وزير الاتّصالات يستقبل السفير الأردني لبحث التعاون بين البلدين
واشنطن تحذر لبنان… نلتقي بعد شهرين!
انتهت فترة السماح الدولية والعربية في لبنان، وبات على أهل الحكم في بيروت وطهران الاختيار بين الذهاب الى السلام الشامل أو الذهاب الى الحرب الشاملة.
لا منطقة رمادية بين الخيارين مهما حاول لبنان التلطي خلف ذرائع وحسابات لم تعد تقنع أحداً، ومهما حاولت ايران تكثيف عمليات البحث عن أوراق ضغط قديمة، كما هي الحال في سوريا ولبنان واليمن أو جديدة كما هي الحال في منشآتها النووية.
لقد طفح الكيل، يقول مسؤول أميركي يراقب الوضع في لبنان والمنطقة، لم نعد نستطيع تحمل “النهج الرمادي” الذي يتبعه الرئيسان جوزاف عون ونواف سلام في ما يتعلق بتطبيق القرار ١٧٠١، مشيراً الى أن الرجلين يمارسان سياسة الخوف من “حزب الله” أكثر من سياسة الخوف على لبنان.
ويضيف: لا يظننَّ أحد في بعبدا أو البرلمان أو السراي أن الحرب في لبنان انتهت و”أن البديل يكمن في العودة الى بوس اللحى وتدوير الزوايا ومعجزات القديسين”، مؤكداً أن ما انتهى في الجنوب هو دوي القصف لكن المدافع لا تزال ملقمة وأطقمها لا تزال في حال تأهب واستنفار.
ويذهب المصدر الأميركي بعيداً في مأخذه الى حد القول إن الحكم الجديد في بيروت لا يقرأ جيداً ما يحدث في غزة التي ظنت أنها خرجت من الأنفاق الى الهواء الطلق، وما يحدث في اليمن التي ظنَّ الحوثيون فيها أنهم في مأمن من أي حرب تدميرية ودموية مع الآلة العسكرية التي يحركها الرئيس دونالد ترامب هذه المرة، وما يمكن أن يحدث في ايران إن هي تمنّعت عن ابرام اتفاق نووي جديد مع واشنطن في غضون شهرين.
وما قاله المصدر الأميركي لا يبدو مختلفاً عما يتردد في أوساط عربية وغربية فاعلة، وهي أوساط تعترف في كواليسها بأن لبنان المدمر والمفلس والمنقسم لا يملك لا ترف الوقت ولا ترف القوة كي يتعامل مع الحلول المطروحة دولياً واقليمياً من بوابة التشاطر والتذاكي والهرب الى الأمام، خصوصاً أن العالم بدأ بالانتقال من سياسة التفهم والمسايرة الى سياسة الضغوط والاملاءات التي تصاعدت الى حد المطالبة بابرام اتفاق سلام مع إسرائيل كشرط لسحب قواتها من الجنوب بعدما كانت تطالب قبل أسابيع فقط بتطبيق بند نزع السلاح من الميليشيات غير الشرعية.
وليس في هذا الانطباع أي افتراء أو تحامل اذا راقبنا حركة الحكم في بيروت وهي حركة تدور حول بند واحد وحسب ألا وهو انسحاب اسرائيل من النقاط الخمس، واطلاق الأسرى وترسيم الحدود البرية ونقطة على السطر.
ويقول مصدر قريب من دوائر الحكم في لبنان، انه لا يرى عيباً أو ضعفاً أو شواذاً في هذا الموقف، نافياً أن يكون نابعاً من أي ضغوط يمارسها “حزب الله”، ومؤكداً أن على واشنطن اللجوء الى الخيار الثاني الذي يمنع التوترات المحلية، أي سحب اسرائيل من الجنوب كي نحرج الحزب وليس سحب سلاحه كي نرضي اسرائيل.
ويضيف: ان ما لا يفهمه المجتمع الدولي أن لبنان ليس في وضع يسمح له بالصدام مع “حزب الله” أو مع الجيش الاسرائيلي ولا بالاندماج الفج في استراتيجيات العالمين العربي والدولي، موضحاً أن ما يطلبونه من الحكم الجديد قد تعجز عنه جيوش جرارة، تماماً كما حدث في غزة، وكما حدث ضد الحوثيين في زمن الرئيس جو بايدن.
لكن مصدراً قريباً من المعارضة يرفض التسليم بهذا الواقع، مؤكداً أن لبنان لم يضرب ضربته عندما كانت سانحة وعندما كانت كل الدول العربية والغربية تشد على يده. ويشير الى أن السياسة الانتقائية التي اتبعها الرئيسان عون وسلام حيال القرار ١٧٠١، أوجدت ذرائع لبقاء السلاح غير الشرعي لا بل ساحات قتال جديدة في قلب سوريا ضد حكم الرئيس أحمد الشرع وعلى الحدود الشرقية والشمالية مع سوريا.
ويضيف: ان “حزب الله” عرف كيف يستفيد من عامل الوقت وعامل المصالح، فعضَّ على جرحه ومرر انتخاب جوزاف عون رئيساً في مقابل استقرار داخلي لا يعرقل مسار العهد، وراح يبحث عن ميادين جديدة ربما يتمكن فيها من فك الحصار الذي أصابه بعد سقوط بشار الأسد، كما نجح في ربط مصير لبنان بمصير ايران بدلاً من ربطه بمصير الشرق الأوسط الكبير.
والواقع أن ما حققه “حزب الله” أو يكاد، هو الهاء الجيش اللبناني عن مهمته الأساسية في الجنوب من خلال بعثرة قواته، وجرّه الى استنزافات على الجبهتين الشرقية والشمالية مع سوريا في محاولة اما لانهاكه واما لتحجيمه وقطع الطريق على أي رهان عليه في المستقبل، اضافة الى محاولات اذلاله والصاق تهم الجبن والعمالة بصفوفه، كما حدث في الجنوب والهرمل أخيراً مستفيداً من أمرين: الأول الحذر الواضح الذي يبديه أهل الحكم حيال رفضيات الحزب وتحدياته، والثاني اقتناعه بأن الحرب مع اسرائيل تحتاج الى طرفين وأنه ليس الطرف المعني.
لكن ما يبني عليه الحزب لا يعني أن الحرب التي قد يشرّعها ترامب تحتاج الى طرف ثانٍ، اذ إن الحربين اللتين تخاضان في اليمن وغزة ليستا سوى حرب تدميرية لا تحتاج الى متاريس أو غزوات أو التحامات مباشرة.
وسط هذا الجو القاتم، لم يعد خافياً في واشنطن أن الرئيسين عون وسلام يتصرفان وكأنهما خارج دائرة صنع القرارات الاستراتيجية الكبيرة، وأن مهمتهما لا تتعدى مسار الاصلاح والانقاذ في الداخل .
وكشف مصدر أميركي في هذا الصدد أن بلاده يئست من احتمال رؤية تدابير حازمة وحاسمة في بيروت في ما يتعلق بتطبيق القرار ١٧٠١، قائلاً: ان مصير لبنان السيد والمزدهر يتوقف على ما يمكن أن يحدث بين أميركا وايران خلال الشهرين المقبلين، حتى اذا هزمت ايران عسكرياً هزم معها “حزب الله” والحوثي و”حماس”، واذا تمكنت من ارضاء ترامب وطمأنة بنيامين نتنياهو من خلال التخلي عن برنامجها النووي، فسيكون لاسرائيل وأميركا كلام آخر مع حكام لبنان، كلام قد يكون المضي في التطبيع مع اسرائيل، أو التطبيع مع “المقاومة الاسلامية”، أو تسليم أمره لما يقرره ترامب من البيت الأبيض.
أنطوني جعجع -لبنان الكبير
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|