الصحافة

المنطقة من الحرب إلى التسويات... "لحظة فاصلة" واتفاق نووي قد يطيحان نتنياهو!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لكل مرحلة سياسيوها، فللسلم رجاله وللحرب أيضاً، وجمع المرحلتين برجل قد يكون ظاهرة صعبة التحقيق. هذا المبدأ ينطبق على رجال السياسة، وبينهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المختبر مرحلة دقيقة من مسيرته السياسية التي قد توشك على الانتهاء في وقت ليس ببعيد، في ضوء التغيّرات الاستراتيجية التي تشهدها المنطقة ومعها العالم.

قاد نتنياهو مرحلة انتقالية استثنائية في تاريخ الشرق الأوسط، وتمكّن خلالها من إضعاف المحور الإيراني وفكفكته إلى أقصى المستويات وفرض إسرائيل كقوّة حاسمة في المنطقة، وأطلق مساراً من شأنه إنهاء تهديد طهران وجماعاتها إلى حد بعيد، لكن اتجاهاته المتطرفة قد لا تخدم المرحلة المقبلة، التي يبدو أنها تقوم على التسويات والصفقات وحتى التفاهمات.

المرحلة الجديدة التي من المفترض أن تبدأ مع انتهاء مرحلة الحروب وإرساء المتغيّرات الاستراتيجية، قد تقوم على صفقة أميركية - إيرانية نووية محتملة، وعلى اتفاقات تطبيع إسرائيل مع دول عربية، في مقدمها السعودية، وهي مرحلة يعتقد كثيرون أن نتنياهو يشكّل عبئاً خلالها، انطلاقاً من أنّه رجل حرب تاريخه أسود مع العرب والفرس، ويحمل نزعات متطرفة.
يمكن التماس عجز نتنياهو عن مجاراة مرحلة التسويات والاندماج بها من خلال موقفه من المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، فرئيس الوزراء الإسرائيلي دفع بقوّة للتصعيد بين الطرفين وصولاً إلى توجيه ضربات عسكرية، والتنازل الذي قدّمه في هذا السياق كان مطالبته بمفاوضات تفكّك البرنامج النووي الإيراني بالكامل، وهو اتجاه متطرف أيضاً وغير واقعي نسبياً.

أستاذ العلوم السياسية وليد صافي يتحدّث لـ"النهار" عن واقع رئيس الوزراء الإسرائيلي المتأزّم بعد زيارة واشنطن ولقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويقول إن نتنياهو "سمع كلاماً عن ضرورة إنهاء الحرب في غزّة، وآخر حول مفاوضات أميركية - إيرانية مباشرة يعكس فشله في محاولة تغليب الحل العسكري على السياسي، والإصرار على الرسوم الجمركية"، فعاد "خالي الوفاض".

ويوافق صافي على مبدأ يقول إن اتجاه المنطقة لا يتفق مع مشروع نتنياهو، ومصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي تتعارض مع مسار الرئيس الأميركي في المنطقة، وخصوصاً في ما يتعلّق بالتطبيع، لأن نتنياهو وما يمثّل من يمين متطرف يرفض "حل الدولتين" الذي تطالب به السعودية كمنطلق نحو التطبيع، ولهذا السبب لا يرضى نتنياهو بحلول سياسية في غزّة.

اللحظة الفاصلة في تاريخ نتنياهو ستكون نهاية حرب غزّة وإطلاق المسار السياسي، لأنه ينقل إسرائيل ومعها المنطقة من مرحلة اشتباك إلى مرحلة تسويات، وبتقدير صافي، فإن مستقبله مرهون بضغط ترامب عليه لوقف الحرب، وهو إذا ما حصل "فسيفجّر" الائتلاف الحكومي وستستقيل الحكومة وستجرى انتخابات مبكرة من الصعب أن يربحها نتنياهو في ظل الاستياء الداخلي والملاحقات القضائية.

لهذه الأسباب، تحدّث إعلام عبري واتهم نتنياهو بأنه "لا يريد القضاء على حماس في غزّة ولا يريد التفاوض على اليوم التالي والاتفاق على سلطة تدير القطاع"، لأن إتمام هذه النقاط بحسب صافي سيفتح الباب على "الحلول السياسية ومسار حل الدولتين"، ما قد يُسقط حكومة اليمين ويُخرج رئيسها من الحلبة السياسية.

وبالعودة إلى الاتفاق النووي المحتمل بين إيران والولايات المتحدة، فإن ترامب لم يغيّب الحل العسكري ولم يزحه عن الطاولة، وعاد للتلويح به، ويعي الرئيس الأميركي أن إسرائيل ستكون جزءاً أساسياً منه إذا اضطر للّجوء إليه، ويتفق صافي مع الرأي القائل بأن ترامب يريد أن يضمن اتفاقاً مع إيران ولا يزال يحتاج إلى نتنياهو وتوظيف تطرفه في سياق الضغط على طهران لتحسين ظروف الصفقة وفق النظرة الأميركية.

في المحصلة، فإن مستقبل نتنياهو مرهون بمسار التسويات والتفاهمات وحتى السلام في المنطقة، وهو مسار لا يتوافق مع اتجاهاته اليمينية المتطرفة، لكن ترامب يحتاج إليه لتحسين شروط الولايات المتحدة، وبالمقابل، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يستغل هذه الفترة لضمان مستقبله السياسي والشخصي قدر الإمكان، والسباق محموم.

جاد ح. فياض - النهار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا