الصحافة

هل يكون هاشميّة البديل المرضيّ عنه سعودياً وبيروتياً؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يزداد وضع الانتخابات البلديّة في بيروت تعقيداً في ظلّ عدم اتّفاق القوى السنّية على مبادئ موحّدة تُسهّل تشكيل لائحة توافقيّة بين الأحزاب والتيّارات والنوّاب والجمعيّات الدينيّة والعائلات البيروتيّة.

الكثير من المعلومات المتضاربة عن تحالفاتٍ تُعقد بـ«المفرّق» بين هذه الأطراف وبين الأحزاب المسيحيّة. وهو ما لمّح إليه رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع بالإشارة إلى أنه متحالف مع النائب فؤاد مخزومي و«جمعيّة المشاريع الخيرية»، وهو ما تؤكّده اجتماعات دوريّة تُعقد بين مخزومي ونائب «القوات» غسّان حاصباني ومسؤول الملف الانتخابي في «المشاريع» أحمد دبّاغ، عُقد آخرها الجمعة الماضي في منزل مخزومي.

وإذا كانت هذه القوى حدّدت خياراتها، فإنّ بقية الأحزاب لا تبدو على القدر نفسه من الحسم، ما يشي بضياعٍ على مستوى التحالفات والتوجّهات، ويؤدّي إلى تريّث معظم القوى المسيحيّة والشيعيّة في التفاوض الجدّي.

هذه الضبابيّة يزيدها كثافة غياب تيّار المستقبل عن المفاوضات في الأيّام الأخيرة، بعد سفر أمينه العام أحمد الحريري إلى الخارج، وما يُنقل عن رئيس «جمعيّة بيروت للتنمية الاجتماعية» أحمد هاشمية بأنّه ينتظر قرار الرئيس سعد الحريري حول المُشاركة في الاستحقاق البلدي من عدمها، علماً أنّ «المستقبليين» أشاعوا بأنّ القرار كان يُفترض أن يصدر الأربعاء الماضي قبل أن يؤجّل إلى الأربعاء المقبل!

«خارج اللعبة»
لا بيان رسمياً صدر عن تيّار المستقبل بعد، بإعلان عزوفه عن خوْض الانتخابات البلديّة، لكنّ كلّ المؤشّرات توحي بأنّ «الزرق» صاروا «خارج اللعبة»، ويجري تحضير بيان الإعلان عن العزوف لنشره في الساعات المقبلة.

وبينما يعزو البعض القرار إلى عدم جهوزيّة الحريري للمُشاركة، فإنّ كل المؤشرات تفيد بأنّ مصلحة «المستقبليين» كانت واضحة في خوْض الانتخابات باعتبارها إعلاناً رسميّاً للعودة إلى السّاحة السنّية واختباراً لمزاج الناخبين قبل الانتخابات النيابيّة، إضافةً إلى تحضير الماكينات للاستحقاقيْن معاً.

غير أن جسّ النبض الذي أراده الحريري بعد كلمته خلال ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط، أظهر استمرار الفيتو السعودي على عودته إلى العمل السياسي.

وكلّ هذه المؤشّرات كانت واضحة في تجنّب بعض القوى السياسيّة التفاوض المباشر مع «المستقبل» والتحالف معه، وفي مسارعة بعض الأطراف إلى الإقبال على التحالفات والترشيحات من دون العودة إلى مرجعيّة «بيت الوسط»، وهو ما لم يحصل في أي عهد بلدي سابق منذ 27 عاماً.

كما كان ذلك واضحاً من عدم التسرّع في المشاركة لعدم استفزاز السعوديين وجرّهم إلى موقفٍ أكثر صلابة، وهو الذي يُراهن على اللعب على التناقضات والثغرات من أجل خوض الانتخابات النيابيّة.

وعليه، اتّخذ الحريري قراره بالانسحاب وإطالة أمد «غربته السياسية»، بانتظار أن يتغيّر رأي «الديوان الملكي».

إذاً، صارت عمليّة إقصاء «المستقبل» عن التركيبة البلديّة أمراً واقعاً، بعدما تبلّغه عدد من الأطراف الحزبيّة العاملة على خط المفاوضات، إلّا أنّ السؤال بقي عن كيفيّة تجيير الصوت السنّي الذي يمتلكه «المستقبليون»، وعمّا إذا كان القرار سيُترك للقاعدة الشعبيّة بما يشتّت الصوت السنّي أم أنّ التوجّه سيكون من تحت الطاولة بغية صبّ الأصوات في صالح لائحة معيّنة، كما حصل في بعض المناطق في الانتخابات النيابيّة الماضية.

هاشميّة على الخط
كلّ هذه الأسئلة تطرحها القوى السياسيّة في بيروت، من دون الحصول على إجابة موحّدة. في حين تشير المعلومات إلى أنّ هاشميّة الذي كان على علم بهذا القرار قبل صدوره، يُشيع بأنّه قادر على المُشاركة في الانتخابات باعتباره غير مُنظّم في «المستقبل»، ومتمايزاً عن التيّار، إضافةً إلى أنّه يحمل الجنسيّة السعوديّة، ما يخوّله القفز على «الفيتو» السعودي. كما يسوّق أنصاره بأنّه بدأ يُنسّق مع المعنيين لتشكيل لائحة ائتلافيّة من دون أن يكون لـ«التيّار الأزرق» مرشّحون فيها، بل إنّ رئيس «بيروت للتنمية» متحمّس لفكرة إشراك العائلات والجمعيّات البيروتية فيها. ويُحكى أنّ المرشّح للرئاسة بات جاهزاً وقد يكون مقبولاً من أكثر من جهة.

واسم المرشّح للرئاسة الذي «ينام» عليه هاشميّة لعدم «حرقه»، قد يزيد من الخربطة داخل «البيت السنّي» إذا لم يكن توافقياً، في ظلّ كثرة المرشّحين المدعومين من الشخصيات والأطراف السنّية، علماً أنّ «جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية» تتبنّى رجل الأعمال بسام برغوت للرئاسة مع ما يُحكى عن إمكانية تلقّيه دعماً من دار الفتوى خصوصاً أن الشيخ خلدون عريمط يرافقه في بعض جولاته. في المقابل، ينقل البعض عن هاشمية رفضه السيْر باسم برغوت.

وعلمت «الأخبار» أن هاشميّة يقود اتصالات بالتنسيق مع عائلات العاصمة مع كلٍّ من الرئيس تمام سلام والنائبين فؤاد مخزومي ونبيل بدر والوزير السابق محمّد شقير و«جمعية المشاريع» و«الجماعة الإسلامية» و«اتحاد جمعيّات العائلات البيروتيّة» وبعض الجمعيات الدينية ووجهاء المدينة للاتفاق على آلية لتشكيل اللائحة، فيما لم ينتقل التواصل مع الأطراف المسيحيّة إلى مستوى أكثر جديّة، قبل أن يتلقّى هاشمية موافقة نهائيّة على الفكرة من الشخصيات والأحزاب السنّية.

مع ذلك، لا تبدو القوى العاملة في الملف الانتخابي مطمئنة لهذا الإرباك داخل «المستقبل»، والذي يؤثّر مباشرة على التشتّت في تشكيل اللوائح أو حتّى الاتفاق على الحصص والأسماء. ويتساءل هؤلاء عمّا إذا كان هاشميّة استحصل فعلاً على ضوءٍ أخضر من الحريري في التصرّف، ومدى تأثيره على الصوت المستقبلي، وقدرته على أن يكون عرّاباً للائحة توافقيّة وجمع الأضداد بين القوى المتنازعة سياسياً من دون أن تكون لديه الرافعة اللازمة، أي دعم الحريري.

والأهم، تداعيات عزوف المستقبل ودخول هاشميّة على لعبة المفاوضات على المناصفة في المجلس البلدي، خصوصاً بعدما حسم رئيس مجلس النوّاب نبيه بري خياره بعدم الدّعوة إلى هيئة عامّة لإقرار اقتراح اللوائح المقفلة. ويُنقل عن بري أنّ هذا القرار لا يُمكن أن يُصرف في السياسة لجهة «تعويم» دور الحريري في ضمان المناصفة، خصوصاً أنّ لهذا الأمر تداعياته على مستوى إعطاء المبرّرات للأحزاب المسيحيّة لرفع الصوت من أجل تقسيم العاصمة، إلا أنّه في الوقت نفسه يرفض رمي الكرة في ملعبه وهو المُدرك أن جلسةً من هذا النّوع قد تفتح شهيّة البعض على تعديلاتٍ لا تنتهي على قانون الانتخابات.

لينا فخر الدين - الاخبار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا