الولايات المتحدة تبيع ألف إقامة ذهبية خلال 24 ساعة مقابل 5 مليارات دولار
البلديات مُراقبة دوليّاً وعين الأوروبيين على "حزب الله"
دخل لبنان مدار الانتخابات البلدية والاختيارية بعد ثلاثة أعوام من تأجيلها. إنّه الاختبار الأوّل للسلطة المحليّة وخلفها المركزية، عقب سلسلة أحداث ومتغيّرات من العيار الثقيل. قبل السابع من "طوفان الأقصى"، كان الهمّ البلديّ، يتمحور حول مواجهة الأعباء الاقتصادية والمالية. أما اليوم، فأُرفق هذا الهاجس بمعايير جديدة وتساؤلات صعبة لم تكن مطروحة في المرحلة السابقة، أبرزها: كيف سيتعامل المجتمع الدولي وتحديداً الأوروبي مع هذا الاستحقاق؟ ماذا عن المساعدات الماديّة والإنمائية التي تُعوّل عليها البلديات لـ "بلّ ريقها" بعد سنوات عجاف؟ بمعنى أدقّ وأوضح: هل سترتبط بالهوية السياسية للمجالس البلدية المنتخبة، لا سيّما في المناطق والبيئات المحسوبة على الثنائي "أمل" و"حزب الله"؟
مع إصدار الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمراً رئاسيّاً يقضي بـ "تعليق تمويل كلّ المشاريع المموّلة من وكالة التنمية الأميركية (USAID) حول العالم، والتي أنفقت في لبنان (وضمناً البلديات) منذ 2023 نحو 123 مليون دولار أميركي، هل يملأ الاتحاد الأوروبي هذا الفراغ التنموي، في ظلّ حذر عربي خليجي من أي مساعدات قبل الولوج بالإصلاحات السياسية والاقتصادية المطلوبة؟
في حديث مع دبلوماسي أوروبي لصيق بالواقع اللبناني، أشار إلى وجود مسألتين يتمّ النقاش والحوار حولهما داخل الاتحاد الأوروبي. الأولى، شبه محسومة وفق المعطيات الحالية، ألا وهي، أن الدول الأعضاء وخصوصاً المانحة منها، لن تتعاون مع البلديات التي سيرأسها (حسب نتائج الانتخابات) رؤساء ينتمون إلى "حزب الله"، أو تلك التي تجاهر بانتمائها إلى "الحزب" أو الانضمام إلى اتحاداته، فالقوانين الأوروبيّة تُجرّم أي تعامل معه كونه "تنظيماً إرهابياً" وفق التصنيف الأوروبي.
أما المسألة الثانية، فترتبط بنوعية المساهمات، أي أنها ستميّز بين مساعدات عينية (غذائية ، طبيّة) يُمكن تقديمها للبلدات والقرى المحتاجة، بغض النظر عن الانتماء السياسي لمجالسها البلدية من جهة، وبين الهبات التي لها علاقة بالتنمية المستدامة (بنى تحتية، مشاريع طاقة، مستشفيات...) من جهة أخرى.
هذه الفئة ستكون تحت رادار أوروبي صارم. ولدى سؤاله عن البلديات المحسوبة على حركة "أمل"، يعتقد الدبلوماسي الأوروبي، أنّ العلاقة معها ستكون أسهل من الناحية السياسية، مع التشدّد والتركيز في آنٍ على الجانب الإصلاحي وتعزيز الشفافية، آملاً في السياق ذاته، أن تنتج الانتخابات المحلية قوى أهلية جديدة داخل البيئة الشيعية، لا علاقة لها بـ "الحزب" ولا بالفساد. وعما إذا كانت بلدان الاتحاد تتناغم في الموقف ذاته، لفت إلى أن الدول المانحة المهتمّة بالشأن اللبناني مثل إيطاليا وألمانيا والسويد وغيرها متشددة حيال هذه المسألة، لكنّه ألمح في المقابل، أن فرنسا قد تكون أكثر ليونة تجاه البلديات المحسوبة على "حزب الله".
ومن النقاط المهمّة التي يشدّد عليها الدبلوماسي، هي أن تطبيق القرار الدولي الـ 1701 يقع في جانب منه على عاتق السلطات المحليّة لا سيما عبر الشرطة البلدية، المشار إليها في اتفاق وقف إطلاق النار وورقة الضمانات الأميركية، كقوى ميدانية إلى جانب القوات المسلّحة الشرعية المحدّدة بالجيش اللبناني، قوى الأمن الداخلي، الأمن العام وأمن الدولة. وبالتالي أي تعاون لعناصر الشرطة مع "حزب الله" أو انضوائهم في صفوفه، سينعكس سلباً على البلديات.
في الخلاصة، يُستشفّ من الأجواء الدبلوماسية الأوروبية، أن انتخابات السلطة المحلية لن يُنظر إليها من معيار إنمائي فقط، بل مشبوكة بشكلٍ كبيرٍ بالإطار السياسي المُراقب دوليّاً، لا سيّما في بلديات الجنوب والبقاع.
طوني عطية - نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|