رسامني: المطار محمي.. وملتزمون بالدبلوماسية لتحييده عن أي أزمات
الأحدب يقيم إفطارا في الميناء بحضور شخصيات سياسية ودينية
أقام النائب السابق مصباح الأحدب إفطارا في مطعم "الشاطئ الفضي" في الميناء، بحضور عدد من الشخصيات السياسية والدينية والاجتماعية، منهم: رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، اللواء أشرف ريفي، النواب أديب عبد المسيح، جميل عبود، وحيدر ناصر، إلى جانب النواب السابقين رامي فنج، أحمد فتفت وسامي فتفت، مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، المطران يوسف سويف، والمطران أدوار ضاهر، بالإضافة إلى شخصيات أخرى بارزة مثل نقيب المهندسين في الشمال شوقي فتفت، نقيب أطباء الأسنان ناظم حفار، ونقيب المحامين في الشمال سامي الحسن.
الأحدب: رحب الأحدب بالحضور مستهلا كلمته قائلا: "أهلا وسهلا بكم في طرابلس، مدينة نصرة المظلوم، مدينة الكنائس والمساجد، ومدينة كل لبناني حر. يعود رمضان هذا العام حاملا الخير، ومعه أمل ببداية جديدة بعد سنوات من الفراغ السياسي والهيمنة التي أرهقت الوطن".
وأشار إلى أن "لبنان اليوم يشهد تغييرات جذرية، مع انتخاب رئيس جمهورية سيادي، ورئيس حكومة نزيه وغير ملوث بالفساد، مما يعيد الثقة بقدرة اللبنانيين على بناء دولة قوية، تعتمد على سيادة القانون وحصر السلاح بيد الدولة".
وأثنى الأحدب على "مبادرة النائب سامي الجميل للمصالحة"، معتبرا أنها "خطوة ضرورية لتجاوز الخلافات والانقسامات الحادة بين اللبنانيين، والعمل على صيغة جديدة لبناء وطن يواكب التطورات الحديثة ويضع الكفاءة فوق المحاصصة الطائفية".
وأكد أن "استقرار لبنان يتطلب نزع السلاح من جميع الأطراف المسلحة"، مشيرا إلى أن "حماية الطائفة الشيعية لا تكون بإبقاء السلاح بيد حزب الله، بل عبر مؤسسات الدولة الأمنية". واعتبر أن "استمرار سيطرة الأحزاب المسلحة يعيق بناء الدولة ويحمل الشيعة، كباقي اللبنانيين، أعباء الصراعات الإقليمية، وشدد على "دور طرابلس كمدينة متمسكة بالتعددية الوطنية"، معتبرا أنها "خط الدفاع الأخير عن وحدة لبنان"، وداعيا الجميع ل"العمل معا من أجل صياغة رؤية مشتركة تُحقق العدالة والمساواة بين جميع اللبنانيين".
وتناول الأحدب في كلمته، مسألة السلاح غير الشرعي في لبنان، مشددا على أن "سحب السلاح جنوب الليطاني لإرضاء المجتمع الدولي مع تجاهل باقي الأراضي اللبنانية يتيح للحزب الإيراني فرصة لتعزيز قوته وإحكام سيطرته من جديد على الطائفة الشيعية، مما يعرقل مسار بناء الدولة". وتساءل عن مبرر استمرار وجود السلاح المتفلت في طرابلس والشمال، معتبرا أن "أي خطة لتفكيك السلاح تدريجيا يجب أن تبدأ فورا"، مشيرا إلى أن "سلاح حزب الله تسبب ليس فقط في مأساة للطائفة الشيعية بل في تفكيك الكيان اللبناني واغتيال رفيق الحريري واجتياح بيروت عام 2008، ما أوصل البلاد إلى اتفاق الدوحة الذي أدى إلى إحكام قبضة الحزب على الدولة".
وأوضح الأحدب أن السلاح الذي زعم أنه جاء لحماية الأقليات أوقع لبنان في أزمة غير مسبوقة، حيث قال: "لقد تلاعبوا بالمسيحيين عبر تحالف الأقليات، ما أدى إلى تحييد المسيحيين عن القرار الوطني. أما بالنسبة للسنة، فقد مارس الثنائي المسلح سياسة الإقصاء، مستغلين مجموعات شعبوية مسلحة لزرع الفوضى وإرهاب السكان، كما استُخدمت المحكمة العسكرية لتركيب ملفات الإرهاب ضد شبابنا".
وأضاف: "من مارس الذمية في لبنان ليس السنة، كما يدعي البعض، بل الثنائي المسلح الذي ساوم على الجمهورية مقابل مصالح وتحالفات طائفية ومالية".
ولفت الأحدب الانتباه إلى الظلم الذي تعرضت له الطائفة العلوية في طرابلس، حيث قال: "عانى العلويون مع السنة في طرابلس أكثر من 30 جولة عنف مفتعلة، انتهت بسفك الدماء والتقوقع في منطقة جبل محسن، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ المدينة. العلويون كانوا دوما جزءا لا يتجزأ من نسيج طرابلس الاجتماعي، ويجب إعادة دمجهم ضمن رؤية وطنية شاملة".
وأكد أن "بناء الدولة لا يمكن أن يتم دون إصلاح القضاء"، مشيرا إلى أن "82% من السجناء في لبنان موقوفون دون محاكمة". وتساءل: "أليس من الظلم أن يقضي شبابنا سنوات في السجون بتهم ملفقة فقط لأنهم ناصروا الثورة السورية؟". ودعا إلى مصالحة وطنية حقيقية تعيد بناء الثقة بين اللبنانيين، مطالبا بإنهاء سياسات القهر والتهميش، خاصة تجاه طرابلس ومناطق الشمال. كما دعا الحكومة إلى اتخاذ خطوات جريئة لتحقيق العدالة الانتقالية، مشيرا إلى "أهمية محاسبة الأجهزة الأمنية والقضائية المسؤولة عن تلفيق التهم وحرمان المظلومين من حقوقهم".
وحذر الأحدب من أن "أنصاف الحلول والمساومات مع قوى السلاح والفساد لن تؤدي إلا إلى خسارة الفرصة الحالية للتغيير"، داعيا إلى "اقتلاع الفساد من جذوره قبل فوات الأوان". وقال: "ما يجري اليوم يشعر أهلنا بالغبن والاضطهاد، وإذا لم تتغير السياسات، سيعود الفاسدون إلى الحكم".
واختتم الأحدب كلمته قائلا: "المنطقة تتغير، وعلينا أن نستغل الفرصة لصون وحدة لبنان الكبير والعمل على بناء دولة المواطنة التي تحمي الجميع دون تمييز، وإلا فسنظل ندفع ثمن السياسات الفاشلة التي تدفع بأهلنا للاستقواء بالخارج، وهو ما نرفضه ونخشاه".
الجميل: ثم ألقى النائب الجميل كلمة قال فيها: "أبدأ بالشكر للصديق مصباح الأحدب على هذه الدعوة الكريمة. منذ زمن، كنت أنتظر هذا اليوم لأتوجه إلى أهل هذه المدينة التي دخلت قلبي من الباب العريض. بدأت علاقتي مع طرابلس خلال معارك المحاور عندما كنت أستقبل اتصالات من بعض أهل المدينة وأسمع أصوات الرصاص عبر الهاتف، وهم يقولون: نحن لا نستطيع النوم ولا أحد يسأل عنا. حينها شعرت بمعاناة أهل طرابلس وبدأت الحديث عن ذلك في الإعلام، وتوالت الاتصالات. مع الوقت، أصبحت طرابلس جزءا من حياتي، خاصة بعد زيارتي لأسواقها التي حفرت مكانة في قلبي إلى الأبد".
وتابع "كنت أعمل مع ناشطين من مختلف الطوائف اللبنانية، مما جعلني أتساءل: لماذا لم نتمكن من بناء بلد يجمعنا؟ رغم طيبة الشعب اللبناني من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، عمل البعض على تفريقنا. أريد أن أشارككم تجربة معبرة من عهد الرئيس أمين الجميل، الذي حاول خلال سنوات حكمه بناء جسور مع كل أبناء الوطن. لكنه واجه اغتيالات استهدفت كل الوسطاء وسعاة الخير، ما يؤكد صعوبة التحديات التي واجهها لبنان".
وأضاف: "عندما نفكر في بناء لبنان جديد، يجب أن يكون ذلك على أسس المساواة، فالاختلافات في القوة مثل وجود السلاح بيد فريق دون آخر تعرقل أي مبادرة حقيقية للمصالحة والمصارحة. السلاح يضرب وحدة لبنان وميثاق العيش المشترك. بناء دولة لا يمكن أن يتم دون تسوية هذا الملف".
وأكد الجميل ان "ورشة المصارحة والمصالحة تتطلب شجاعة واستعدادا لفتح صفحة جديدة، قائمة على الاحترام والاعتراف بالتنوع والتعددية، والانتماء إلى لبنان كوطن للجميع. هذا يتطلب أيضا الاعتراف بتاريخ الجميع وشهدائهم وأبطالهم، وطي صفحة الأحقاد. طرابلس جزء لا يتجزأ من بكفيا، وبكفيا جزء لا يتجزأ من صور وبيروت".
وقال: "علينا أن ننتهز الفرصة، فاللبنانيون اليوم أحرار لأول مرة منذ خمسين عاما. لم تعد هناك وصاية فلسطينية، سورية، إسرائيلية، أو إيرانية. يجب أن نمد أيدينا لبعضنا البعض لبناء لبنان الذي نحلم به".
وختم الجميل حديثه بالقول: "بالنسبة لموضوع الموقوفين، هناك ظلم لكل موقوف بريء. سبق أن زارني القاضي حمزة شرف الدين، وهو كان صديقي في الجامعة، وقلت له: لا تطلب مني أن أقوم بأي شيء لمن اعتدى على عنصر من الجيش، ولكن من حق كل موقوف أن يُحاكم وأن يخرج من السجن إن كان بريئا، أو يسجن إن كان مرتكبا. وهناك ظلم آخر أيضا، فلتتخيلوا أن عائلات شهدائنا، الذين سقطوا في مواجهة غريبة وليست لبنانية، عددهم 5516 شهيدا، ولا يتم الاعتراف بهم من قبل دولتهم. هذا الأمر فيه قهر. وكل فئة لبنانية تحمل غبنا وقهرا في مكان ما، ولديها طموح لبناء بلد جديد. هذه هي المصارحة والمصالحة، أن نتمكن من التحدث مع بعضنا البعض ومعالجة هذه الأمور. وعلى أمل أن يأتي اليوم الذي تطوى فيه صفحة السلاح، لتفتح صفحة جديدة مشرقة في تاريخ لبنان".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|