ على الأمانة للمسيرة، لذلك لن يصحّ إلّا الصحيح. من المتوقّع أن نمرّ بصعوبات، وهذا من طبيعة حياتنا المليئة بالصراعات والنضالات، ولكن، لأننا مؤمنون بدورنا الوطني والتاريخي والوجودي الحرّ، فلذلك لن تكون هناك فرصة لمساعيهم لغلبة مشروعهم على دورنا، وهذا هو السبب الذي يدفعهم إلى انتقاد دور "القوات".

فادي كرم -نداء الوطن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا