الصحافة

معارضو “الحزب” في بعلبك: البلدية إنماء لا سياسة

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مع اقتراب الانتخابات البلدية في مدينة بعلبك، يطفو على السطح جدل قديم جديد حول طبيعة المعركة: هل هي سياسية؟ أم استحقاق إنمائي وفرصة لإنقاذ المدينة؟ وهل تشكلّ اختباراً حقيقياً للمفاضلة بين من يريد التنمية، وبين من يبقيها خاضعةً للحسابات السياسية والمحاصصة والولاءات التقليدية؟

رغم مكانتها التاريخية، لا تزال بعلبك تعاني من أزماتٍ خدماتية وإنمائية مزمنة، لم تتمكّن البلديات المتعاقبة من حلّها، وإحداث تغيير ملموس ينقلها إلى مصاف المدن السياحية ومراكز المحافظات. ذلك الفشل يردّه البعض إلى سوء إدارة وتدخلات سياسية عطّلت بعض المشاريع بدل تحفيزها، من دون أن يكون هذا الفشل حكراً على مجلس بلدي بعينه، بل نتيجة نهجٍ قائم على تعيين المجالس البلدية بناءً على الانتماء الحزبي والولاءات وإغفال الكفاءات.

لم تكن الانتخابات البلدية في بعلبك يوماً بعيدة من الحسابات السياسية، لكنّ تبدّل الأولويات اليوم، يعكس تغيّرات فرضت واقعاً جديداً. فبعد سنوات من التفرّد بالقرار في أغلبية بلديات محافظة بعلبك الهرمل التي تقع تحت كنفه وسيطرته، يجد “حزب اللّه” نفسه حالياً في موقع مختلف، استنزفته معاركه الخارجية، وباتت خياراته غير ذي قبل. وجعل الشعور الذي يسيطر على البيئة الشيعية بأنهم مستهدفون داخلياً وخارجياً، “الحزب” أكثر حذراً في الاستحقاقات الداخلية، ويتريّث في الإعلان عن أيّ تحرّك أو تأليف لوائح، ليبني على المعطيات الجديدة والواقع على الأرض، العناوين والاستراتيجية التي سيخوض على أساسها المعركة.

يبني كثر على حالة الالتفاف حول “الثنائي” لا سيّما “حزب اللّه” بعد الحرب الأخيرة، والالتفاف الشعبي الذي شهده يوم تشييع السيدين نصر اللّه وصفي الدين، والإيمان بنظرية المؤامرة، وتخوين المغرّدين خارج السرب، للقول إنه لم يعد ممكناً خوض “الحزب” الانتخابات البلدية كساحة مواجهة سياسية، فهو مضطرٌ إلى تقديم نفسه راعياً للتنمية، حتى لو كان ذلك مجرّد تغيير في الشكل لا الجوهر. فالفشل البلدي المتراكم جعل الناس أكثر جرأة في طرح مطالبهم، وأضعف حجّة فرض اللوائح السياسية والحزبية، فالمعركة اليوم لم تعد فقط من يدير المجلس البلدي، بل في كيفية إدارته، ومدى قدرته على تحقيق الإنماء الفعلي بدل الاكتفاء بالشعارات.

يخوض معارضو “حزب اللّه” من العائلات والعشائر الانتخابات هذا العام ليس بحثاً عن مواجهة سياسية، بل من بوابة الإنماء ودفاعاً عن مدن وبلدات أرهقها الإهمال وسنوات من الفشل البلدي. وفي محاولةٍ لكسر ثنائية “إما معنا أو ضدنا” التي تفرض عند كل استحقاق، تحرّك معارضو “الحزب” رغبةً في انتشال مدينة بعلبك من واقعها المزري، ويطرحون أنفسهم كبديل عن فشل. لا يتحركون وفق أجندات سياسية معادية. ويرفضون تحويل الانتخابات البلدية إلى استفتاء سياسي بدلاً من كونها فرصة للنهوض بالمدينة وتنميتها. فبعلبك، ليست ميداناً لصراعات النفوذ، بل هي بيتهم الذي يحتاج إلى من يبنيه، لا من يستهلكه باسم الولاء والاصطفاف.

عيسى يحيى -“نداء الوطن”

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا