مخزومي: للتعاون مع الأردن بعد الكشف عن خلية تخريبية تدربت في لبنان
"أوكرانيا الشرقية"... دولة أوروبية جديدة منبثقة من "سلام" الدماء والمصالح...
يتقارب الأميركيون والروس مع بعضهم البعض، وفي معرض بحث كل طرف منهم عن شيء مختلف، من جراء هذا التقارُب.
"رجل السلام"
فالروس يرغبون بمن يوفّر لهم "الباب الخلفي" من ورطة حربهم على أوكرانيا، ومن العقوبات التي طالت موسكو بسبب تلك الحرب، وهي عقوبات أثّرت على روسيا بنسبة لا يُستهان بها، رغم الالتفاف الكبير "الغربي والشرقي" معاً، عليها.
والأميركيون من جهتهم، يرغبون بإبرام صفقات كبرى من خلال توفيرهم "الباب الخلفي" هذا لموسكو، وذلك بمعيّة رغبة دفينة في نفس الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهي الظهور بهيئة "رجل السلام العالمي"، القادر على إيجاد حلّ لكل أنواع المشاكل والأزمات، في أي مكان، ومهما بدت الحلول صعبة.
فالصعوبات هي لغيره، وليس لرجل مثله (بحسب رأيه)، خصوصاً أن فكره مُبرمَج على أنه يمكن تحقيق أي شيء بصفقات المال والأعمال.
مصالحة؟
ولكن ماذا عن الشعوب؟ ومن يستشير الشعب الأوكراني مثلاً بما يتم التداول به من أفكار بشأن مستقبل بلادهم، وتقسيماتها الجديدة، وذلك بمعزل عن المعلومات التي يتم تأكيدها أو نفيها؟
ومن يحقّق المصالحة بين شعبَي كييف وموسكو بعد ثلاث سنوات من حرب هجّرت ملايين الأوكرانيين الى خارج أوكرانيا، وحوّلت الملايين الى نازحين في داخلها، ووصلت الى حدّ التفكير بتقسيم البلاد الى "أوكرانيا الغربية" و"أوكرانيا الشرقية"؟
وبمعزل عن الإطار الديبلوماسي الذي يمكن إيجاده والاتفاق عليه للبلدَيْن الجديدَيْن في أوروبا، وعلى مستوى العلاقة بين كييف وعاصمة أوكرانيا الشرقية مستقبلاً، من يبتّ بمستقبل التعاطي على الأرض بين الأوكراني الغربي وذاك الشرقي، وبمستقبل المرور من الغرب نحو الشرق، أو بالعكس؟
استمرار القصف
فهذه أمور لا تُحَلّ باجتماعات ولا بتقارُب أميركي - روسي، ولا بأي خطوة من مستوى "الصفّ الأول"، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار أن الحرب الروسية على أوكرانيا فسّخت العلاقات الأوكرانية - الروسية بشكل هائل وصل الى الكنائس الأرثوذكسية نفسها في كلٍّ منهما. ومن آخر فصول "الصدمات"، استمرار القصف الروسي العنيف على مختلف المدن والمناطق الأوكرانية، والتي كان آخرها أمس، عندما أصابت صواريخ روسية مركز مدينة سومي الأوكرانية، بينما كان السكان يحضرون قداس أحد الشعانين في الكنائس، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات، في واحد من أكثر الهجوم دموية في أوكرانيا خلال العام الجاري، حتى الساعة.
المصالح المشتركة...
اعتبر مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "المصالح المشتركة هي وحدها القادرة على تحقيق المصالحة بين الشعوب المتقاتِلَة. وهذه القاعدة نفسها ستساهم بإنهاء الأزمة والاقتتال في أوكرانيا، وبفرض السلام هناك، رغم كل ما جرى خلال السنوات الماضية".
وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "المصالح المشتركة كفيلة بجعل المُعتدي والمُعتدى عليه يجتمعان معاً. والمثال الأبرز على ما نقوله، هو التحالفات الكبرى بين فرنسا وألمانيا خلال السنوات والعقود الماضية، رغم كل الذي حصل بينهما خلال الحرب العالمية الثانية تحديداً. فلا شيء أسوأ من الحروب التي نشبت بينهما سابقاً، ولكنهما وضعتا كل شيء جانباً بالمصالح المشتركة، والى درجة بناء شراكات صناعية وغير صناعية كبرى بينهما، في مناطق كانتا تتنازعان عليها في الماضي. وقد وصلت بهما الأحوال لتُصبحا النواة الأولى للإتحاد الأوروبي، والمحرّك الأساسي للقارة الأوروبية عموماً".
وختم:"نحن في عالم تُبنى فيه الصداقات والأصدقاء بالمصالح، وليس بالمبادىء. فالمصالح المشتركة هي المبدأ الأساسي القائم بين الدول، وهي وحدها القادرة على إبعاد الحروب والاقتتال".
أنطون الفتى - أخبار اليوم
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|